رغّب النبي عليه الصلاة والسلام في الإحسان إلى الناس، ومن أعمال الخير التي يتعدى خيرها إلى الآخرين قضاء حوائج الناس، كأن تكشف عنهم كرباتهم، أو تسر عليهم عوراتهم، أو تيسر على معسرهم، أو تقضي عنهم ديونهم، وورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تُوضح فضائل قضاء حوائج الخلق، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال ما ثبت من أحاديث عن قضاء حوائج الناس.
أحاديث عن قضاء حوائج الناس
إنَّ للهِ عندَ أقوامٍ نعمًا أقرَّهَا عندَهُم ؛ ما كانوا في حَوائجِ المسلمينَ ما لَم يَمَلُّوهُم ، فإذا مَلُّوهُم نقلَها إلى غيرِهِم. (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 2616 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره ))
مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2699 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
إنّ رجُلًا جاء إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلى اللهِ وأيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أنفَعُهم للنَّاسِ وأحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ سُرورٌ تُدخِلُه على مُسلِمٍ أو تكشِفُ عنه كُربةً أو تقضي عنه دَيْنًا أو تطرُدُ عنه جوعًا ولَأَنْ أمشيَ مع أخٍ لي في حاجةٍ أحَبُّ إليَّ مِن أنْ أعتكِفَ في هذا المسجِدِ يعني مسجِدَ المدينةِ شهرًا ومَن كفَّ غضَبَه ستَر اللهُ عَوْرَتَه ومَن كظَم غَيْظَه ولو شاء أنْ يُمضيَه أمضاه ملَأ اللهُ عزَّ وجلَّ قَلْبَه أَمْنًا يومَ القيامةِ ومَن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتَّى أثبَتَها له أثبَتَ اللهُ عزَّ وجلَّ قدَمَه على الصِّراطِ يومَ تزِلُّ فيه الأقدامُ. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 906 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
أَوحَى اللهُ تعالَى إلى داودَ : يا داودُ إن العبدَ لَيأتي بالحسنةِ يومَ القيامةِ فأَحْكُمُهُ بها في الجنةِ ، قال داودُ : يا ربِّ ومَن هذا العبدُ الذي يأتيكَ بالحسنةِ يومَ القيامةِ فتَحْكُمَهُ بها في الجنةِ ؟ قال : عَبْدٌ مُؤْمِنٌ سَعَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ أَحَبَّ قضاءَها على يدَيهِ قُضِيتْ أو لمْ تُقْضَ. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الخطيب البغدادي | المصدر : تاريخ بغداد، الصفحة أو الرقم: 3/80 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
الخلقُ كلُّهم عيالُ اللهِ – تعالَى – فأَحبُّهم إلى اللهِ – عزَّ وجلَّ – أنفعُهم لعيالِه. (( الراوي : الحسن البصري | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 217 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))
مَن أنعمَ اللَّهُ عليهِ نعمةً ، فإنَّ اللَّهَ يحبُّ أن يَرى أثرُ نعمتِهِ على خَلقِهِ. (( الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير، الصفحة أو الرقم: 1/198 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة إلى صحته] ))
ما من عبدٍ أنعمَ اللهُ عليه نعمَةً فأسْبَغَها عليه ثم جعل من حوائِجِ الناسِ إليه فتَبَرَّمَ فقَدْ عرَّضَ تلْكَ النعمةَ للزوالِ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 8/195 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد ))
لا يزالُ اللهُ في حاجةِ العبدِ ما دام في حاجةِ أخيه. (( الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : الدمياطي | المصدر : المتجر الرابح، الصفحة أو الرقم: 261 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد ))
كُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2564 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
المُؤْمِنُ يَأْلَفُ ويُؤْلَفُ، ولا خيرَ فيمَن لا يَأْلَفُ ولا يُؤْلَفُ، وخيرُ النَّاسِ أَنفَعُهُم للنَّاسِ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 426 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
دخَلتُ على معاويةَ فقالَ: ما أنَعمَنا بِكَ أبا فلانٍ – وَهيَ كلِمةٌ تقولُها العرَبُ – فقلتُ: حديثًا سَمِعْتُهُ أخبرُكَ بِهِ، سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: مَن ولَّاهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ شيئًا من أمرِ المسلمينَ فاحتَجبَ دونَ حاجتِهِم، وخلَّتِهِم وفَقرِهِم، احتَجبَ اللَّهُ عنهُ دونَ حاجَتِهِ وخلَّتِهِ، وفقرِهِ قالَ: فجعلَ رجلًا علَى حوائجِ النَّاسِ. (( الراوي : أبو مريم الأزدي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 2948 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
فضل قضاء حوائج الناس
إن السعي على قضاء حوائج الناس من أحسن أبواب الخير، وأفضلها، ونخص منها تنفيس كُرب الناس في الدنيا، والدعاء لهم، والسؤال عنهم، وجزاؤه تنفيس الله تعالى لكربات الساعي على قضاء الحوائج يوم القيامة، ومنها أيضاً كفالة الأيتام، والإحسان إليهم، والإنفاق عليهم، وإطعامهم، وكسوتهم، ورعايتهم في الإجازات والمناسبات، والأعياد، وتربيتهم، وتقويم أخلاقهم، وهذا من أفضل وجوه الخير.
ومن فضائل قضاء حوائج الناس نذكر:
- أن قضاء حوائج الناس من أعمال البر والخير التي تحقق رضا الله عن العبد، كما أنها سبب لزيادة الحسنات ومضاعفتها.
- أنها وسيلة لتحقيق التألف بين قلوب المسلمين، وهي سبب لنشر المحبة بين الناس.
- أنها تنفيذ لوصية الله لعباده، فهي من أعمال الخير التي ذكرها الله في قوله عز من قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
- أن قضاء حوائج الناس إنما هو اصطفاء من الله تعالى، وباذل الخير من أفضل الناس وأحبهم إلى الله، وهو من فئة مفاتيح الخير من الناس.
- أن قضاء حوائج الناس هو سبيل تحقيق وحدة المجتمع المسلم، وجعله كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضاً.
اقرأ أيضًا:
أحاديث عن الصدقة الجارية