جعل الله -سبحانه وتعالى- الصيام ركنًا من أركان الإسلام، وفريضة من فرائض الدّين، وجعل شهر رمضان المبارك محلًّا للصيام، ورتّب المولى -عز وجل- على الصيام أجرًا عظيمًا، ولكي يحصل العبد على الأجر غير منقوص، ينبغي عليه أن يحرص على اجتناب جميع المحرمات والمنهيات ولا سيما الخصومات، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال ما ثبت في السنة النبوية من أحاديث عن الخصام في رمضان.
أحاديث عن الخصام في رمضان
قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1904 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2812 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] )) ومن أهم خصائص وفضائل شهر رمضان أن الشيطان تُصفّد فيه لحديث: إذا كانَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الرَّحْمَةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّياطِينُ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1079 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] )) فعلى الإنسان أن يقمع نفسه الإمارة بالسوء ويكف عن الخصام مع إخوانه.
مَن صامَ رَمضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنْبِه -قال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ: قال أَبِي: سـمعْتُه أَرْبَعَ مرَّاتٍ مِن سُفْيانَ، وقال مَرَّةً: مَن صام رَمضانَ، وقال مَرَّةً: مَن قام- ومَن قام لَيلةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّم مِن ذَنْبِه. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 7280 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين )) ومن المؤكد أن الصوم لا يكون تامًا إلا إذا كان خاليًا من المخالفات التي نهى عنها الشرع مثل الخصام والهجر.
كان أكثَرَ ما يَصومُ الاثنَينِ والخميسَ قال فقيل له قال فقال: إنَّ الأعمالَ تُعرَضُ كلَّ اثنَينِ وخمَيسٍ أو كلَّ يومِ اثنَينِ وخَميسٍ فيَغفِرُ اللهُ لكلِّ مُسلِمٍ أو لكلِّ مؤمِنٍ إلَّا المُتَهاجِرَينِ فيقولُ أخِّرْهما. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 16/155 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
إنَّ رسولَ اللهِ عليه السَّلامُ خطَبنا عامَ أَوَّلَ، ثمَّ بكَى أبو بكْرٍ فقال: سَلُوا اللهَ المُعافاةَ، فإنَّ النَّاسَ لمْ يُعطَوْا بعدَ اليَقينِ شيئًا هو أفضَلُ منَ المُعافاةِ، وفيه: ألَا وعليكم بالصِّدقِ، فإنَّه مع البِرِّ، وهما في الجَنَّةِ، وإيَّاكم والكذِبَ، فإنَّه مع الفُجورِ، وهما في النَّارِ، لا تَدابَروا، ولا تَقاطَعوا، ولا تَباغَضوا، ولا تَحاسَدوا، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا، كما أمرَكمُ اللهُ عزَّ وجلَّ. (( الراوي : أبو بكر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار، الصفحة أو الرقم: 453 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله ثقات ))
من أعان على خصومةٍ بغيرِ حقٍّ كان في سخطِ اللهِ حتَّى ينزِعَ. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 3/207 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد ))
دبَّ إليكم داءُ الأممِ قبلكم البغضاءُ والحسدُ والبغضاءُ هي الحالقةُ ليس حالقةَ الشَّعرِ ولكنْ حالقةَ الدِّينِ والَّذي نفسي بيدِه لا تدخلون الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا ألا أُنبِّئُكم بما يُثبِّتُ لكم ذلك أفشوا السَّلامَ بينكم. (( الراوي : عبدالله بن الزبير | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 3/367 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد ))
تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَومَ الإثْنَيْنِ، ويَومَ الخَمِيسِ، فيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا رَجُلًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا. وقالَ قُتَيْبَةُ: إلَّا المُهْتَجِرَيْنِ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2565 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
هل الخصام يفسد الصوم؟
يجب على المسلم أن تكون سلوكياته متناسقة مع الحكمة من صيام رمضان فيبتعد عن الخصام والشقاق وقطع صلة الأرحام ويلزم نفسه الطريق المستقيم الذي ينتهي به إلى إرضاء الله عز وجل ليكون جزاؤه عند الله تعالى قبول صيامه والحصول على ثوابه.
وبالنسبة إلى الإجابة عن سؤال هل الخصام يُفسد الصوم أم لا، فلا يمكن القول بشكل قطعي أن الخصام يؤدي إلى بطلان الصيام لأنه الصوم لله وهو يجازي به كما أنه ليس من المُبطلات التي نصّ عليها الشرع، ولكنه يتسبب في نقصان الأجر. (( مصدر الفتوى ))
يلزم المسلم أن يوجه سلوكه إلى فعل الخير والبعد عن الشر بمعنى أن تكون أقواله وأعماله كلها تتفق مع ما جاءت به الشريعة الإسلامية من التسامح والتواضع وحب الخير لكل الناس حتى إلى من أساء إليه والعطف على ذوي الحاجات وإمساك اللسان عن البذاءات وعن أعراض الناس.
اقرأ أيضًا:
المصادر: