لقد أثرت الثورة الرقمية على التعليم أيضاً وتغيرت عملية التعليم بأكملها بعدة طرق، ولا تبدو كلمة التعليم الإلكتروني غير مألوفة للكثيرين هذه الأيام، ولكن هل التعليم الإلكتروني فعال حقاً كما يبدو أم أنه لا يمكن أن يعوض عن التعليم التقليدي، في المقال التالي نقدم لك مفھوم التعلیم الالكتروني ايجابیاته وسلبیاته فتابع القراءة.
مفھوم التعلیم الالكتروني ايجابیاته وسلبیاته
إن التعليم الإلكتروني هو التعلم باستخدام التقنيات الإلكترونية للوصول إلى المناهج التعليمية خارج الفصول الدراسية.
في بعض الحالات يشير التعليم الإلكتروني إلى دورة أو برنامج يتم تقديمه بالكامل عبر الإنترنت.
كما أن هناك العديد من المصطلحات المستخدمة لوصف التعلم الإلكتروني مثل التعليم عن بعد والتعليم المحوسب والتعلم عبر الإنترنت وغيرها الكثير من المصطلحات التي يشملها التعليم الإلكتروني.
ويتم تعريف التعليم الإلكتروني بشكل خاص على أنه دورات يتم تقديمها عبر الإنترنت في أي مكان آخر غير الفصل الدراسي.
ولا يتم تقديم التعليم الإلكتروني عبر أقراص DVD أو أقراص مضغوطة أو شرائط فيديو أو عبر قناة تلفزيونية فهو تفاعلي من حيث أنه يمكن للطلاب التعامل والتواصل مع معلميهم وأساتذتهم أو الطلاب الآخرين المشاركين معهم.
اقرأ أيضاً: خصائص ومبررات استخدام التعلیم المصغر
أهم ايجابيات التعليم الإلكتروني
التوفير في تكلفة التعليم
يساعد التعليم الإلكتروني المؤسسات التعليمية والطلاب على حد سواء في توفير تكاليف ونفقات التعلم.
فمثلاً لا يتعين على الكليات توفير مساحة للطلاب للتعلم.
كما لا يتعين على الطلاب السفر إلى الأماكن المختلفة لبناء مهارات جديدة واكتساب معارف جديدة.
كذلك يتطلب التعليم الإلكتروني من المعلمين تسجيل محاضراتهم وإنشاء الدورات والمواد التعليمية والتي يمكن استخدامها لفترة طويلة وتغييرها بسهولة عند الحاجة لذلك وبالتالي فإنه يوفر المال على المدرسين والأساتذة أيضاً.
إتاحة التعليم بشكل أكبر
بالنسبة لبعض الطلاب قد يكون السفر إلى بلد آخر لدراسة شيء ما هو أمر مستحيل تماماً لكثير من الأسباب، خاصةً إذا كانوا يريدون فقط دراسة دورة معينة بدلاً من الحصول على درجة علمية.
لذلك قام التعليم الإلكتروني بتبسيط التعلم بشكل كبير، مما يسمح للطلاب من جميع أنحاء العالم بإكمال الدورات التي أنشأتها أفضل جامعات العالم دون الاضطرار إلى السفر.
كما أن هذه الميزة أتاحت الفرصة للطلاب للتواصل والدراسة مع أشخاص آخرين من ثقافات مختلفة.
المرونة والأريحية في التعلم
يسمح التعليم الإلكتروني للطلاب بالدراسة في أي مكان يتوفر فيه إتصال ثابت بالانترنت.
كما يسمح لهم بالدراسة في أي وقت يجدون فيه الراحة، وكل هذا لا يجعل عملية التعلم أسهل للطلاب الذين يعيشون في مناطق زمنية مختلفة فحسب.
بل إنه يسمح أيضاً للطلاب بدمج التعليم مع العمل والمسؤوليات الأخرى التي قد تعيق الأفراد عن التعلم التقليدي.
كذلك يتيح التعليم الإلكتروني تنظيم الوقت للطلاب بشكل أكثر فعالية فحتى أكثر الطلاب انشغالاً يمكنهم التعلم بشكل صحيح.
أهم سلبيات التعليم الإلكتروني
الإعتماد الكامل على التكنولوجيا
قد تتسائل كيف يمكن أن تكون هذه إحدى سلبيات التعليم الإلكتروني ! فهو أداة تعليمية متاحة لأي شخص، إلا أنه ليس كذلك في الواقع.
والسبب في ذلك أنه ليس كل الناس لديهم وصول ثابت للإنترنت وأجهزة كمبيوتر قوية بما يكفي لدعم الاتصال بالإنترنت.
فعلى سبيل المثال قد يكون لدى البعض كل التقنيات الضرورية ولكنهم يعانون أثناء استخدامها، فقد يجد الطلاب الأكبر سناً صعوبة في إتقان جميع التقنيات الحديثة.
كما يمكن حل هذه المشكلة من خلال تقديم بعض البرامج التعليمية المناسبة لهم.
صعوبة التحفيز والتنظيم
إن القدرة على التعلم بوتيرة مريحة وتنظيم التعلم الخاص بك بمفردك يمثل كارثة لبعض الطلاب.
فعلى الرغم من أن بعض الأشخاص جيدون في التنظيم الذاتي، إلا أن الغالبية العظمى من الطلاب لا تستطيع القيام بذلك دون وجود موعد نهائي للاختبارات والتي تعتبر محفز لهم.
بالإضافة إلى الحاجة للمتابعة مع معلم ومعرفة تقدمهم وهو ما يفتقر إليه التعليم الإلكتروني.
العزلة الاجتماعية
بالنسبة للكثير من الطلاب، لا تعتبر الكلية أو الجامعة المكان الذي يتعلمون فيه فحسب، بل إنها أيضاً المكان الذي يأتون إليه للاختلاط الاجتماعي وتكوين صداقات جديدة وتعلم المزيد من أساتذتهم.
مع التعليم الإلكتروني قد يكون تحقيق ذلك صعباً إن لم يكن مستحيلاً.
بالتأكيد هناك غرف دردشة عبر الإنترنت وستكون قادراً على طرح أسئلة على معلميك ولكن مستوى الاتصال الشخصي لن يكون كما هو في التعليم التقليدي.
لذلك السبب شعر الكثير من الطلاب بالعزلة الاجتماعة والحرمان من الدعم.
اقرأ أيضاً: كیفیة انشاء منصة تعلم عن بعد إلكترونیة