صفة الرحمة من أبرز الصفات التي تجلت في شخصية النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ لما في ذلك من كسب قلوب الناس، والتفافهم حوله، ودخولهم في الإسلام، ونستعرض في هذا المقال من ثبت في السُّنة النبوية من أحاديث عن رحمة النبي.
أحاديث عن رحمة النبي
من الأحاديث التي تدل على رحمة النبي بالأطفال أنّه قَدِمَ نَاسٌ مِنَ الأعْرَابِ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالوا: أَتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ؟ فَقالوا: نَعَمْ، فَقالوا: لَكِنَّا وَاللَّهِ ما نُقَبِّلُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: وَأَمْلِكُ إنْ كانَ اللَّهُ نَزَعَ مِنْكُمُ الرَّحْمَةَ. وقالَ ابنُ نُمَيْرٍ: مِن قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2317 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
قبَّل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الحسَنَ بنَ عليٍّ والأقرعُ بنُ حابسٍ التَّميميُّ جالسٌ فقال الأقرعُ: إنَّ لي عشَرةً مِن الولدِ ما قبَّلْتُ منهم أحَدًا قطُّ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (مَن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 5594 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
قال أنس بن مالك: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَدخُلُ علينا، وكان لي أخٌ صغيرٌ، وكان له نُغَرٌ يَلعَبُ به، فمات، فدخَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ يَومٍ فرآه حزينًا، فقال: ما شأنُ أبي عُمَيرٍ حزينًا؟ فقالوا: مات نُغَرُه الذي كان يَلعَبُ به يا رسولَ اللهِ، فقال: يا أبا عُمَيْر، ما فَعَلَ النُّغَيْر؟ أبا عُمَيْر، ما فَعَلَ النُّغَيْر؟ (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 14071 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم ))
وتكثر الأحاديث التي تعبر عن رحمة النبي بأمته مثل حديث عبد الله بن مسعود: كُنَّا نَنْتَظِرُ عَبْدَ اللَّهِ، إذْ جَاءَ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ، فَقُلْنَا: ألَا تَجْلِسُ؟ قَالَ: لَا، ولَكِنْ أدْخُلُ فَأُخْرِجُ إلَيْكُمْ صَاحِبَكُمْ وإلَّا جِئْتُ أنَا فَجَلَسْتُ، فَخَرَجَ عبدُ اللَّهِ وهو آخِذٌ بيَدِهِ، فَقَامَ عَلَيْنَا فَقَالَ: أما إنِّي أُخْبَرُ بمَكَانِكُمْ، ولَكِنَّهُ يَمْنَعُنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَتَخَوَّلُنَا بالمَوْعِظَةِ في الأيَّامِ، كَرَاهيةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6411 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
بلغ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قمّة الرحمة في أُمّته؛ حيث دعا دعوةً وطلب تأخير إجابتها إلى يوم القيامة، وهي شفاعته لأمّته، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: إنه لم يكنْ نبيٌّ إلا له دعوةٌ قد تَنَجَّزها في الدنيا، وإني قد اختبأتُ دعوتي شفاعةً لأمتي. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 4/187 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
قَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في صَلَاةٍ وقُمْنَا معهُ، فَقَالَ أعْرَابِيٌّ وهو في الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي ومُحَمَّدًا، ولَا تَرْحَمْ معنَا أحَدًا. فَلَمَّا سَلَّمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ: لقَدْ حَجَّرْتَ واسِعًا يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6010 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا ، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا ، وتَطَاوَعَا ولا تَخْتَلِفا (( الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 8087 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
ما ضرَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِه خادِمًا له قَطُّ، ولا امْرأةً، ولا ضرَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِه شَيئًا قَطُّ، إلَّا أنْ يُجاهِدَ في سَبيلِ اللهِ، ولا خُيِّرَ بَينَ أمْرَينِ قَطُّ، إلَّا كان أحَبُّهُما إليه أيْسَرَهُما، حتى يكونَ إثْمًا، فإذا كان إثْمًا كان أبْعَدَ الناسِ مِن الإثْمِ، ولا انْتَقَمَ لنَفْسِه مِن شَيءٍ يُؤْتَى إليه، حتى تُنتَهَكَ حُرُماتُ اللهِ عزَّ وجلَّ، فيكون هو يَنتَقِمُ للهِ عزَّ وجلَّ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 25956 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين ))
لَقِيتُ أبَا ذَرٍّ بالرَّبَذَةِ، وعليه حُلَّةٌ، وعلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عن ذلكَ، فَقالَ: إنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بأُمِّهِ، فَقالَ لي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أبَا ذَرٍّ أعَيَّرْتَهُ بأُمِّهِ؟ إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أيْدِيكُمْ، فمَن كانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ ممَّا يَأْكُلُ، ولْيُلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ، ولَا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ، فإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فأعِينُوهُمْ. (( الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 30 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
جاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أحد خدمه قال: خَدَمْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، فَما قالَ لِي: أُفٍّ، ولَا: لِمَ صَنَعْتَ؟ ولَا: ألَّا صَنَعْتَ. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6038 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
ومن مظاهر رحمة النبي بالنساء أنّه قال: ألا واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنما هن عوانٌ عندكم . ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينة. (( الراوي : عمرو بن الأحوص | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 1163 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ))
كما قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ البَنَاتِ بشيءٍ، فأحْسَنَ إلَيْهِنَّ كُنَّ له سِتْرًا مِنَ النَّارِ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2629 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
ومن دلائل رحمة النبي بمن لم يؤمنوا به من الكفار حديث السيدة عائشة: يا رَسولَ اللهِ، هلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كانَ أَشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ؟ فَقالَ: لقَدْ لَقِيتُ مِن قَوْمِكِ وَكانَ أَشَدَّ ما لَقِيتُ منهمْ يَومَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي علَى ابْنِ عبدِ يَالِيلَ بنِ عبدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ علَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إلَّا بقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بسَحَابَةٍ قدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَما رُدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، قالَ: فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّ اللَّهَ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بأَمْرِكَ، فَما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أَصْلَابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1795 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
ومن مظاهر رحمة النبي بالطيور والبهائم: أنّ الصحابة سألوا النبي فقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ فقالَ: نَعَمْ، في كُلِّ ذاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6009 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
اقرأ أيضًا:
أحاديث عن الرحمة
