يُعرف الطمع بأنه نزوع النفس إلى الشئ شهوة له، وعندما يطمع المسلم في مال أو منصب زائل في الدنيا فإن هذا يعد أمر مذموم، فالطمع قد يؤدي بصاحبه إلى ارتكاب المعاصي وخداع الآخرين من أجل المصلحة الشخصية، وثبت في السنة النبوية عدة أحاديث عن الطمع والتحذير من عواقبه.
أحاديث عن الطمع
إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَرَكم أن تتعوَّذوا مِن ثلاثٍ مِن طَمَعٍ حيثُ لا مَطْمعَ ومِن طَمَعٍ يَرُدُّ إلى طَبَعٍ ومِن طَمَعٍ إلى غيرِ مَطْمَعٍ. (( الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 10/147 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات ))
تعسَ عبدُ الدِّينارِ، وعبدُ الدِّرْهَمِ، وعبدُ الخميصَةِ، تعسَ وانتَكسَ وإذا شيكَ فلا انتَقَشَ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 3353 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
أَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الذي لا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لا يَبْتَغُونَ أهْلًا ولَا مَالًا، والخائِنُ الذي لا يَخْفَى له طَمَعٌ، وإِنْ دَقَّ إلَّا خَانَهُ، ورجُلٌ لا يُصبحُ ولا يُمْسِي إِلَّا وهو يُخَادِعُكَ عن أهْلِكَ ومالِكَ وذَكَر الْبُخْلَ أو الكَذِبَ والشِّنْظِيرُ الفَحَّاشُ. (( الراوي : عياض بن حمار | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 2637 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: إنَّ اللهَ أمَرَني أنْ أقرَأَ عليكَ القُرآنَ، قال: فقرَأَ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [البينة: 1]، قال: فقرَأَ فيها: ولو أنَّ ابنَ آدَمَ سأَلَ واديًا من مالٍ فأُعْطيهِ، لسأَلَ ثانيًا، ولو سأَلَ ثانيًا فأُعْطيهِ، لسأَلَ ثالثًا، ولا يَملأُ جَوفَ ابنِ آدَمَ إلَّا الترابُ، ويَتوبُ اللهُ على مَن تابَ، وإنَّ ذلك الدِّينَ عندَ اللهِ الحَنيفيَّةُ، غيرُ المُشرِكةِ، ولا اليَهوديَّةِ، ولا النَّصرانيَّةِ، ومَن يَفعَلْ خَيرًا فلن يُكفَرَه. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 21202 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فأعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فأعْطَانِي، ثُمَّ قالَ: هذا المَالُ – ورُبَّما قالَ سُفْيَانُ: قالَ لي – يا حَكِيمُ، إنَّ هذا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فمَن أخَذَهُ بطِيبِ نَفْسٍ بُورِكَ له فِيهِ، ومَن أخَذَهُ بإشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ له فِيهِ، وكانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ ولَا يَشْبَعُ، واليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى. (( الراوي : حكيم بن حزام | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6441 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
ما ذئبانِ جائعانِ أُرسلا في غنمٍ، بأفسدَ لها من حرصِ المرءِ على المالِ والشرفِ، لدِينه. (( الراوي : كعب بن مالك | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2376 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ))
جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ أوصِني . قال : عليك بالإياسِ ممَّا في أيدي النَّاسِ وإيَّاك والطَّمعَ فإنَّه الفقرُ الحاضرُ ، وصَلِّ صلاتَك وأنت مُودِّعٌ ، وإيَّاك وما يُعتذَرُ منه. (( الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 4/201 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] ))
اتَّقُوا الظُّلْمَ، فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القِيامَةِ، واتَّقُوا الشُّحَّ، فإنَّ الشُّحَّ أهْلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ علَى أنْ سَفَكُوا دِماءَهُمْ واسْتَحَلُّوا مَحارِمَهُمْ. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2578 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
من غزا في سبيلِ اللهِ ولم ينو إلَّا عقالًا فله ما نوَى. (( الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/265 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] ))
كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُعطيني العطاءَ ، فأقولُ : لو أعطيتَهُ من هو أحوجُ إليهِ مِنِّي ، فيقولُ : يا عمرُ ما آتاكَ اللهُ من هذا المالِ من غيرِ مسألةٍ ولا إشرافِ نَفْسٍ فَكُلْ وتصدقْ ، قال : وأرسلَ إليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بشيٍء فردَدتهُ ، فلمَّا جئتهُ قال : ما حَمَلَكَ أن رَدَدْتَ ما أرسلتُ إليكَ ؟ قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! قد قلتَ : إنَّ خيرًا لك ألا تَسْأَلَ الناسَ شيئًا ، قال : إنَّما ذاك أن تَسْأَلَ الناسَ ، وما جاءك عن غيرِ مسألةٍ فهو رِزْقٌ رَزَقَك اللهُ. (( الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البزار | المصدر : البحر الزخار، الصفحة أو الرقم: 1/395 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
سُئل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عمَّن استوتْ حسناتُه وسيِّئاتُه ؟ فقال : أولئك أصحابُ الأعرافِ , لم يدخلوها وهم يطمعون. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير، الصفحة أو الرقم: 2/25 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة إلى صحته] ))
كانَ المجوسُ أَهلَ كتابٍ يقرؤونَهُ وعلمٍ يدرسونَهُ فشربَ أميرُهم الخمرَ فوقعَ على أختِهِ فلمَّا أصبحَ دعا أَهلَ الطَّمعِ فأعطاهم وقالَ إنَّ آدمَ كانَ يُنْكحُ أولادَهُ بناتِهِ فأطاعوهُ وقتلَ من خالفَهُ فأسرى على كتابِهم وعلى ما في قلوبِهم منْهُ فلم يبقَ عندَهم منْهُ شيءٌ. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 302/6 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
كان الرجلُ يسلِّمُ على الطمعِ اليسيرِ فما يُمسي حتى يكونَ الإسلامُ أحبَّ إليه منَ الدنيا وما فيها. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة، الصفحة أو الرقم: 1/88 | خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله ثقات ))
يهرمُ ابنُ آدمَ ويشِبْ منه اثنتانِ الحرصُ على المالِ والحرصُ على العمرِ. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 3431 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
اقرأ أيضًا: أحاديث عن القناعة
علاج الطمع
لكي ينتزع المسلم تلك الصفة البغيضة منه عليه أن يتحلى بالرضا والقناعة، وأن يعلم أنه لن يحصل من الدنيا إلا ما كتبه الله له، وعليه أن لا يجعل حب المال يلهيه عن ذكر الله تعالى، بل على العكس يجب عليه أن يجعل من المال الذي أعطاه له سبيلاً لرضا الله، وأن يحرص على أداء الزكاة حيث أن فيها شفاء للقلب من الطمع.
يجب أن يحرص المسلم على أن يكون كريمًا مع الناس، فالكرم من أقصر الطرق للقضاء على الطمع، كما يجب أن يكون أمينًا على أموال الآخرين وأن لا يسأل الناس الزيادة إذا كان يمتلك ما يكفيه، ومن الضروري أن يراعي الله في الطريقة التي يتحصل بها على أمواله، فلا يجمعها من الحرام الذي يغضب الله تعالى.
اقرأ أيضًا: مقال عن الطمع