الجدال هو المحاججة، والغلبة، وشدة الخصومة، والغرض الأساسي من الجدال هو تعجيز الطرف المقابل وإفحامه، والتنقيص منه، إما بقدح كلامه، أو نسبة الجهل والقصور إليه، وقد عدّ بعض العلماء هذا الفعل من الكبائر إن كان جدالًا في باطل أو في دين الله، وقد وردت بعض الأحاديث حول الجدال؛ لذلك يستعرض موقع معلومات في هذا المقال ما ثبت في السنة النبوية من أحاديث عن الجدال مع توضيح أقسامه.
أحاديث عن الجدال
لا تجادِلوا في القرآنِ، فإنَّ جدالًا فيه كفرٌ. (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 9720 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
ما ضلَّ قومٌ بعدَ هدًى كانوا عليْهِ إلَّا أوتو الجدالَ ثُمَّ قرأَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إلَّا جَدَلًا. (( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة، الصفحة أو الرقم: 101 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
أخوفُ ما أخافُ عليكم جِدالُ المُنافِقِ عليمِ اللِّسانِ. (( الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 80 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 197]، قال: الرَّفَثُ: الْعِرَابَةُ والتعريضُ للنِّساء، والفُسوقُ: المعاصي، والجِدالُ: جِدالُ الرَّجُلِ لصاحبِهِ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : العقيلي | المصدر : الضعفاء الكبير، الصفحة أو الرقم: 2/169 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
عن معاذِ بنِ جبلٍ ، أنَّه قال : يا معشرَ العربِ ! كيف تصنعون بثلاثٍ : دنيا تقطَعُ أعناقَكم ، وزَلَّةُ عالمٍ ، وجدالُ منافقٍ بالقرآنِ ؟ قال : فسكتوا ، فقال : أمَّا العالِمُ فإن اهتدَى فلا تُقلِّدوه دينَكم ، وإن فُتِن فلا تقطعوا منه آمالَكم ، فإنَّ المؤمنَ يُفتَنُ ثمَّ يتوبُ ، وأمَّا القرآنُ فمنارٌ كمنارِ الطَّريقِ لا يخفَى على أحدٍ ، فما عرفتم منه فلا تسألوا عنه أحدًا ، وما شككتم فيه فكِلوه إلى عالِمِه ، أو كِلوا علمَه إلى اللهِ ، وأمَّا الدُّنيا فمن جعل اللهُ الغنَى في قلبِه فقد أفلح ، ومن لا فليس بنافعةٍ دنياه. (( الراوي : عبدالله بن سلمة | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء، الصفحة أو الرقم: 5/112 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
لا تُمارِ أخاك ولا تمازِحْه ولا تَعِدْه موعدًا فتُخلِفَه. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 1995 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ أحَبَّ لكم ثَلاثًا وَكرِه لكم ثلاثًا أحَبَّ أن تعبدوهُ ولا تشرِكوا بهِ شيئًا وأن تَنصحوا لمن ولَّاهُ اللَّهُ أمرَكم وأن تعتصموا بحبلِ اللَّهِ جميعًا وَكرِه لكم قيلَ وقالَ وَكثرةَ الجدالِ وإضاعةَ المالِ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن عساكر | المصدر : تاريخ دمشق، الصفحة أو الرقم: 6/81 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
خرج علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ونحن نتمارى في شيءٍ منَ الدِّينِ فغضب غضبًا شديدًا لم يغضبْ مثلَه ثم انتهرَنا فقال يا أمةَ محمدٍ لا تُهيِّجوا على أنفسِكم وهجَ النارِ ثم قال بهذا أمرتُكم أو ليس عن هذا نهيتُكم أليس قد كان هلك من كان قبلكم بهذا ثم قال ذروا المراءَ لقلةِ خيرِه ذروا المراءَ فإنَّ نفعَه قليلٌ ويُهيِّجُ العداءَ بينَ الإخوانِ. (( الراوي : أبو الدرداء وأبو أمامة الباهلي وأنس بن مالك وواثلة بن الأسقع | المحدث : ابن حبان | المصدر : المجروحين، الصفحة أو الرقم: 2/230 | خلاصة حكم المحدث : معلق ))
أنا زعيمٌ ببيتٍ في رَبَضِ الجنَّةِ لمن ترك المِراءَ وإن كان مُحقًّا وأنا زعيمٌ ببيتٍ في وسطِ الجنَّةِ لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا وأنا زعيمٌ ببيتٍ في أعلى الجنَّةِ لمن حسُن خلُقُه. (( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : ابن باز | المصدر : حاشية بلوغ المرام لابن باز، الصفحة أو الرقم: 810 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
عنِ ابنِ عباسٍ قال : فلا رَفَثَ قال الرَّفَثُ : الجماعُ. قال : ولا فُسوقَ قال : الفُسوقُ : المَعاصي. قال : ولا جدالَ في الحَجِّ قال : المِراءُ. (( الراوي : مقسم مولى ابن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة، الصفحة أو الرقم: 6/180 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
قال لي عمرُ بنُ الخطَّابِ : يا زيادُ هل تدري ما يهدِمُ دعائمَ الإسلامِ ؟ قلتُ : لا . قال : زَلَّةُ العالِمِ وجِدالُ المُنافقِ بالقرآنِ وحكمُ الأئمَّةِ المُضلِّين. (( الراوي : زياد بن حدير الأسدي | المحدث : ابن كثير | المصدر : مسند الفاروق، الصفحة أو الرقم: 2/536 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد ))
أقسام الجدال
للجدال قسمان هما:
الجدال المحمود: يهدف الشخص منه تقرير وإظهار الحق، بما لديه من أدلة وبراهين صادقة، وهذا النوع من الجدال مأمور، حيث أمر به الله تعالى نبيه صلّى الله عليه وسلّم، فقد قال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). ومن الأمثلة عليه مجادلة عبد الله بن عباس للخوارج في عهد الخليفة علي بن أبي طالب، وكانت سببًا في رجوع خلق كثير عن هذه البدعة.
الجدال المذموم: يهدف الشخص منه تقرير باطل بعد بيان الحق وظهوره، طمعًا بالجاه والمال، وهذا القسم من الجدال المنهي عنه، وقد ورد في هذا النوع العديد من الآيات مُحذّرة منه، قال تعالى: (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ).
اقرأ أيضًا:
المصادر: