لنجاح أي مشروع هناك بعض الإجراءات والخطوات الاستباقية، والتي من خلالها يمكن النهوض بالمشروع ليرى النور، وضمان نجاحه بنسبة عالية، وأهم خطوة هي إعداد دراسة جدوى مناسبة وملائمة على كافة الأصعدة، وفي هذا المقال سنقدم طريقة عمل دراسة جدوى لاي مشروع بالتفصيل والشرح.
دراسة الجدوى
مصطلح دراسة الجدوى من المصطلحات المهمة جدًا في عالم الاقتصاد والمشاريع، وباللغة الإنجليزية Feasibility Study، وتُعرف دراسة الجدوى بأنها مجموعة مترابطة ومتكاملة من الخطوات والدراسات التي يتم إجراءها سلفًا قبل البدء بالمشروع، منذ لحظة ظهور الفكرة والتخطيط، إلى أن تُنفذ على ارض الواقع، والهدف منها هو تحقيق الأهداف المرجوة من المشاريع، أي أنها مجموعة الدراسات الواجب عملها للتأكد من أن نواتج المشروع الاستثماري المقرر تفوق موارده المخصصة له.
طريقة عمل دراسة جدوى لاي مشروع بالتفصيل والشرح
من أجل عمل دراسة جدوى لأي مشروع هناك مجموعة من الخطوات المهمة، وفيما يلي الشرح التفصيلي للخروج بدراسة جدوى جيدة ومتكاملة:
دراسة الجدوى التقنية
الجدوى التقنية تُقيِّم الموارد التقنية الموجودة، وهل هي ملائمة للطاقة الإنتاجية التي يحتاجها المشروع، كما تعمل على تحديد حجم الإنتاج والمعدات المناسبة، والعمالة المطلوبة لإدارة المشروع وإقامته، وهل الفريق التقني الموجود قادر على تحويل الأفكار إلى واقع، كما نقوم في دراسة الجدوى التقنية على تقييم المتطلبات الجغرافية واللوجستية للمشروع، وتقوم أيضًا على تحليل المنتج ودراسته.
دراسة الجدوى المالية
وهي تقييم كل النفقات التي سنحتاجها في المشروع، وهذا يساعد صاحب المشروع على تقدير التكاليف والفوائد المتعلقة بالمشروع قبل القيام بتخصيص موارد مالية له، وهذه الدراسة مهمة جدًا لمصداقية المشروع، لأنها تقدم بالأرقام التكلفة التأسيسية، وتكلفة التشغيل، وأصول إدارة المبيعات، وأمور أخرى مرتبطة بإمكانية الحصول على تمويل خارجي أو استثمار.
من الأسئلة التي يمكن أن تُطرح عند عمل دراسة الجدوى المالية، كم من المال نحتاج لبدء التشغيل؟، هل سنحتاج لتمويل خارجي، وما هو هيكل التسعير، وما هي أحجام المبيعات المتوقعة.
دراسة جدوى التسوق
لعمل دراسة تسوق جيدة يجب في البداية الإجابة على سؤالين مهمين للغاية، الأول: هل يحتاج السوق فعلًا لهذه الخدمة أو هذا المنتج، والسؤال الثاني: هل هناك منتج او خدمة منافسة يمكن أن تمنع نجاح المشروع.
تعتمد دراسة جدوى التسوق على اختبار وتحليل السوق والزبائن المستهدفين، مثل معرفة ما القطاعات المستهدفة تحديدًا، ولماذا يشتري الزبون هذه الخدمة أو المنتج، وما هي آلية البيع، ومن هم المنافسين.
دراسة الجدوى البيئية والاجتماعية
حيث ترِّكز هذه الدراسة على تحديد القيمة التي سيضيفها المشروع للمجتمع، وهل هو ملائم لقيَّم المجتمع الذي سيقام فيه، وهل يمكن أن يقدم فرص عمل مناسبة، وما هو تأثيره على البيئة بالسلب والإيجاب، وتقديم التوصيات اللازمة لدعم التأثيرات الإيجابية، وتقليص التأثيرات السلبية قدر الإمكان.
دراسة الجدوى القانونية
يتم فيها تقييم المشروع من الناحية القانونية بحيث لا يتعارض مع القوانين والأنظمة في البلاد التي سيقام فيها، مثل القوانين المرتبطة بالقرصنة الإلكترونية وغيرها، وأن لا يتعارض مع قوانين السوق.
تقييم المخاطر
وهي المرحلة الأخيرة في دراسة الجدوى، فبعد دراسة أسباب النجاح، يجب أيضًا التطرق إلى أسباب الفشل، ووضع كل الاحتمالات الممكنة لحدوث هذا، وذلك بوضع قائمة بكل المخاطر المحتملة، وما هي الخطة المحكمة لإدارة هذه المخاطر، وما هي الإجراءات اللازمة للتقليل منها.
المرحلة النهائية
في هذه المرحلة وبعد إجراء كل الدراسات المطلوبة، يجب وضع خطة للتشغيل بحيث تكون متكاملة وواضحة، وشاملة للمشروع منذ بدايته وحتى آخر خطوة فيه.
أهمية دراسة الجدوى … طريقة
تتمثل أهمية إعداد دراسة الجدوى بما يلي:
- تقييم الأدلة العملية والعلمية على مدى صلاحية المشروع المقترح من عدمها.
- تحقيق التعاون بين المستثمرين في المشروع من أجل اتخاذ القرارات الصائبة، والتنبؤ بالمتغيرات الفنية والاقتصادية المؤثرة في هذه القرارات.
- توضح دراسة الجدوى أهمية المشروع المطروح بالنسبة للدولة المقام فيها، وما مدى ارتباطه بالخطة التنموية في البلاد، وكيف يمكن أن يسهم بشكل جاد وفعَّال في حل بعض المشاكل الاقتصادية التي تواجه البلاد.
- تعد شرط أساسي وضروري للحصول على الموافقة لإقامة المشروع، سواء من الأجهزة الاقتصادية أو الأمنية في الدولة، وهي أيضًا شرط أساسي للحصول على قرض مالي من أي مؤسسة مالية أو بنك في الدولة.
