تعد سورة الإسراء من السور المكية، حيث نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة بعد حادثة الإسراء والمعراج أي في السنة الحادية عشرة من البعثة وقبل هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة بسنة وشهرين، وتسمى أيضًا بسورة “بني إسرائيل” وتكثر الأدلة على فضل سورة الإسراء وقرائتها وتعدد خواصها.
فضل سورة الإسراء
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فضل سورة الإسراء وبعض من السور: “بني إسرائيلَ والكهفِ ومريمَ وطه والأنبياءِ: هُنَّ من العِتَاقِ الأُوَلِ، وهنَّ من تِلادِي”. (( الراوي: عبدالرحمن بن يزيد، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4739، خلاصة حكم المحدث: صحيح ))
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ المسبِّحاتِ ، ويقولُ : فيها آيةٌ خيرٌ من ألفِ آيةٍ. (( الراوي : العرباض بن سارية | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3406 | خلاصة حكم المحدث : حسن )) والمسبحات من القرآن: المسبحات : هي السور التي تفتتح بقوله تعالى “سبح” أو “يسبح”، وهن سور: الإسراء (بني إسرائيل)، الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن، والأعلى.
كانَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- لا ينامُ حتَّى يقرأ الزُّمرَ وبني إسرائيل. (( الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3405، خلاصة حكم المحدث: صحيح ))
فِي قَوْلِهِ تَعالَى: {وَما جَعَلْنا الرُّؤْيا الَّتي أرَيْناكَ إلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قالَ: هي رُؤْيا عَيْنٍ، أُرِيَها رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ به إلى بَيْتِ المَقْدِسِ، قالَ: {والشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ في القُرْآنِ} [الإسراء: 60]، قالَ: هي شَجَرَةُ الزَّقُّومِ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3888 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قولِه {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71] قال : ( يُدعَى أحَدُهم فيُعطَى كتابَه بيمينِه ويُمَدُّ له في جِسمِه سِتُّونَ ذراعًا ويَبيَضُّ وجهُه ويُجعَلُ على رأسِه تاجٌ مِن لؤلؤٍ يتلَألأُ قال : فينطلِقُ إلى أصحابِه فيرَوْنَه مِن بعيدٍ فيقولونَ : اللَّهمَّ بارِكْ لنا في هذا حتَّى يأتيَهم فيقولُ : أبشِروا فإنَّ لكلِّ رجُلٍ منكم مِثْلَ هذا وأمَّا الكافرُ فيُعطَى كتابَه بشِمالِه مُسوَدًّا وجهُه ويُزادُ في جِسمِه سِتُّونَ ذراعًا على صورةِ آدَمَ ويُلبَسُ تاجًا مِن نارٍ فيراه أصحابُه فيقولونَ : اللَّهمَّ أَخْزِه فيقولُ : أبعَدَكم اللهُ فإنَّ لكلِّ واحدٍ منكم مِثْلَ هذا. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 7349 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
سألَ أهلُ مكةَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يجعلَ لهم الصَّفا ذهبًا وأن يُنَحِّيَ الجبالَ عنهم فيزدَرعوا فقيلَ لهُ إن شئتَ أن تستَأْنِيَ بهم وإن شئتَ أن تُؤتِيَهم الذي سألوهُ فإن كفروا أُهلِكوا كما أَهلكتُ مَن كان قبلَهم وإن شئتَ أن أستأْنِيَ بهم لعلَّنا نستحيي منهم قال لا بل أستأْنِي بهم فأنزلَ في سورة الإسراء “وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 7/1159 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات رجال الشيخين فهو على شرطهما ))
مما يدل على فضل سورة الإسراء وآياتها حديث: تَفْضُلُ صَلاةُ الجَمِيعِ صَلاةَ أحَدِكُمْ وحْدَهُ، بخَمْسٍ وعِشْرِينَ جُزْءًا، وتَجْتَمِعُ مَلائِكَةُ اللَّيْلِ ومَلائِكَةُ النَّهارِ في صَلاةِ الفَجْرِ ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ: فاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {إنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] قالَ شُعَيْبٌ: وحدَّثَني نافِعٌ عن عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ، قالَ: تَفْضُلُها بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 648 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
دَخَلَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَكَّةَ، وَحَوْلَ الكَعْبَةِ ثَلَاثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ نُصُبًا، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بعُودٍ كانَ بيَدِهِ، ويقولُ: {جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إنَّ البَاطِلَ كانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1781 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما كرَبني أمرٌ إلَّا تمثَّل لي جبريلُ فقال يا محمَّدُ قُلْ توكَّلتُ على الحيِّ الَّذي لا يموتُ ومن سورة الإسراء قُل: الحمدُ للهِ الَّذي لم يتَّخِذْ ولدًا ولم يكُنْ له شريكٌ في الملكِ ولم يكُنْ له وليٌّ من الذُّلِّ وكبِّرْه تكبيرًا. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 3/59 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] ))
اقرأ أيضًا: معلومات للاطفال عن الإسراء والمعراج
خواص سورة الإسراء
تمتاز سورة الإسراء ببعض الخواص بحسب الموضوعات التي تطرقت إليها وتتمثل تلك الخواص في:
- الحديث عن رحلة الإسراء، وبيان حكمتها، والإشارة إلى المعراج.
- ذكر الكتاب الذي آتاه الله تعالى لموسى عليه السلام؛ ليكون هداية لقومه، وإخبار بني إسرائيل أنهم سيفسدون في الأرض مرتين.
- بيان فضل القرآن، وأنه يهدي للتي هي أقوم، ويبشر المؤمنين بالأجر الكبير.
- إثبات دلائل تفرد الله بالإلهية، والاستدلال بآية الليل والنهار وما فيهما من المنن على إثبات الوحدانية، وأن كل إنسان يكون معه كتابه قد سجلت فيه حسناته وسيئاته.
- تقرير قاعدة التبعة الفردية في الهدى والضلال، وقاعدة التبعة الجماعية في التصرفات والسلوك.
- توضيح سنة الله سبحانه في القرون الماضية الذين أهلكهم، وأن عاقبة الترف والفسق الدمار والهلاك.
- التأكيد أن سعادة الآخرة منوطة بإرادتها، وبأن يسعى الإنسان لها وهو مؤمن.
- الأمر بعبادة الله سبحانه، وذكر مقومات الحياة الاجتماعية من الإحسان للوالدين، وذوي القربى، والتوسط في إنفاق المال، والنهي عن قتل الأولاد، والنهي عن قتل النفس وعن الزنا، والنهي عن التصرف في مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده، والأمر بالوفاء بالعهد، والوفاء بالكيل والميزان، والنهي عن أن يقفو الإنسان ما لا علم له به.
- النهي عن اتخاذ آلهة مع الله، وبيان الدليل على بطلان ادعائهم أن مع الله آلهة أخرى، والتنديد بعادات أهل الجاهلية في كراهيتهم للبنات.
- تصريف الله سبحانه في القرآن؛ ليتذكر الناس، إلا أنه لم يزدهم إلا نفورا.
- تسبيح كل ما في الوجود لله سبحانه.
- استعراض جانب من أقوال المشركين فيما يتعلق بالبعث، ودحضها، وأمر المؤمنين بقول الكلمة التي هي أحسن. مع ذكر قصة الخلق والتكوين، وتكريم آدم بالأمر بالسجود له، وموقف إبليس من ذلك، وإعلانه موقفه من ذرية آدم، وبيان أن الشيطان ليس له سلطان على عباد الله المؤمنين.
- إبراز أنواع من نعم الله في البر والبحر، وأنه يكشف الضر عمن يستغيثون به، فإذا كشف الضر عنهم أعرضوا.
- تكريم الله لبني آدم، وبعض مشاهد يوم القيامة.
- تثبيت الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، وأمره بالمداومة على الصلاة، وعلى قراءة القرآن، وأن يدعو الله أن يحسن مدخله ومخرجه، ويعلن مجيء الحق وزهوق الباطل.
- الثناء على القرآن وبيان إعجازه، وذكر المطالب المتعنتة التي طالب بها المشركون النبي صلى الله عليه وسلم، ورد النبي صلى الله عليه وسلم على هذا بأنه خارج عن وظيفة الرسول وطبيعة الرسالة.
- حكاية جانب من قصة موسى -عليه السلام- مع فرعون.
- أنزل الله هذا القرآن بالحق، وبالحق نزل، وأنه فصله وبينه وأحكمه ليقرأه النبي صلى الله عليه وسلم على الناس على تؤدة وترتيل، وأنه نزله مفرقا، وأن أهل الكتاب والعلماء الذين عرفوا الوحي والنبوة إذا يتلى القرآن عليهم يخرون للأذقان سجدا خاشعين لله.
- ختام السورة بالأمر بحمد الله الذي لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، والأمر بتكبيره.
اقرأ أيضًا: فوائد من سورة الإسراء