أحاديث عن المحافظة على البيئة

الحفاظ على البيئة من التلوث هي مسؤولية جماعية، فكل إنسان على وجه الأرض مكلف بالحفاظ على البيئة  ومواردها من كل أنواع التلوث، ولكن البعض يجهل هذه المسؤولية، على الرغم أن الدين الإسلامي الحنيف حثنا على ذلك في الكثير من أحاديث عن المحافظة على البيئة التي اشتملت عليها السنة النبوية الصحيحة.

أحاديث عن المحافظة على البيئة

أحاديث عن المحافظة على البيئة

قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ قالوا: وَما اللَّعَّانَانِ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: الذي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ في ظِلِّهِمْ. [1]

ينهى رسول الله المسلمين في هذا الحديث عن التغوط في طريق المسلمين، أو في مكان الظل الذي يجلسون فيه، وقال اللعّانين لأنهم يجلبون اللّعن ويتسببون به؛ فالناس تلعن من يتغوط في الأماكن التي يجلسون بها أو يستظلون بها، فجاء تأكيد من رسول الله على عدم التخلي في الطريق الذي يمشي به الناس، أو في أماكن الظل التي يجلسون فيها، وكذلك المكان الذي يكون مشمسًا في فصل الشتاء فالقصد هو الابتعاد عن التغوّط في الأماكن التي يرتادها الناس.

اتَّقوا المَلاعنَ الثلاثَ البُرازَ في المواردِ وقارعةَ الطريقِ والظِّلَّ. [2]

أطلق النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- على الأماكن الواردة في الحديث الملاعن؛ وذلك لأنّها إذا وقع فيها ما نهى عنه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان سببًا في لعن الناس لها، وينهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن قضاء الحاجة في الموارد؛ ويُقصد بالموارد أماكن الماء التي يرد الناس فيها أو الطرق التي توصل إليها، لأنّ في هذا الفعل تلوث بيئي، إضافة لما يتعرض له الناس من النجاسة والأذى، كما جاء النهي عن فعل ذلك في الطريق الذي يمشي به الناس أو المكان الذي يستظل به الناس لما فيه إيذاء للبيئة والناس.

عُرِضَتْ عَلَيَّ أعْمالُ أُمَّتي حَسَنُها وسَيِّئُها، فَوَجَدْتُ في مَحاسِنِ أعْمالِها الأذَى يُماطُ عَنِ الطَّرِيقِ، ووَجَدْتُ في مَساوِي أعْمالِها النُّخاعَةَ تَكُونُ في المَسْجِدِ، لا تُدْفَنُ. [3]

في هذا الحديث يخبر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أمته بأفضل أعمالها وأحسنها كما عرضها عليه الله -تعالى- وبينها له، فوجد أن أفضلها إزالة الأذى من طريق المارة، وقد أخبر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديث آخر أن إماطته صدقة لفاعلها وأجر، وهذا تحفيزٌ للناس للمحافظة على البيئة، وأقبح الأعمال هي النخامة أو النخاعة يبصقها الإنسان دون أن يدفنها وقيّدها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالمسجد، لأنّه كان يُفرش بالحصى، فلا يجوز أن يبصقها الإنسان في مكان دون أن يزيلها أو يغطيها؛ لما فيها من عدم محافظة على البيئة.

لا يَبُولَنَّ أحَدُكُمْ في المَاءِ الدَّائِمِ الذي لا يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ. [4]

ينهى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم – عن الجمع بين البول والاغتسال من نفس الماء، وجاء في أحاديث أخرى النهي عن كل واحد من الأمرين وحده، فلا يجوز لأحد أن يبول في الماء الراكد أو أن يغتسل فيه، وقد خصّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الماء الدائم دون غيره؛ لأنّ الماء الذي لا يتجدد ولا يتحرك تؤثر به النجاسة بصورةً كبيرة، وهذا لا يكون في الماء الجاري الذي تمر به الماء وتغطي ما به من نجاسة، وينبغي التنبيه إلى أن النهي عن التبول في الماء يشمل الماء الدائم والماء الجاري إلا أن الماء الدائم خُصَّ بالذكر لتأثير النجاسة به.

