أحاديث عن اليأس

اليأس هو شعور داخلي يصيب الروح والعقل معاً، فيشعر الشخص بالحزن وعدم الراحة والإحباط وفقدان الأمل بالحياة وفقدان القدرة على إمكانية تغيير الأحوال، واليأس نوعان: اليأس من رحمة الله، وهو حرام شرعا، والنوع الثاني هو اليأس في أمر من الأمور الدنيوية: وهي حالة يمر بها معظم البشر في أوقات مختلفة نتيجة الظروف المحيطة، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال ما ثبت من أحاديث عن اليأس في السنة النبوية.

أحاديث عن اليأس

أحاديث عن اليأس

قال رجلٌ يا رسولَ اللهِ ما الكبائرُ قال الشركُ باللهِ واليأسُ من رَوحِ اللهِ والقنوطُ من رحمةِ اللهِ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : العيني | المصدر : عمدة القاري، الصفحة أو الرقم: 22/131 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))

إنَّ اللهَ تعالى خلق الرحمةَ يومَ خلقها مائةَ رحمةٍ، فأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمةً، وأرسل في خلقِه كلِّهم رحمةً واحدةً فلو يعلم الكافرُ بكل الذي عند اللهِ من الرحمةِ لم ييْأَسْ من الجنَّةِ، ولو يعلم المؤمنُ بالذي عند اللهِ من العذابِ لم يأمَنْ من النَّارِ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 1763 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

ضحِك ربُّنا من قُنوطِ عبادهِ وقُربِ غِيَرِهِ . قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! أوَيضحكُ الربُّ ؟ قال : نعم . قلتُ : لن نعدِمَ من ربٍّ يضحَكُ خيرًا. (( الراوي : أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 1/78 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

ثلاثةٌ لا يُسأَلُ عنهم : رجلٌ فارَقَ الجماعةَ و عصَى إمامَه فماتَ عاصيًا ؛ فلا يُسأَلُ عنهُ ، و أَمَةٌ أو عبدٌ أَبَقَ مِن سيدِه ، و امرأةٌ غاب عنها زوجُها و كَفاها مَؤونةَ الدُّنيا فتبرَّجَت و تمرَّجت بعدَه و ثلاثةٌ لا يُسْأَلُ عنهُم : رجلٌ نازعَ اللهَ رِداءَه ؛ فإنَّ رداءَه الكِبرياءُ و إزارَه عِزُّهُ ، و رجلٌ شكَّ في أمرِ اللهِ ، و القَنُوطُ مِن رحمةِ اللهِ. (( الراوي : فضالة بن عبيد | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد، الصفحة أو الرقم: 458 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

فَتَرَ الوَحْيُ فَتْرَةً حتَّى حَزِنَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فِيما بَلَغَنَا، حُزْنًا غَدَا منه مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِن رُؤُوسِ شَوَاهِقِ الجِبَالِ، فَكُلَّما أوْفَى بذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ منه نَفْسَهُ تَبَدَّى له جِبْرِيلُ، فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّكَ رَسولُ اللَّهِ حَقًّا، فَيَسْكُنُ لِذلكَ جَأْشُهُ، وتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فَإِذَا طَالَتْ عليه فَتْرَةُ الوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذلكَ، فَإِذَا أوْفَى بذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى له جِبْرِيلُ فَقالَ له مِثْلَ ذلكَ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6982 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

لَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ ما عِنْدَ اللهِ مِنَ العُقُوبَةِ، ما طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، ولو يَعْلَمُ الكَافِرُ ما عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، ما قَنَطَ مِن جَنَّتِهِ أَحَدٌ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2755 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

ومن أبرز الأحاديث عن اليأس ما جاء عنِ ابنِ عباسٍ في قولِهِ الَّذينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ قال أكبرُ الكبائِرِ الإشراكُ باللهِ عزَّ وجلَّ قال اللهُ عزَّ وجلَّ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ واليأْسُ من رَّوْحِ اللهِ عزَّ وجلَّ قال اللهُ عزَّ وجلَّ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ. (( الراوي : [علي بن طلحة] | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/118 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))

عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو قال: إنَّ أهلَ النارِ يَدْعونَ مالِكًا، فلا يُجيبُهم أربَعينَ عامًا، ثمَّ يقولُ: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77]، ثمَّ يَدْعونَ رَبَّهم، فيقولونَ: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون: 107]، فلا يُجيبُهم مِثلَ الدُّنْيا، ثمَّ يقولُ: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 108]، ثمَّ ييأَسُ القَومُ، فما هو إلَّا الزَّفيرُ والشَّهيقُ، تُشبِهُ أصواتُهم أصواتَ الحَميرِ، أوَّلُها شَهيقٌ، وآخِرُها زَفيرٌ. (( الراوي : عبد الله بن عمرو | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 10/399 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح ))

وعلى سبيل الترغيب في الزهد وعدم الطمع، وردت أحاديث عن اليأس مما في أيدي اليأس مثل ما جاء عن سعدِ بنِ عُمارةَ أخي بني سعدِ بنِ بكرٍ وكانت له صُحْبةٌ أنَّ رجلًا قال له عِظْني في نفسي يرحَمْك اللهُ قال إذا انتَهَيْتَ إلى الصَّلاةِ فأسبِغِ الوضوءَ فإنَّه لا صلاةَ لمَن لا وضوءَ له ولا إيمانَ لمَن لا صلاةَ له ثمَّ إذا صلَّيْتَ فصَلِّ صلاةَ مُوَدِّعٍ واترُكْ طلبَ كثيرٍ مِنَ الحاجاتِ فإنَّه فقرٌ حاضرٌ وأجمِعِ اليأسَ ممَّا عندَ النَّاسِ فإنَّه هو الغِنى وانظُرْ ما تعتذِرُ منه مِنَ القولِ والفعلِ فاجتَنِبْه. (( الراوي : عبدالله بن أبي بكر بن محمد ويحيى بن سعيد بن قيس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 10/239 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات ))

أقوال السلف عن اليأس

اليأس

تحدث كبار السلف عن اليأس ومن أبرز ما جاء عنهم:

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “الفقيه حقُّ الفقيه: من لم يُقنِّط النَّاس من رحمة الله، ولم يرخِّص لهم في معاصي الله، ولم يؤمِّنهم من عذاب الله”. (( رواه الدارمي: [1/338] [305]، وأبو داود في (الزهد)، ص: [115] )).

قال عبد الله بن مسعود: “الهلاك في اثنتين، القنوط، والعجب”. (( الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمي: [1/121] ))

قال محمد بن سيرين: “الإلقاء إلى التهلكة هو القنوط من رحمة الله تعالى”. (( معالم التنزيل للبغوي: [1/217] )) وقال أيضًا: “لا تيأس فتقنط فلا تعمل”. (( العجاب في بيان الأسباب لابن حجر العسقلاني: [1/479] ))

قال سفيان بن عيينة: “من ذهب يقنِّط الناس من رحمة الله، أو يقنِّط نفسه فقد أخطأ”. (( تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم: [7/ 2268] برقم [12406] ))

قال الطحاوي: “الأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام، وسبيل الحق بينهما لأهل القبلة”. (( العقيدة الطحاوية: [1/61] ))

قال البغوي: “القنوط من رحمة الله كبيرة، كالأمن من مكره”. ((معالم التنزيل في تفسير القرآن البغوي: [3/61] ))

اقرأ أيضًا:
أحاديث عن التوكل
أحاديث عن الطمع

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *