إن الإصابة بالعين أو الحسد لا يُمكن أن تقع إلا بقضاء الله -تعالى- وقدره، ونرى كثيراً من الناس من يتوهّم دائماً عند كل عارضٍ أو ضيق ينزل به بأنه من العين والحسد، فيخلطون بين ذلك وبين ما يصيبهم من الأمراض أو الاكتئاب أو غير ذلك، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال ما ثبت من أحاديث عن العين والحسد مع توضيح الفرق بينهما.
أحاديث عن العين والحسد
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَقَاهُ جِبْرِيلُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ وَشَرِّ كُلِّ ذِى عَيْنٍ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2185 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
كُنْتُ أَرْقي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ العَينِ، فأضَعُ يَدي على صَدرِه، وأقولُ: امسَحِ البأْسَ رَبَّ الناسِ، بيَدِكَ الشِّفاءُ، لا كاشفَ له إلَّا أنتَ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 24995 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم ))
الحسدُ يأكلُ الحسناتِ كما تأكلُ النَّارُ الحطبَ والصَّدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ والصَّلاةُ نورُ المؤمنِ والصِّيامُ جُنَّةٌ من النَّارِ. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن عساكر | المصدر : معجم الشيوخ، الصفحة أو الرقم: 2/1096 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
لا يجتمعُ في جوفِ عبدٍ مؤمنٍ غبارٌ في سبيلِ اللهِ وفيحُ جهنَّمَ ولا يجتمعُ في جوفِ عبدٍ الإيمانُ والحسدُ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 4606 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
قالت: يا رسولَ اللهِ، إنَّ ولَدَ جَعْفرَ تُسرِعُ إليهم العينُ، أفأسترقي لهم؟ فقال: نعم؛ فإنَّه لو كان شَيءٌ سابَقَ القَدَرَ لسَبَقَتْه العينُ. (( الراوي : أسماء بنت عميس | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2059 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ))
أَكْثرُ مَن يموتُ مِن أمَّتي بعدَ قضاءِ اللَّهِ وقدرِهِ بالأنفسِ أيْ العَينِ. (( الراوي : [جابر بن عبدالله] | المحدث : الزرقاني | المصدر : مختصر المقاصد، الصفحة أو الرقم: 131 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
ما لصبيكُم هذا يبكِي ؟ فهلا استرقيتُم لهُ من العينِ فإنَّ ثُلُثَ منايا أُمَّتِي من العيْنِ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 1048 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن رجاله ثقات ))
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرَجَ، وسارُوا معه نحوَ مكَّةَ، حتى إذا كانوا بشِعْبِ الخَرَّارِ مِن الجُحْفةِ، اغتسَلَ سَهْلُ بنُ حُنَيفٍ، وكان رجُلًا أبيضَ، حسَنَ الجسمِ والجِلْدِ، فنظَرَ إليه عامرُ بنُ ربيعةَ أخو بني عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ وهو يغتسِلُ، فقال: ما رأَيْتُ كاليومِ ولا جِلْدَ مخبَّأةٍ، فلُبِطَ بسَهْلٍ، فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقيل له: يا رسولَ اللهِ، هل لك في سَهْلٍ؟ واللهِ، ما يَرفَعُ رأسَهُ، وما يُفِيقُ، قال: هل تتَّهِمون فيه مِن أحدٍ؟ قالوا: نظَرَ إليه عامرُ بنُ ربيعةَ، فدعَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عامرًا، فتغيَّظَ عليه، وقال: علامَ يقتُلُ أحدُكم أخاه؟ هلَّا إذا رأَيْتَ ما يُعجِبُك برَّكْتَ؟ ثمَّ قال له: اغتسِلْ له، فغسَلَ وجهَهُ ويدَيْهِ، ومَرْفِقَيْهِ ورُكْبتَيْهِ، وأطرافَ رِجْلَيْهِ، وداخلةَ إزارِهِ في قَدَحٍ، ثمَّ صَبَّ ذلك الماءَ عليه، يصُبُّهُ رجُلٌ على رأسِهِ وظَهْرِهِ مِن خَلْفِهِ، يُكفِئُ القَدَحَ وراءَهُ، ففعَلَ به ذلك، فراح سَهْلٌ مع الناسِ ليس به بأسٌ. (( الراوي : سهل بن حنيف | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 5/110 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح ))
الْعَيْنُ حَقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُمْ فاغْسِلُوا. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2188 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
الفرق بين العين والحسد
هناك فروق عديدة بين العين والحسد، وفيما يأتي بيانها بالتفصيل من عدّة حيثيّات:
- السبب الرئيسي: فالفرق بينهما من حيث السبب الرئيسي أن العين تكون بسبب الإعجاب والاستحسان والاستعظام، بينما الحسد فسببه الحقد وتمنّي زوال النعم عن الغير والبغض.
- العموم والخصوص: إن الحسد أعمّ من العين، فكلّ عائن حاسد وليس كل حاسد عائن، ولذلك نرى من إعجاز القرآن البياني في سورة الفلق الاستعاذة من الحاسد، فإذا استعاذ المؤمن من الحاسد فإنه يدخل في استعاذته العائن كذلك.
- الأثر على الغير والمصدر: يشترك الحسد والعين في الأثر؛ بحيث إن الاثنين يسببان الضرر للمحسود والمعيون، أما المصدر فمختلف، حيث إن مصدر العين هو انقداح نظرة العين، وقد تصيب الجماد والمال والزرع وغيره مما لا يُحسد بالأصل، أما الحسد فمصدره استكثار النعم على عباد الله تعالى، وتحرّك القلب وتمنّي زوالها عنهم.
- الأثر على النفس: قد يصيب الشخص ماله و نفسه بالعين، لكن لا يحسدها بالتأكيد.
- صفة النفس: قد تقع العين من الرجل الصالح، حيث من الممكن أن يعجب بالشيء ويستحسنه دون تمنّي إزالته وسلبه، أما الحسد فلا يقع إلا من نفس خبيثة وحاقدة.
اقرأ أيضًا:
المصادر: