أحاديث عن شهر رجب

يعتبر شهر رجب من الأشهر الهجرية المحرمة التي سميت بذلك بسبب تحريم القتال فيها إلا أن يبادر العدو إليه، كما أن انتهاك المحارم في هذا الشهر أشد من غيره من شهور السنة، لذلك نهانا الله تعالى عن الظلم وارتكاب المعاصي في هذا الشهر الفضيل، وقد ثبت في السنة النبوية عدة أحاديث عن شهر رجب وفضائله.

أحاديث عن شهر رجب

أحاديث عن شهر رجب

إنَّ الزَّمانَ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَواتِ والأرْضَ، السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى وشَعْبانَ. (( الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5550 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]  ))

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصومُ الأيامَ يَسْرُدُ حتى يُقالَ لا يُفْطِرُ ويُفْطِرُ الأيامَ حتى لا يَكادُ أن يصومَ إلا في يوميْنِ من الجمعةِ إن كانا في صيامِهِ وإلا صامهما ولم يكنْ يصومُ من شهرٍ من الشهورِ ما يصومُ من شعبانَ فقلتُ يا رسولَ اللهِ إنكَ تصومُ لا تكادُ أن تُفطِرَ وتُفطِرُ حتى لا تكادُ أن تصومَ إلا يوميْنِ إن دخلا في صيامِكَ وإلا صُمتهما قال أيُّ يوميْنِ قال قلتُ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميسِ قال ذانِكَ يومانِ تُعرضُ فيهما الأعمالُ على ربِّ العالمينَ وأُحِبُّ أن يُعرضَ عملي وأنا صائمٌ قال قلتُ ولم أَرَكَ تصومُ من شهرٍ من الشهورِ ما تصومُ من شعبانَ قال ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ يُرفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ فأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ. (( الراوي : أسامة بن زيد | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل، الصفحة أو الرقم: 4/103 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))

يُفهم من هذا الحديث أن لشهر رجب فضلًا كبيرًا أيضًا ولا سيما أنه من الأشهر الحُرم، وقد ثبت عن النبي أنه قال: صُمْ شهرَ الصبرِ رمضانَ ، صمْ شهرَ الصبرِ وثلاثةَ أيامٍ من كلِّ شهرٍ ، صمْ من الحرُمُ ِواتركْ ، صمْ منَ الحُرُمِ واتركْ ، صمْ منَ الحُرُمِ واتركْ. (( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 2428 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] ))

عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه بعث رهطًا وبعث عليهم أبا عبيدةَ فلما ذهب لينطلقَ بكَى صبابةً إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجلس فبعث عليهم عبدَ اللهِ بنَ جحشٍ مكانَه وكتب له كتابًا وأمره أن لا يقرأَ الكتابَ حتى يبلغَ مكانَ كذا وكذا وقال لا تُكرهنَّ أحدًا من أصحابِك على المسيرِ معَك فلما قرأ الكتابَ استرجعَ وقال سمعٌ وطاعةٌ للهِ ولرسولِه فخبَّرهم الخبرَ وقرأ عليهم الكتابَ فرجع رجلانِ ومضَى بقيَّتُهم فلقَوا ابنَ الحضرميَّ فقتلوه ولم يدروا أن ذلك اليومَ من رجبٍ أو جمادَى فقال المشركون للمسلمين قتلتم في الشهرِ الحرامِ فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ” فقال بعضُهم إن لم يكونوا أصابوا وزْرًا فليس لهم أجرٌ فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : تفسير الطبري، الصفحة أو الرقم: 2/466 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنِّي كنتُ نَهيتُكم عن لُحومِ الأضاحِيِّ فَوقَ ثَلاثٍ؛ كيما تَسَعَكم، فقد جاءَ اللهُ بِالخَيرِ، فكُلوا، وادَّخِروا، واتَّجِروا، وإنَّ هذه الأيَّامَ أيَّامُ أكْلٍ، وَشُرْبٍ، وذِكرٍ للهِ. فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّا كُنَّا نَعتِرُ عَتيرةً في الجاهليَّةِ في رَجَبٍ، فما تَأمُرُنا؟ فقالَ: اذبَحوا للهِ في أيِّ شَهرٍ ما كانَ، وَبَرُّوا اللهَ، وَأطْعِموا. فقالَ رَجُلٌ آخَرُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّا كُنَّا نُفَرِّعُ فَرَعًا في الجاهليَّةِ، فما تَأمُرُنا؟ قالَ: فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: في كُلِّ سائِمةٍ مِنَ الغَنَمِ فَرَعٌ، تَغُذوهُ غَنَمُكَ، حتى إذا استَحمَلَ ذَبَحتَهُ، فتَصَدَّقتَ بِلَحمِهِ على ابنِ السَّبيلِ؛ فإنَّ ذلك هو خَيرٌ. (( الراوي : نبيشة الخير الهذلي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 20729 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم ))

اقرأ أيضًا: مواعيد الأيام البيض في 2021

لا فَرَعَ ولا عَتِيرَةَ قالَ: والفَرَعُ: أوَّلُ نِتاجٍ كانَ يُنْتَجُ لهمْ، كانُوا يَذْبَحُونَهُ لِطَواغِيَتِهِمْ، والعَتِيرَةُ في رَجَبٍ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5474 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

في هذا الحديث نهي نبوي عن بعض عادات الجاهلية؛ حيث يقول صلى الله عليه وسلم: “لا فرع ولا عتيرة، والفرع: أول النتاج، كانوا يذبحونه لطواغيتهم، والعتيرة في رجب”، وهكذا جاء الأثر مفسرا؛ فإنهم كانوا في الجاهلية يتبركون ويتقربون لمعبوداتهم الشركية من دون الله بالذبح والقربان، فإذا ولدت الناقة أول مولود لها، جعلوه لآلهتهتم قربانا، وقيل: إنه إذا بلغ عدد إبل الرجل مئة ذبح كل عام واحدا منها هو الفريعة، والفرع: النتاج من أولاد الإبل، وكذلك كانوا يعظمون شهر رجب ويتقربون فيه لآلهتهم، فيذبحون الذبائح، ويسمونها العتيرة أو الرجبية والترجيب، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك كله، وعن كل الذبح لغير الله؛ لأن العبادة ينبغي أن تكون مقدمة للخالق خالصة من شائبة الشرك.

على أهلِ كلِّ بيتٍ أنْ يذبَحوا شاةً فِي كُلِّ رجبٍ ، وفي كُلِّ أضْحَى شاةٌ. (( الراوي : مخنف بن سليم | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 4029 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

سُئل سَعِيدُ بنَُ جُبَيْرٍ، عن صَوْمِ رَجَبٍ وَنَحْنُ يَومَئذٍ في رَجَبٍ فَقالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما يقولُ: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1157 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

صرف رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الشَّامِ إلى القِبلةِ، فصَلَّى إلى الكعبةِ في رجَبٍ على رأسِ سَبعةَ عَشَرَ شَهرًا مِن مَقْدَمِه المدينةَ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : الأحكام الكبير، الصفحة أو الرقم: 2/157 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))

كان ابنُ عبَّاسٍ يَنهى عن صيامِ رجَبٍ كلَّه، لئلَّا يُتَّخَذَ عيدًا. (( الراوي : عطاء بن أبي رباح | المحدث : الألباني | المصدر :النصيحة، الصفحة أو الرقم: 211 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

اقرأ أيضًا: أحاديث عن شهر شعبان

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version