اول صلاة صلاها الرسول
تعد الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي صلة تربط بين العبد وربه، والصلاة كذلك نور لقلب المؤمن ومحشرهم، وهي عون في الطاعات والمهمات ونهي عن المنكرات والفحشاء، وسبب في تكفير السيئات وتمحو الخطايا، ويجدر بالمسلم أن يعرف ما هي اول صلاة صلاها الرسول ومتى فُرضت إضافةً إلى فضائلها.
اول صلاة صلاها الرسول
إن اول صلاة صلاها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعدما فرض الله الصلوات الخمس، هي: صلاة الظهر، وقيل إن صلاة الظهر سميت بالأولى؛ لأنها تعد أول صلاة أقامها جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام، وذكر ابن عبد الهادي أن أول صلاة صلاها النبي -عليه الصلاة والسلام- على الإطلاق؛ هي صلاة الظهر، وصلاها في مكة باتفاق، وسميت كذلك ظهرا؛ لأنها أول صلاة ظهرت في الإسلام، وهي كذلك أول صلاة فرضت في ليلة الإسراء، والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين عديدة.
بعد الإجابة عن السؤال: ما هي اول صلاة صلاها الرسول وعرفنا أنها صلاة الظهر، تجدر الإشارة إلى إن أول صلاة صلاها المسلمون بعد تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في مكة هي صلاة العصر، وقال ابن حجر رحمه الله في الفتح: والتحقيق أن أول صلاة صلاها في بني سلمة لما مات بشر بن البراء بن معرور الظهر، وأول صلاة صلاها بالمسجد النبوي العصر، والله تعالى أعلم.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن فضل الصلاة
متى فرضت اول صلاها الرسول ؟
أجمع أهل العلم أن الصلوات الخمس فرضت في ليلة الإسراء والمعراج، ولم تكن موجودة قبل هذه الليلة، وذكر ابن كثير أنها فرضت قبل الهجرة بسنة ونصف في ليلة الإسراء، وفصل الله أركانها وشروطها شيئا فشيئا، وقد جاء في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟ قُلْتُ خَمْسِينَ صَلَاةً . قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ … قَالَ : فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَبَيْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى قَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً”. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 162 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
ثم نزل بعد ذلك جبريل وعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- أوقات الصلوات، فقال له حينَ زالتِ الشَّمسُ: قُمْ يا محمَّدُ فصَلِّ الظُّهرَ فقام فصلَّى الظُّهرَ ثمَّ جاءه حينَ كان ظلُّ كلِّ شيءٍ مِثْلَه فقال: قُمْ فصَلِّ العصرَ فقام فصلَّى العصرَ ثمَّ جاءه حينَ غابتِ الشَّمسُ فقال: قُمْ فصَلِّ المغربَ فقام فصلَّى المغربَ ثمَّ مكَث حتَّى ذهَب الشَّفقُ فجاءه فقال: قُمْ فصَلِّ العِشاءَ فقام فصلَّاها ثمَّ جاءه حينَ سطَع الفجرُ بالصُّبحِ فقال: قُمْ يا محمَّدُ فصَلِّ فقام فصلَّى الصُّبحَ وجاءه مِن الغدِ حينَ صار ظلُّ كلِّ شيءٍ مِثلَه فقال: قُمْ فصَلِّ الظُّهرَ فقام فصلَّى الظُّهرَ ثمَّ جاءه حينَ كان ظلُّ كلِّ شيءٍ مِثْلَيْهِ فقال: قُمْ فصَلِّ العصرَ فقام فصلَّى العصرَ ثمَّ جاءه حينَ غابتِ الشَّمسُ وقتًا واحدًا لم يَزُلْ عنه فقال: قُمْ فصَلِّ المغربَ فقام فصلَّى المغربَ ثمَّ جاءه العِشاءَ حينَ ذهَب ثُلُثُ اللَّيلِ فقال: قُمْ فصَلِّ العِشاءَ فقام فصلَّى العِشاءَ ثمَّ جاءه الصُّبحَ حينَ أسفَر جدًّا فقال: قُمْ فصَلِّ الصُّبحَ فقام فصلَّى الصُّبحَ فقال: ما بيْنَ هذَيْنِ وقتٌ كلُّه. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 1472 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
كانت الصلاة بداية الأمر ركعتين، ثم بعد الهجرة أصبحت في السفر ركعتين، وزيدت ركعتان في الحضر، إلا صلاة المغرب بقيت كما هي، وجاء في الموسوعة الفقهية أن أصل وجوب الصلاة كان في مكة المكرمة في بداية الإسلام، أما الصلوات الخمس بشكلها المعهود، فقد فرضت ليلة الإسراء والمعراج.
وقال بعض العلماء إن الصلاة كانت ركعتين في العشي، وركعتين في الغداة، وقال البعض إن النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة كانوا يصلون قطعا قبل ليلة الإسراء.
اقرأ أيضًا: الفوائد الصحية للصلاة
فضائل صلاة الظهر
عن أبي ذر الغفاري قال: كُنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأراد المؤذِّنُ أن يؤذِّنَ الظُّهرَ، فقال: أبرِدْ، ثمَّ أراد أن يؤذِّنَ فقال: أبرِدْ، مرَّتين أو ثلاثًا، حتى رأينا فَيءَ التُّلولِ، ثمَّ قال: إنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيحِ جَهنَّمَ، فإذا اشتَدَّ الحَرُّ فأبرِدوا بالصَّلاةِ. (( الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 401 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] ))
كانتِ الصلاةُ فُرِضَتْ سجدتينِ سجدتينِ : الظهرُ والعصرُ ، فكانوا يصلُّونَ بعد الظهرِ ركعتينِ ، وبعد العصرِ ركعتينِ ، فكُتِبَ عليهِمُ الظهرُ أربعًا ، والعصرُ أربعًا ، فترَكوا ذلك حين كُتِب عليهِم ، وأُقِرَّتْ صلاةُ السفَرِ ركعتينِ ، وكانَتِ الحضَرُ أربعًا. (( الراوي : السائب بن يزيد | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة، الصفحة أو الرقم: 2/313 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
مَن حافَظَ على أربعِ رَكَعاتٍ قَبلَ الظُّهْرِ ، و أربَعٍ بَعدَها حَرُمَ على النارِ. (( الراوي : أم حبيبة أم المؤمنين | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 8603 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي بنا فَيَقْرَأُ في الظُّهْرِ والْعَصْرِ في الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ بفاتِحَةِ الكِتابِ وسُورَتَيْنِ ويُسْمِعُنا الآيَةَ أحْيانًا وكانَ يُطَوِّلُ الرَّكْعَةَ الأُولَى مِنَ الظُّهْرِ ويُقَصِّرُ الثَّانِيَةَ وكَذلكَ في الصُّبْحِ. (( الراوي : أبو قتادة الحارث بن ربعي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 451 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
كان النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا نزَل منزِلًا فأعجبه المنزِلُ أخَّر الظهرَ حتى يَجمعَ بينَ الظهرِ والعصرِ وإذا سار ولم يتهيأْ له المنزِلُ أخَّر الظهرَ حتى يأتيَ المنزلَ فيَجمعَ بينَ الظهرِ والعصرِ قال حسنٌ : كان إذا سافر فنزَل منزِلًا (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 4/37 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن الصلاة بالعناصر والمقدمة