اقرأ أيضًا: مقال عن البيئة

المحافظة على البيئة

ما من مسلمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أو يَزْرَعُ زَرْعًا فيَأْكُلُ منه طيرٌ ولا إنسانٌ إلا كان له به صدقةً. [5]

في هذا الحديث ينبه النبي صلى الله عليه وسلم على فضل الغرس والزرع، وأنه ما من مسلم يغرس أو يزرع شيئا، فيتعدى نفع هذا الزرع، فيأكل منه الإنسان أو الطير أو البهيمة، وكل ذات روح من دواب البحر والبر، وكل حيوان لا يميز فهو بهيمة؛ إلا كان له أجر بذلك.

إذا استيقَظ أحَدُكم مِن نومِه فلا يُدخِلْ يدَه في الإناءِ حتَّى يغسِلَها ثلاثَ مرَّاتٍ فإنَّ أحَدَكم لا يدري أينَ كانت تطُوفُ يدُه. [6]

في الحديث معنى عميق يدل أن الإسلام يطلب من النظيف الاستزادة في النظافة ويكلف الشاك أن يحتاط لطهارته وهذا يوافق قول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، كما أن في غسلهما احترام لمن تعاف نفسه استخدام أو الشرب من الماء الملوث.

جاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسألُهُ عنِ الوُضُوءِ فأَرَاهُ ثلاثًا ثلاثًا قالَ هذا الوُضُوءُ فمَن زادَ علَى هذا فقدْ أساءَ وتعدَّى وظَلَمَ. [7]

يدخل هذا الحديث في بابِ ضرورة الحفاظ على الماء باعتباره مكونًا من مكونات البيئة، وينهى الرسول عن هدر الماء.

مَنْ أماط أذىً عنِ طريقِ المسلمينَ ، كُتِبَ لَهُ حسنةٌ ، ومَنْ تُقُبِّلَتْ منهُ حسنةٌ دخل الجنةَ. [8]

يبشر الرسول صلى الله عليه وسلم بعظم أجر من يزيل الأذي من الحجار والأشواك وغيرها من الطرق التي يستخدمها المسلمون فإن الله يكتب له بها حسنات ويدخله الجنة، وفي الحديث دلالة على ضرورة الاهتمام بالأعمال الخيرة الصغيرة وعدم استصغارها لعظم ثوابها عند الله سبحانه وتعالى.

إنَّ اللهَ تعالى طيبٌ يُحِبُّ الطيبَ، نظيفٌ يُحِبُّ النظافةَ، كريمٌ يُحِبُّ الكرَمَ، جوَادٌ يُحِبُّ الجودَ، فنظِّفوا أفنيتَكم، ولا تشبَّهوا باليهودِ. [9]

يشير الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى أهمية النظافة ويدعوا المسلمين إلى تنظيف وتطييب كل ما بوسعهم أن ينظفوه ومنها أفنية بيوتهم والفناء هو الساحة الموجودة أمام البيت، وفي تخصيصها بالذكر كناية عن النظافة والكرم فساحات البيوت هي أول ما يدخل إليها الضيوف ونبّه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى أن عدم الاعتناء بالنظافة فيه تشبّه باليهود في عدم النظافة والنجاسة وكثرة البخل والدناءة.

اقرأ أيضًا: بحث عن دور الإسلام في الحفاظ على البيئة

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

المراجع
  1. الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 269 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  2. الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 26 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] []
  3. الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 553 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  4. الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 239 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  5. الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : غاية المرام، الصفحة أو الرقم: 157 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []
  6. الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 1061 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه []
  7. الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 7015 | خلاصة حكم المحدث : حسن []
  8. الراوي : معقل بن يسار | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 6098 | خلاصة حكم المحدث : حسن []
  9. الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 1742 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *