كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خٌلقًا، وخَلْقًا، وأطيبهم ريحًا، وأحسنهم عشرة، وأكملهم عقلًا، وأحسنهم قضاءً، وأكثرهم اجتهادًا في طاعة الله، وكان يعرف قبل الدعوة بين قومه بالصادق الأمين، تابع معنا اثر صدق النبي في قبول الناس لدعوته
صدق وأمانة النبي
- اشتهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين قوم بالصادق الأمين قبل الرسالة، وهاتان الصفتان هما من أهم صفات الرسول.
- اتهمه أشد الناس عداوة له في الجاهلية وهم أبي سفيان بن حرب، والوليد بن المغيرة، والنضر بن الحارث وغيرهم بالعديد من التهم الكاذبة حيث قالوا: أنه ساحر، شاعر، كاهن إلا أنهم لم يصفوه أبدًا بالكذب، قال تعالى: ﴿ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾.
- كان الكفار على الرغم من عداوتهم مع الرسول المصطفى، ومحاربتهم له، وهجومهم الكبير عليه إلا أنهم كانوا يثقون فيه، ويضعون أشياءهم الثمينة عنده لأنهم متأكدين من أمانته.
اثر صدق النبي في قبول الناس لدعوته
- ساعدت الصفات الحسنة التي اتصف بها الحبيب المصطفى من صدق وأمانة وعقل راجح، والقدرة على التمييز بين الحق والباطل، والعدل في الحكم بين الناس في نشر الدعوة الإسلامية ودخول الناس في دين الله أفواجًا.
صفات الرسول صلى الله عليه وسلم
- كان الرسول صل الله عليه صادق وأمين، كثير الذكر، قليل اللغو، دائم الفكر، يطيل الصلاة.
- كان الحبيب المصطفى يحب كل ما هو طيب، ويكره الروائح الكريهة، كما أنه كان يضحك دائما حتى تبدو نواجذه لذلك كان أكثر الناس تبسمًا، قال جرير – رضي الله عنه -: “ما حجبني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسَّمَ في وجهي، ولقد شكوت إليه أَنِّي لا أثبت على الخيل، فضرب في صدري، وقال: “اللهم ثبّته، واجعله هاديًا مهديًّا” رواه البخاري، برقم 3035، ورقم 3822، ورقم 6090.
- كان لا يجفو أحد، ويحب المزاح، ولا يقول إلا حقًّا، ويقبل عذر من يعتذر منه، كما أنه كان يتكلم بجوامع الكلم، ويعيد الكلمة 3 مرات إذا لم تكن فهمت حتى تُفهم عنه.
- كان الرسول الكريم ينهى عن العنف، ويأمر بالرفق دائما ويحثّ عليه، كما كان دائم الحث على الصفح والعفو.
- كان يسلم على الصبيان، ويجلس ويأكل على الأرض، كما أنه كان يكرم كريم كل قوم، ويُقبل بوجهه على كل من يُحدثه، حتى لو كان على أشرِّ قوم، قال عنه أنس – رضي الله عنه خادم الرسول لمدة عشرة سنين: (فما قال لي أُفٍّ قطّ، وما قال لي لشيء صنعته لِمَ صنعته، ولا لشيء تركته لِمَا تركته، وكان من أحسن الناس خُلُقًا ولا مسست خزًّا، ولا حريرًا، ولا شيئًا كان ألين من كفِّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ولا شممت مسكًا قطّ ولا عطرًا أطيب من عرق النبي – صلى الله عليه وسلم -) رواه البخاري، برقم 6038، ومسلم، برقم 2309، والترمذي في مختصر الشمائل، واللفظ له، برقم 296.
- لم يكن صل الله عليه وسلم صاخباً، ولا فاحشًا ولا متفحشًا، ولم يكن يجزي بالسيئة السيئة بل كان يحب الصفح والعفو، كما أنه كان يتصف بالحلم.
قصة قصيرة عن أمانة الرسول .. اثر صدق النبي في قبول الناس لدعوته
-
قيام الرسول صل الله عليه وسلم برد الأمانات إلى أهلها وقت الهجرة من مكة للمدينة
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (وأمَر – تعني رسول الله – عليًّا رضي الله عنه أن يتخلَّف عنه بمكة؛ حتى يؤديَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بمكة أحدٌ عنده شيء يُخشى عليه إلا وضعه عنده؛ لما يعلم من صدقه وأمانته، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثلاث ليالٍ وأيامها، حتَّى أدَّى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لَحِق برسول الله صلى الله عليه وسلم) ذكره البيهقي في السنن الكبرى 6/289 (12477)، وابن كثير في البداية والنهاية 3/218، 219، والطبري في تاريخ الأمم والملوك 1/569.
-
كان لا يأكل تمرة قد يشك أنها سقطت من الصدقة
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “وَاللَّهِ إِنِّي لأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي -أَوْ فِي بَيْتِي- فَأَرْفَعُهَا لآكُلَهَا، ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً -أَوْ مِنَ الصَّدَقَةِ- فَأُلْقِيهَا” رواه البخاري في كتاب اللقطة، باب إذا وجد تمرة في الطريق (2300)، ورواه مسلم في كتاب الزكاة، باب تحريم الزكاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم (1070).
-
أمانته مع السيدة خديجة
قبل زواجه عليه الصلاة والسلام من السيدة خديجة كان يتاجر في مالها، وقد اتَّصف بصدق الحديث، والأمَانَة في تجارته، يقول ابن الأثير في هذا الصَّدد: (فلمَّا بلغها -أي: خديجة- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صِدْقَ الحديث، وعظيم الأمَانَة، وكرم الأخلاق، أرسلت إليه ليخرج في مالها إلى الشَّام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره مع غلامها ميسرة، فأجابها، وخرج معه ميسرة)، ولـمَّا عاد إلى مكَّة، وقصَّ عليها ميسرة أخبار محمَّد صلى الله عليه وسلم قررت الزَّواج به.
اقرأ: حوار بين شخصين عن الصدق … فوائد الصدق للمجتمع والفرد
حديث عن صدق الرسول واثر صدق النبي في قبول الناس لدعوته
- قال الرسول صل الله عليه وسلم لقومه: “أَرَأَيْتكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟” قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا) روي البخاري عن عبد الله بن عباس في كتاب التفسير (4492)، ورواه مسلم في كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: “وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ” (208).
- شهد ألد أعداء الرسول بصدقه؛ حيث قال النضر بن الحارث وهو قائم يخطب في سادة قريش: “يا معشر قريشٍ، إنه والله قد نَزَلَ بكم أمرٌ ما أَتَيْتُم له بحيلة بَعْدُ، قد كان محمدٌ فيكم غلامًا حدثًا، رضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانةً، حتى إذا رأيتم في صُدْغَيْهِ الشيب وجاءكم بما جاءكم به، قلتم: ساحر. لا والله ما هو بساحر؛ لقد رأينا السَّحَرَة ونَفْثَهُم وعقدهم، وقلتم: كاهن. لا والله ما هو بكاهن؛ قد رأينا الكهنة وتَخَالجُهم، وسمعنا سجعهم، وقلتم: شاعر. لا والله ما هو بشاعر؛ قد رأينا الشعر، وسمعنا أصنافه كلها؛ هزجه ورجزه، وقلتم: مجنون. لا والله ما هو بمجنون… فانظروا في شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمرٌ عظيمٌ” ابن هشام: السيرة النبوية 1/299، 300، والسهيلي: الروض الأنف 3/68، وابن سيد الناس: عيون الأثر 2/427.