أحاديث عن رفع البلاء
جعل الله -تعالى- البلاء للإنسان كالدواء من داء الذنوب؛ ليطهره ويرفعه ويربي سلوكه، فإذا نزل البلاء على المؤمن علِم بأنه نعمة من الله -تعالى- ليحمده ويصبر عليها، واشتملت السنة النبوية على عدة أحاديث عن رفع البلاء كما أشارت إلى عبادات تساعد المسلم على رفع البلاء عنه.
أحاديث عن رفع البلاء
لا يُغني حذرٌ من قدرٍ والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان إلى يومِ القيامةِ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/391 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] ))
الدُّعاءُ يرُدُّ البلاءَ. (( الراوي : [أبو هريرة] | المحدث : الزرقاني | المصدر : مختصر المقاصد، الصفحة أو الرقم: 456 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
إنَّ الشَّمسَ والقَمرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ، لا يَنخسِفانِ لمَوتِ أحدٍ ولا لحَياتِه، ولكنَّهما آيتانِ من آياتِ اللهِ، فإذا رَأيْتُموها فصَلُّوا حتى يُفرِّجَ اللهُ عنكم. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن الدارقطني، الصفحة أو الرقم: 1796 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
ما يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ والمُؤْمِنَةِ في نفسِهِ وولدِهِ ومالِهِ ، حتَّى يلقَى اللهَ وما علَيهِ خطيئةٌ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2399 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ))
لَمْ يَتَكَلَّمْ في المَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عِيسَى، وَكانَ في بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ له جُرَيْجٌ، كانَ يُصَلِّي، جَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ، فَقالَ: أُجِيبُهَا أَوْ أُصَلِّي، فَقالَتْ: اللَّهُمَّ لا تُمِتْهُ حتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ المُومِسَاتِ، وَكانَ جُرَيْجٌ في صَوْمعتِهِ، فَتَعَرَّضَتْ له امْرَأَةٌ وَكَلَّمَتْهُ فأبَى، فأتَتْ رَاعِيًا فأمْكَنَتْهُ مِن نَفْسِهَا، فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقالَتْ: مِن جُرَيْجٍ فأتَوْهُ فَكَسَرُوا صَوْمعتَهُ وَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ أَتَى الغُلَامَ، فَقالَ: مَن أَبُوكَ يا غُلَامُ؟ قالَ : الرَّاعِي، قالوا: نَبْنِي صَوْمعتَكَ مِن ذَهَبٍ؟ قالَ: لَا، إِلَّا مِن طِينٍ. وَكَانَتِ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَمَرَّ بهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ فَقالَتْ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ، فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ علَى الرَّاكِبِ، فَقالَ: اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ علَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ، – قالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ يَمَصُّ إِصْبَعَهُ – ثُمَّ مُرَّ بأَمَةٍ، فَقالَتْ: اللَّهُمَّ لا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هذِه، فَتَرَكَ ثَدْيَهَا، فَقالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، فَقالَتْ: لِمَ ذَاكَ؟ فَقالَ: الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنَ الجَبَابِرَةِ، وَهذِه الأمَةُ يقولونَ: سَرَقْتِ، زَنَيْتِ، وَلَمْ تَفْعَلْ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3436 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هَاجَرَ إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ بسَارَةَ، فَدَخَلَ بهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ المُلُوكِ، أوْ جَبَّارٌ مِنَ الجَبَابِرَةِ، فقِيلَ: دَخَلَ إبْرَاهِيمُ بامْرَأَةٍ هي مِن أحْسَنِ النِّسَاءِ، فأرْسَلَ إلَيْهِ: أنْ يا إبْرَاهِيمُ مَن هذِه الَّتي معكَ؟ قالَ: أُخْتِي، ثُمَّ رَجَعَ إلَيْهَا فَقالَ: لا تُكَذِّبِي حَديثِي، فإنِّي أخْبَرْتُهُمْ أنَّكِ أُخْتِي، واللَّهِ إنْ علَى الأرْضِ مُؤْمِنٌ غيرِي وغَيْرُكِ، فأرْسَلَ بهَا إلَيْهِ فَقَامَ إلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وتُصَلِّي، فَقالَتْ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ آمَنْتُ بكَ وبِرَسولِكَ، وأَحْصَنْتُ فَرْجِي، إلَّا علَى زَوْجِي فلا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الكَافِرَ، فَغُطَّ حتَّى رَكَضَ برِجْلِهِ قال: فغُطَّ حتى ركض الأرض برجلِه، فقال: ادعي الله ولا أضرك، فدَعَت الله، فأُطلِق، ثم تناولها ثانية، فأُخذ مثلها أو أشدَّ، فقال: ادعي الله ولا أضرك، فدَعَت، فأُطلق، فدعا بعض حجبتِه، وقال: إنكم لم تأتوني بإنسان؛ إنما أتيتموني بشيطانٍ! فأخدَمها هاجر، فأتت إبراهيم، فقالت: ردَّ اللهُ كيدَ الكافر – أو الفاجر – في نحرِه، وأخدَمَ هاجرَ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2217 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّه دَخَلَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مَوْعوكٌ عليه قَطيفةٌ، فوَضَعَ يَدَه عليه فوَجَدَ حرارتَها فوقَ القَطيفةِ، فقال أبو سعيدٍ: ما أشَدَّ حَرَّ حُمَّاكَ يا رسولَ اللهِ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّا كذلك يُشدَّدُ علينا البلاءُ، ويُضعَّفُ لنا الأجْرُ. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار، الصفحة أو الرقم: 2210 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
ليودنَّ أهلُ العافيةِ يومَ القيامةِ، أنْ جُلُودهمْ قُرضتْ بالمقاريضِ، ممَّا يرونَ منْ ثوابِ أهلِ البلاءِ. (( الراوي : جابر بن عبدالله وابن عباس | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 7721 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
ليس التَّميمةُ ما تُعلِّق به بعد البلاءِ إنَّما التَّميمةُ ما تُعلِّق به قبل البلاءِ. (( الراوي : [القاسم بن محمد بن أبي بكر] | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 4/241 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] ))
أربعٌ من أُعطيهنَّ فقدْ أُعطي خيرَيِ الدُّنيا والآخرةِ قلبًا شاكرًا ولسانًا ذاكرًا وبدنًا على البلاءِ صابرًا وزوجةً لا تَبغيه حُوبًا في نفسِها ومالِه. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/329 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد ))
تعوَّذوا باللهِ من جَهْدِ البلاءِ ، و دَرَكِ الشقاءِ ، و سوءِ القضاءِ ، و شماتةِ الأعداءِ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 2968 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
اقرأ أيضًا: أحاديث عن البلاء
عبادات ترفع البلاء
- تقوى الله تعالى، فهي عبادة مأمور بها المسلم، حيث جعلها الله -تعالى- سبباً للفرج بعد الشدّة وكشْفاً للكرب بعد الضّيق، حيث قال: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)،فجعل الله -تعالى- دفع البلاء وكشف الهمّ للأتقياء من عباده.
- الدعاء؛ حيث قال ابن القيّم عن بركة الدّعاء : (والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدوّ البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه أو يخففه إذا نزل).
- كثرةُ الاستغفار؛ حيث قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، فكان الاستغفار أماناً من وقوع العذاب حتى بعد انعقاد أسبابه.
- الصلاة بخشوع وحضور؛ حيث أوصى الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- المؤمنين إذا كُسفت الشمس أو خسف القمر أن يفزعوا إلى الصّلاة ليكشف الله -تعالى- عنهم ما أصابهم، وعمّم ذلك على كلّ مكروهٍ يصيب المؤمن.
- الصّدقة؛ وهي من أهمّ ما يرفع البلاء عن المسلم، فقال ابن القيّم إنّ الصدقة ترفع البلاء حتّى عن الكافر والفاجر، وأوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- النّساء أن يتصدّقن وقرن ذلك بأنّ النّساء من أكثر أهل النّار، فكانت الصدقة سبباً لدفع بلاء عظيم جداً وهو عذاب الآخرة.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن فضل الدعاء