فضل سورة مريم

سورة مريم من السور المكية، وعدد آياتها 93 آية، ماعدا الآيتين رقم 58 و71 فهما مدنيتان، وقد نزلت بعد سورة فاطر، وتتعدد الأدلة على فضل سورة مريم كما أنها السورة الوحيدة التي سُمّيت باسم امرأة وهي مريم بنت عمران.

فضل سورة مريم

فضل سورة مريم

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فضل سورة مريم مع بعض السور الأخرى: “بني إسرائيلَ والكهفِ ومريمَ وطه والأنبياءِ: هُنَّ من العِتَاقِ الأُوَلِ، وهنَّ من تِلادِي”. (( الراوي: عبدالرحمن بن يزيد، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4739، خلاصة حكم المحدث: صحيح ))

ومما يدل على فضل سورة مريم ما ثبت عن أُمِّ سَلَمةَ -في شَأْنِ هِجرَتِهم إلى بِلادِ النَّجاشيِّ، وقد مَرَّ بَعضُ ذلك- قالتْ: فلمَّا رأتْ قُرَيشٌ ذلك اجتَمَعوا على أنْ يُرسِلوا إليه، فبعَثوا عَمرَو بنَ العاصِ، وعَبدَ اللهِ بنَ أبي رَبيعةَ، فجمَعوا هَدايا له، ولبَطارِقَتِه، فقدِموا على الملِكِ، وقالوا: إنَّ فِتْيةً منَّا سُفَهاءَ فارَقوا دِينَنا، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤوا بدِينٍ مُبتدَعٍ لا نَعرِفُه، ولجَؤوا إلى بِلادِكَ، فبعَثْنا إليك لتَرُدَّهم. فقالتْ بَطارِقَتُه: صدَقوا أيُّها الملِكُ. فغضِبَ، ثُمَّ قال: لا لعَمرُ اللهِ، لا أرُدُّهم إليهم حتى أُكلِّمَهم؛ قَومٌ لجَؤوا إلى بِلادي، واختاروا جِواري. فلمْ يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عَمرٍو وابنِ أبي رَبيعةَ مِن أنْ يَسمَعَ الملِكُ كَلامَهم، فلمَّا جاءهم رسولُ النَّجاشيِّ، اجتمَعَ القَومُ، وكان الذي يُكلِّمُه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فقال النَّجاشيُّ: ما هذا الدِّينُ؟ قالوا: أيُّها الملِكُ، كنَّا قَومًا على الشِّركِ؛ نَعبُدُ الأوْثانَ، ونَأكُلُ المَيْتةَ، ونُسيءُ الجِوارَ، ونَستحِلُّ المَحارمَ والدِّماءَ، فبعَثَ اللهُ إلينا نَبيًّا مِن أنفُسِنا، نَعرِفُ وَفاءَه وصِدقَه وأمانَتَه، فدَعانا إلى أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحدَه، ونَصِلَ الرَّحِمَ، ونُحسِنَ الجِوارَ، ونُصلِّيَ، ونَصومَ. قال: فهل معكم شيءٌ ممَّا جاء به؟ -وقد دَعا أساقِفَتَه، فأمَرَهم، فنشَروا المَصاحفَ حَولَه- فقال لهم جَعفَرٌ: نعمْ، فقرَأ عليهم صَدرًا مِن سورةِ {كهيعص}. فبَكى -واللهِ- النَّجاشيُّ، حتى أخضَلَ لِحيَتَه، وبكَتْ أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحفَهم، ثُمَّ قال: إنَّ هذا الكَلامَ ليَخرُجُ مِن المِشكاةِ التي جاء بها موسى، انطَلِقوا راشدينَ، لا واللهِ، لا أرُدُّهم عليكم، ولا أنعَمُكم عَينًا. (( الراوي : أبو بكر بن عبدالرحمن | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء، الصفحة أو الرقم: 1/216 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

قال خباب بن الأرت كنتُ قَيْنًا بمكَّةَ، فعمِلتُ للعاصِ بنِ وائلٍ سَيفًا، فجِئتُ أتقاضاه، فقال: لا أُعطيكَ حتى تَكفُرَ بمحمَّدٍ. فقُلتُ: لا أكفُرُ بمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى تَموتَ، ثُمَّ تُبعَثَ! فقال: إذا بُعِثتُ كان لي مالٌ؛ فسَوف أقضيكَ. فقُلتُ ذلك لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فأُنزِلَتْ: “أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا” (( الراوي : خباب بن الأرت | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4735 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

تشتهر بعض الأحاديث الموضوعة عن فضل سورة مريم ومن أبرزها: “من قرأ سورةَ مريمَ أُعطيَ من الأجرِ عشرَ حسناتٍ بعددِ من صدَّق بزكريا وكذَّب به وبيحيى ومريمَ وعيسى وإبراهيمَ وموسى وهارونَ وإسحاقَ ويعقوبَ وإسماعيلَ وإدريسَ وبعددِ من دعا للهِ ولدًا وبعددِ من لم يدْعُ للهِ تعالى ولدًا”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : القاوقجي | المصدر : اللؤلؤ المرصوع، الصفحة أو الرقم: 196 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

اقرأ أيضًا: فضل سورة الكهف

فضائل سورة مريم وخواصها

اقرأ أيضًا: فضل آل عمران

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version