أحاديث عن الكعبة

إن للكعبة المشرفة مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، فهي أول بيت وُضع للناس، وهي البيت العتيق الذي بناه الخليل إبراهيم، وابنه إسماعيل عليهما السلام، وتشتمل السنة النبوية على العديد من الأحاديث عن الكعبة المشرفة؛ لذلك يستعرض موقع معلومات في هذا المقال ما ثبت من أحاديث عن الكعبة.

أحاديث عن الكعبة

الكعبة

إنَّما يُسافَرُ إلى ثلاثةِ مساجدٍ : مسجدِ الكعبةِ ، ومسجدي ، ومسجدِ إيلياءَ ، والصلاةُ في مسجدي أحبُّ إليَّ من ألفِ صلاةٍ في غيرِه إلا مسجدَ الكعبةِ. [1]

كانت قُرَيشٌ تُسمِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قبلَ أنْ ينزِلَ عليه الوَحيُ: الأمينَ، وكانتِ الكعبةُ على عَهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثمانيةَ عَشَرَ ذِراعًا، وكانت تُكسَى القَبَاطِيَّ، ثمَّ كُسِيَتْ بعد البُرودِ، وأوَّلُ مَن كَسَاها الدِّيباجَ الحَجَّاجُ بنُ يُوسُفَ. [2]

كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، سِتَّةَ عَشَرَ أوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ أنْ يُوَجَّهَ إلى الكَعْبَةِ، فأنْزَلَ اللَّهُ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وجْهِكَ في السَّمَاءِ} [البقرة: 144]، فَتَوَجَّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ، وقالَ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ، وهُمُ اليَهُودُ: {ما ولَّاهُمْ عن قِبْلَتِهِمُ الَّتي كَانُوا عَلَيْهَا، قُلْ لِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [البقرة: 142] فَصَلَّى مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَما صَلَّى، فَمَرَّ علَى قَوْمٍ مِنَ الأنْصَارِ في صَلَاةِ العَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، فَقالَ: هو يَشْهَدُ: أنَّه صَلَّى مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنَّهُ تَوَجَّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ، فَتَحَرَّفَ القَوْمُ، حتَّى تَوَجَّهُوا نَحْوَ الكَعْبَةِ. [3]

لما دخل صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ البيتَ أمر بلالًا فأجاف البابَ والبيتُ إذ ذاك على ستةِ أعمدةٍ فمضَى حتى إذا كان بينَ الإسطوانتينِ اللتينِ يليانِ بابَ الكعبةِ جلس فحمِد اللهَ وأثنَى عليه ثم قام إذا استقبل من دبرِ الكعبةِ فوضع جبهتَه وخدَّه عليه وحمدَ اللهَ وأثنى عليه وسأله المغفرةَ ثم انصرف إلى كلِّ ركنٍ من أركانِ الكعبةِ فاستقبله بالتكبيرِ والتهليلِ والتسبيحِ والثناءِ على اللهِ سبحانَه والمسألةِ والاستغفارِ ثم خرج فصلى ركعتينِ مستقبلًا بها وجهَ الكعبةِ ثم انصرف فقال هذه القبلةُ هذه القبلةُ. [4]

لمَّا نزَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمكَّةَ واطْمَأَنَّ النَّاسُ، خرَجَ حتَّى جاء إلى البيتِ، فطاف به سبعًا على راحِلَتِه، يَستَلِمُ الرُّكْنَ بمِحْجَنٍ في يدِه، فلمَّا قضَى طَوافَه، دَعا عُثمانَ بنَ طَلْحةَ، فأخَذَ منه مِفتاحَ الكعبةِ، ففُتِحَتْ له، فدَخَلَها، فوَجَدَ فيها حَمامةً مِن عَيْدَانَ، فكَسَرَها بيدِه ثمَّ طَرَحَها، ثمَّ وَقَفَ على بابِ الكعبةِ وقدِ استَكَفَّ له النَّاسُ في المسجدِ، قال ابنُ إسحاقَ: فحَدَّثَني بعضُ أهلِ العِلمِ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قام على بابِ الكعبةِ فقال: لا إلَه إلَّا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، صَدَقَ وَعْدَه، ونَصَرَ عَبْدَه، وهَزَمَ الأحزابَ وَحْدَه، ألَا كلُّ مَأْثَرةٍ أو دَمٍ أو مالٍ يُدعَى فهو تحتَ قَدَمَيَّ هاتَينِ، إلَّا سَدَانةَ البيتِ وسِقايةَ الحاجِّ، وذكَرَ بقيَّةَ الحديثَ في خُطبةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَئذٍ، إلى أنْ قال: ثمَّ جلَسَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المسجدِ، فقام إليه عليُّ بنُ أبي طالبٍ ومِفتاحُ الكعبةِ في يدِه، فقال: يا رسولَ اللهِ، اجمَعْ لنا الحِجابةَ مع السِّقايةِ، صلَّى اللهُ عليكَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أين عُثمانُ بنُ طَلْحةَ؟ فدُعِيَ له، فقال له: هاكَ مِفْتاحُكَ يا عُثمانُ، اليومُ يومُ وفاءٍ وبِرٍّ. [5]

أحاديث عن الكعبة

كانتِ الْكعبةُ في الجاهليَّةِ مبنيَّةً بالرَّضمِ ليسَ فيها مدَرٌ وَكانت قدرَ ما نقتحمُها وَكانت غيرَ مسقوفَةٍ إنَّما توضعُ ثيابُها عليْها ثمَّ تسدلُ عليْها سدلًا وَكانَ الرُّكنُ الأسودُ موضوعًا على سورِها باديًا وَكانت ذاتَ رُكنينِ كَهيئةِ الحلقةِ فأقبلت سفينةٌ من أرضِ الرُّومِ فانْكسرت بقربِ جُدَّةَ فخرجَت قريشٌ ليأخُذوا خشبَها فوجدوا رجلًا روميًّا عندَها فأخذوا الخشبَ وَكانتِ السَّفينةُ تريدُ الحبشةَ وَكانَ الرُّوميُّ الَّذي في السَّفينةِ نجَّارًا فقدموا بِهِ وبالخشبِ فقالت قريشٌ نبني بِهذا الَّذي في السَّفينةِ بيتَ ربِّنا فلمَّا أرادوا هدمَهُ إذا هم بحيَّةٍ على سورِ البيتِ مثلَ قطعةِ الجائزِ سوداءِ الظَّهرِ بيضاءِ البطنِ فجعلَت كلَّما دنا أحدٌ إلى البيتِ ليَهدمَ أو يأخذَ من حجارتِهِ سعَت إليْهِ فاتحةً فاها فاجتَمعت قريشٌ عندَ المقامِ فعجُّوا إلى اللَّهِ وقالوا ربَّنا لم نُرَع أردنا تشريفَ بيتِكَ وتزيينَهُ فإن كنتَ ترضى بذلِكَ وإلَّا فما بدا لَكَ فافعل فسمِعوا خوارًا في السَّماءِ فإذا هم بطائرٍ أسودِ الظَّهرِ أبيضِ البطنِ والرِّجلينِ أعظَمَ منَ النِّسرِ فغرزَ مخلابَهُ في رأسِ الحيَّةِ حتَّى انطلقَ بِها يجرُّها ذنبُها أعظمُ من كذا وَكذا ساقطًا فانطلقَ بِها نحوَ أجيادٍ فَهدمتْها قريشٌ وجعلوا يبنونَها بحجارةِ الوادي تحملُها قريشٌ على رقابِها فرفعوها في السَّماءِ عشرينَ ذراعًا فبينا النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم- يحملُ حجارةً من أجيادٍ وعليْهِ نمرةٌ فضاقت عليْهِ النَّمرةُ فذَهبَ يضعُها على عاتقِهِ فبرزت عورتُهُ من صغرِ النَّمِرةِ فنوديَ يا محمَّدُ خَمِّر عورتَكَ فلم يُرَ عُريانًا بعدَ ذلِكَ وَكانَ بينَ بنيانِ الْكعبةِ وبينَ ما أنزلَ عليْهِ خمسُ سنينَ. [6]

حين دخلَ النبيُّ الكعبَةَ أتى ما استَقبَلَ من دُبرِها فوضَعَ وجهَهُ وخدَّهُ على الكعبَةِ فحَمِدَ اللَّهَ وأثنى عليهِ واستغفَرَهُ وفعلَ عندَ كلِّ ركنٍ مِن أركانِها ذلكَ. [7]

يا عائِشَةُ، لَوْلا أنَّ قَوْمَكِ حَديثُو عَهْدٍ بشِرْكٍ، لَهَدَمْتُ الكَعْبَةَ، فألْزَقْتُها بالأرْضِ، وجَعَلْتُ لها بابَيْنِ: بابًا شَرْقِيًّا، وبابًا غَرْبِيًّا، وزِدْتُ فيها سِتَّةَ أذْرُعٍ مِنَ الحِجْرِ، فإنَّ قُرَيْشًا اقْتَصَرَتْها حَيْثُ بَنَتِ الكَعْبَةَ. [8]

كأني أنظرُ إليه أسودُ أفحَجُ ينقضُها حجرًا حجَرًا يعني الكعبةَ ويسلبُها حِلْيتَها ويُجرِّدُها من كسوتِها ، ولَكأني أنظرُ إليه أُصيلِعٌ أُفيدِعٌ يضربُ عليها بمِسحاتِه ومِعولِه. [9]

اقرأ أيضًا:
فضل سورة الفيل

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2

المراجع
  1. الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البيهقي | المصدر : السنن الكبرى للبيهقي، الصفحة أو الرقم: 5/244 | خلاصة حكم المحدث : ثابت []
  2. الراوي : ابن هشام الحميري | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسيرالصفحة أو الرقم: 1/182 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة إلى صحته] []
  3. الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 399 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  4. الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الشوكاني | المصدر : تحفة الذاكرين، الصفحة أو الرقم: 222 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح []
  5. الراوي : صفية بنت شيبة وبعض أهل العلم | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير، الصفحة أو الرقم: 1/527 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة إلى صحته] []
  6. الراوي : أبو الطفيل | المحدث : الذهبي | المصدر : تاريخ الإسلام، الصفحة أو الرقم: 1/75 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []
  7. الراوي : عبد الله بن عباس | المحدث : السخاوي | المصدر : الأجوبة المرضية، الصفحة أو الرقم: 3/1155 | خلاصة حكم المحدث : ثابت []
  8. الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1333 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  9. الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 6/555 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *