سورة البقرة هي أطول سور القرآن الكريم وعدد آياتها ست وثمانون ومائتا آية، وتأتي بترتيب المصحف الشريف الثانية بعد سورة الفاتحة التي تعد أم الكتاب، وتكثر الدلائل على فضل سورة البقرة قراءةً وحفظًا؛ لأن أمرها عظيم وفضائلها كثيرة وجليلة.
فضل سورة البقرة
يتمثل فضل سورة البقرة في:
الوقاية من غِواية الشيطان، وإضلاله، فالحرص على قراءة سورة البقرة في البيوت من أسباب صدّ الشيطان عنها، وجعله يائساً عن تحقيق مُرادِه، وغايته في إفساد العباد، دليل ذلك ما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: إِنَّ لِكلِّ شيءٍ سَنامًا ، و سَنامُ القرآنِ سُورَةُ البَقَرَةِ ، و إِنَّ الشيطانَ إذا سمعَ سورةَ البَقَرَةِ تُقْرَأُ خرجَ مِنَ البيتِ الذي يُقْرَأُ فيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 588 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 780 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
الأخذ بسورة البقرة من أسباب نيل البركة، التي تتحقّق للمسلم بتحصيل الحسنات من قراءتها، ومن حفظ آياتها، والاستماع إليها، ولذلك فإنّ في الإعراض عن السورة تضييعاً للعديد من الفضائل في الدنيا والآخرة، والدليل على ذلك حديث: عليكم بسورةِ البقرةِ فإنَّ أخْذَها بركةٌ وتَرْكَها حسرةٌ ولا يستطيعُها البَطَلةُ. (( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 116 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
شفاعة سورة البقرة لأصحابها يوم القيامة مع سورة آل عمران؛ لِما ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: اقرؤوا القرآنَ؛ فإنه يأتي شافعًا لأصحابه، اقرؤوا الزَّهراوَين: البقرةَ وآل عِمرانَ، فإنهما يأتيان يومَ القيامة كأنَّهما غمامتانِ أو غيايتانِ أو فِرقانِ مِن طيرٍ صَوافَّ تُحاجَّانِ صاحِبَهما. (( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : البغوي | المصدر : تفسير البغوي، الصفحة أو الرقم: 1/63 | خلاصة حكم المحدث : صحيح )) فوصف رسول الله -عليه الصلاة والسلام- سورتي البقرة وآل عمران بالغمامتين؛ أي السحابتين العظيمتين ذواتي اللون الأسود، بينهما نورٌ؛ أي أنّهما لا تستران الضوء.
تشتمل سورة البقرة على اسم الله الأعظم، وكذلك على أعظم آيةٍ في القرآن الكريم؛ وهي آية الكرسي، التي تتجلّى عظمتها في تضمنها لتوحيد الله، وتعظيمه، بذكر صفاته العليا؛ كالمُلْك، والعلم، والإرادة، والحياة، والقدرة، وقد وردت عدّة أحاديث في بيان فضل قراءة آية الكرسي، من ذلك فضل قراءتها بعد أداء الصلوات المفروضة، الثابت في قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ ، إلَّا الموتُ. (( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : ابن حبان | المصدر : بلوغ المرام، الصفحة أو الرقم: 97 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
تُعرف سورة البقرة أيضًا بالحافظة والكافية؛ حيث إن قراءة آية الكرسي تحفظ وتكفي الإنسان من شياطين الإنس والجن، مصداقاً لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزالَ معكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبُكَ شيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5010 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
عن أبي بن كعب: أنَّه صلّى اللهُ عليه وسلّم كان لهم جَرينٌ فيه تمرٌ وكان ممَّا يَتَعاهدُ فيجِدُه ينقُصُ فحرسه ذاتَ ليلةٍ فإذا هو بدابَّةٍ كهيئةِ الغلامِ المُحتلِمِ قال فسلَّم فردَّ عليه السَّلامَ فقلتُ ما أنت جنٌّ أم إنسٌ قال جنٌّ فقلتُ ناوِلْني يدَك فإذا يدُ كلبٍ وشعرُ كلبٍ فقلتُ هذا خلقُ الجنِّ فقال لقد علِمتِ الجنُّ أنَّ ما فيهم من هو أشدُّ منِّي فقلتُ ما يحمِلُك على ما صنعتَ قال بلغني أنَّك تُحبُّ الصَّدقةَ فأحببْتُ أن أُصيبَ من طعامِك فقلتُ ما الَّذي يُحرِزُنا منكم قال هذه الآيةُ آيةُ الكرسيِّ قال فتركتُه وغدا أبي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبره فقال صدق الخبيثُ. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/317 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] ))
اقرأ أيضًا: أفكار ومعاني سورة البقرة
فضل خواتيم سورة البقرة
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من قرَأ الآيتَيْنِ مِن آخِرِ سورةِ البقرةِ في ليلةٍ كفَتاه. (( الراوي : أبو مسعود | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 781 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنَّ اللهَ كتب كتابًا قبل أن يخلقَ السماواتِ والأرضَ بأَلْفَيْ عامٍ أَنْزَلَ منه آيتينِ ختم بهما سورةَ البقرةِ ، ولا يُقْرَآنِ في دارٍ ثلاثَ ليالٍ فيَقْرَبُها شيطانٌ. (( الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2882 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 806 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
اقرأ أيضًا: لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم
فضل حفظ سورة البقرة
كان الصحابة -رضي الله عنهم- يوقّرون حفظ سورة البقرة في نفوسهم، ويعظّمونها غاية التعظيم، فقد ورد في الأثر عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: إنَّ رجلًا كانَ يكتبُ لرسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، وقدْ قرأَ البقرةَ وآلَ عمرانَ ، وكانَ الرجلُ إذا قرأَ البقرةَ وآلَ عمرانَ جدَّ فينَا ، يعني عَظُمَ. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية، الصفحة أو الرقم: 6/179 | خلاصة حكم المحدث : على شرط الشيخين ))
وقد صحّ عن النبي -عليه الصلاة والسلام- حديثان يدلّان على تقديم حافظ سورة البقرة وآل عمران على غيره، من ذلك ما رُوي عن الصحابي عثمان بن أبي العاص أنّه قال: اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا أَصْغَرُ السِّتَّةِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَيْهِ مِنْ ثَقِيفٍ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ قَرَأْتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ. (( الراوي : عثمان بن أبي العاص الثقفي | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 6/1000 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))