أحاديث عن طاعة ولي الأمر
أمر الله تعالى عباده بطاعته، وطاعة رسوله، وولي الأمر، ففي القرآن الكريم قال تعالى: “يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم”، وقد ناسب أن يكون لفظ الأمر بطاعة ولي الأمر داخلاً في معية الخطاب وهذا يدل على أن طاعة ولي الأمر يجب أن تتوافق مع طاعة الله ورسوله، وتضمنت السنة النبوية المطهرة عدة أحاديث عن طاعة ولي الأمر.
أحاديث عن طاعة ولي الأمر
عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيما أحَبَّ وكَرِهَ، إلَّا أنْ يُؤْمَرَ بمَعْصِيَةٍ، فإنْ أُمِرَ بمَعْصِيَةٍ، فلا سَمْعَ ولا طاعَةَ. [1]
عن عبد الله بن عمر قال: كُنَّا إذا بايَعْنا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى السَّمْعِ والطَّاعَةِ، يقولُ لَنا: فِيما اسْتَطَعْتُمْ. [2]
استُعمِلَ الحَكَمُ بنُ عَمْرٍو الغِفارِيُّ على خُراسانَ، قالَ: فتَمَنَّاهُ عِمرانُ بنُ حُصَينٍ حتى قيلَ له: يا أبا نُجَيدٍ، ألَا نَدعوهُ لكَ، قالَ: لا، فقامَ عِمرانُ بنُ حُصَينٍ، فلَقِيَهُ بَينَ النَّاسِ، قالَ: تَذكُرُ يَومَ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: لا طاعةَ لِمَخلوقٍ في مَعصيةِ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ عِمرانُ: اللهُ أكبَرُ. [3]
جَاءَ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ إلى عبدِ اللهِ بنِ مُطِيعٍ حِينَ كانَ مِن أَمْرِ الحَرَّةِ ما كَانَ، زَمَنَ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ، فَقالَ: اطْرَحُوا لأَبِي عبدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقالَ: إنِّي لَمْ آتِكَ لأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُهُ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: مَن خَلَعَ يَدًا مِن طَاعَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ يَومَ القِيَامَةِ لا حُجَّةَ له، وَمَن مَاتَ وَليسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً. [4]
عن وائلة بن الأسقع الليثي قال: خرَجتُ مهاجرًا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فصلَّى، فلمَّا سلَّمَ والناسُ مِن بينِ خارجٍ وقائمٍ، فجعَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يرى جالسًا إلَّا دنا إليه، فسأَله: هل لكَ مِن حاجةٍ؟ وبدَأَ بالصفِّ الأوَّلِ، ثمَّ بالثاني، ثمَّ الثالثِ، حتى دنا إليَّ فقال: لكَ مِن حاجةٍ؟ قلتُ: نعَمْ، يا رسولَ اللهِ. قال: وما حاجتُكَ؟ قلتُ: الإسلامُ. قال: هو خَيرٌ لكَ. قال: وتهاجرُ؟ قلتُ: نعَمْ. قال: هِجْرةُ الباديةِ، أو هِجْرةُ الباتَّةِ؟ قلتُ: أيُّهما أفضَلُ؟ قال: هِجْرةُ الباتَّةِ، وهِجْرةُ الباتَّةِ أنْ تثبُتَ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وهِجْرةُ الباديةِ: أنْ ترجِعَ إلى باديتِكَ، وعليكَ السَّمعَ والطاعةَ، في عُسرِكَ ويُسرِكَ، ومَكرَهِكَ ومَنشَطِكَ، وأَثَرةٍ عليكَ. قال: فبسَطْتُ يدي إليه، فبايَعْتُه. قال: واستَثْنى لي حيثُ لم أَسْتثنِ لنَفْسي: فيما استَطَعتَ. قال: ونادى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوةِ تَبوكَ، فخرَجتُ إلى أهلي، فوافَقتُ أبي جالسًا في الشَّمْسِ يَسْتدبِرُها، فسلَّمتُ عليه بتسليمِ الإسلامِ. فقال: أصبَوتَ؟ فقلتُ: أسلَمتُ. فقال: لعلَّ اللهَ يجعَلُ لنا ولكَ فيه خَيرًا. فرضِيتُ منه بذلكَ. [5]
سَأَلَ سَلَمَةُ بنُ يَزِيدَ الجُعْفِيُّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: يا نَبِيَّ اللهِ، أَرَأَيْتَ إنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا، فَما تَأْمُرُنَا؟ فأعْرَضَ عنْه، ثُمَّ سَأَلَهُ، فأعْرَضَ عنْه، ثُمَّ سَأَلَهُ في الثَّانِيَةِ، أَوْ في الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الأشْعَثُ بنُ قَيْسٍ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فإنَّما عليهم ما حُمِّلُوا، وَعلَيْكُم ما حُمِّلْتُمْ. [6]
مَن أطاعَنِي فقَدْ أطاعَ اللَّهَ، ومَن يَعْصِنِي فقَدْ عَصَى اللَّهَ، ومَن يُطِعِ الأمِيرَ فقَدْ أطاعَنِي، ومَن يَعْصِ الأمِيرَ فقَدْ عَصانِي. [7]
عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال: دَخَلْتُ المَسْجِدَ فَإِذَا عبدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ جَالِسٌ في ظِلِّ الكَعْبَةِ، وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عليه، فأتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إلَيْهِ، فَقالَ: كُنَّا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَمِنَّا مَن يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَن يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَن هو في جَشَرِهِ، إذْ نَادَى مُنَادِي رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: الصَّلَاةَ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعْنَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: إنَّه لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إلَّا كانَ حَقًّا عليه أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ علَى خَيْرِ ما يَعْلَمُهُ لهمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ ما يَعْلَمُهُ لهمْ، وإنَّ أُمَّتَكُمْ هذِه جُعِلَ عَافِيَتُهَا في أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الفِتْنَةُ فيَقولُ المُؤْمِنُ: هذِه مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الفِتْنَةُ، فيَقولُ المُؤْمِنُ: هذِه هذِه، فمَن أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهو يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إلى النَّاسِ الذي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إلَيْهِ، وَمَن بَايَعَ إمَامًا فأعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ إنِ اسْتَطَاعَ، فإنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ. [8]
مَن كَرِهَ مِن أمِيرِهِ شيئًا، فَلْيَصْبِرْ عليه، فإنَّه ليسَ أحَدٌ مِنَ النَّاسِ خَرَجَ مِنَ السُّلْطانِ شِبْرًا، فَماتَ عليه، إلَّا ماتَ مِيتَةً جاهِلِيَّةً. [9]
إنَّها سَتَكُونُ بَعْدِي أثَرَةٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَها، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ تَأْمُرُ مَن أدْرَكَ مِنَّا ذلكَ؟ قالَ: تُؤَدُّونَ الحَقَّ الذي علَيْكُم، وتَسْأَلُونَ اللَّهَ الذي لَكُمْ. [10]
عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت عمرَو وبيدِه عسيبُ نخلٍ وهو يقولُ اسمعوا وأطيعوا لخليفةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجاء مولَى لأبي بكرٍٍ يقالُ له سديدٌ بصحيفةٍ فقرأها على الناسِ قال يقولُ أبو بكرٍ اسمعوا وأطيعوا لمن في هذه الصحيفةِ فواللهِ ما ألوتكم قال قيسٌ فرأيت عمرَ بعدَ ذلك على المنبرِ. [11]
عن أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اسْمَعُوا وأَطِيعُوا وإنِ اسْتُعْمِلَ حَبَشِيٌّ كَأنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ. [12]
اقرأ أيضًا:
أحاديث عن الخلفاء الراشدين
- الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلمالصفحة أو الرقم: 1839 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [↩]
- الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 7202 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [↩]
- الراوي : الحكم بن عمرو الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 20653 | خلاصة حكم المحدث : [روي بإسنادين] إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عمران بن حصين، وعلى شرط البخاري من جهة الحكم بن عمرو الغفاري [↩]
- الراوي : نافع مولى ابن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1851 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [↩]
- الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 5/255 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات [↩]
- الراوي : وائل بن حجر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1846 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [↩]
- الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1835 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [↩]
- الراوي : عبدالرحمن بن عبد رب الكعبة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1844 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [↩]
- الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1849 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [↩]
- الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1843 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [↩]
- الراوي : قيس بن أبي حازم | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 5/187 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح [↩]
- الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 693 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [↩]