إن صعوبات التعلم شائعة بشكل مدهش فهي تنشأ نتيجة للاختلافات في بنية الدماغ ولكنها لا تتعلق بالذكاء أو السلوك أو التركيز، باختصار هي اختلافات تجعل من الصعب على الطلاب النجاح في المدرسة ويجب أن يتم التعامل معهم بطرق خاصة، لذلك نقدم للمعلمين استراتیجیات تدريس صعوبات التعلم في المقال التالي.
استراتیجیات تدريس صعوبات التعلم
تقسيم عملية التعلم إلى خطوات صغيرة
غالباً ما يشار إليها باسم استراتيجية التقسيم، تتضمن هذه الاستراتيجية تقسيم المعلومات المعقدة إلى أجزاء أصغر وأبسط يسهل على الدماغ استيعابها.
كما أن استراتيجية التقسيم تخفف العبء المعرفي على الدماغ وتنشط الذاكرة قصيرة المدى بطريقة أكثر كفاءة.
كذلك يمكن استخدامها مع أي مادة وأي موضوع من قِبل المعلمين.
ويمكن للمعلم تقسيم المعلومات وفقاً للأفكار أو الفقرات أو المفاهيم الرئيسية.
ويمكن أيضاً تقسيم الدرس إلى قائمة بأهداف التعلم وكتابتها على السبورة حتى يتمكن الطلاب أصحاب صعوبات التعلم من متابعة مسار تقدمك.
الوسائل البصرية
إن الوسائل البصرية لا تقدر بثمن في تعليم جميع الطلاب وخاصةً اولئك الذين يعانون من صعوبات التعلم.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن الدماغ البشرية يمكنها معالجة الصور بشكل أسرع وأفضل من الكلمات المكتوبة.
فالكلمات مجردة بطبيعتها مما يجعل من الصعب معالجتها للطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلم.
كما يمكن أن يساعد استخدام الصور والأفلام التعليمية والوسائل المرئية الأخرى مثل الرسوم البيانية والمخططات أثناء الشرح الطلاب على بناء علاقة مباشرة بين الكلمات ومعانيها مما يجعل التعلم أسهل وأسرع.
اقرأ أيضاً: طرق وأسالیب تعلیم ذوي الإعاقة البصرية
استخدام أدوات تعزيز التعلم المتعددة
إن التكرار والمراجعة هما مفتاح التعلم، لكن التكرار قد يكون مملاً وغالباً ما يكون التركيز صراعاً للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم.
لذلك تلعب أدوات تعزيز التعلم المتعددة دوراً هاماً فباستخدام أساليب مختلفة لتعليم نفس المفهوم يجعل الطلاب يتعلمون بشكل أفضل.
كما أنه كلما كانت الوسائط أكثر تنوعاً كان ذلك أفضل، فعلى المعلم أن يقوم باستخدام الأدوات المرئية والسمعية والحسية إن أمكن.
فعلى سبيل المثال إذا كنت تعلم الطلاب كيف يمتص النبات الغذاء يمكنك البدء بنشاط يجذب انتباه الطلاب مثل تغير لون الزهرة.
سيؤدي ذلك إلى إشراك الطلاب أصحاب صعوبات التعلم وربط المعرفة النظرية بالمعرفة العملية.
كذلك يمكنك دعم التعلم بالصور الملونة والمرئيات الجذابة لتعزيز المعرفة المكتسبة.
ربط الدروس السابقة بالدروس الجديدة
أحد الاستراتيجيات السهلة والفعالة للمراجعة أو تسهيل تعلم المواضيع الجديدة للطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلم.
لذلك يمكنك مراجعة الدروس السابقة ذات الصلة.
أو يمكنك تعليم موضوع جديد من خلال ربطه بموضوع تم تدريسه مسبقاً وبناء نشاط جديد حوله.
استراتيجيات الذاكرة
تعزز مراجعة الدروس السابقة التي يتم تدريسها في الفصل من تعلم الطلاب أصحاب صعوبات التعلم وتقوي ذاكرتهم.
ولكن يحتاج هؤلاء الطلاب إلى المساعدة على تذكر كيفية ارتباط جزء من المعلومات بجزء آخر.
لذلك فإن المعلمين يستخدمون استراتيجيات الذاكرة التي تدمج الخرائط الذهنية والرسوم البيانية البسيطة في عملية التعلم.
تساعد هذه الاستراتيجيات الأطفال على فهم المعلومات وتذكرها بسهولة.
على سبيل المثال يمكنك عمل مخطط للنباتات التي تحتاج إلى أربعة أشياء لتظل على قيد الحياة وهي الضوء والهواء والماء والغذاء.
ثتمثل هذه المخططات والخرائط الذهنية المعلومات المكتوبة بتنسيق مرئي أكثر مما يسهل على الطلاب تذكر المعلومات وتنشيط ذاكرتهم طويلة المدى.
استراتيجيات القراءة
قد يواجه الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم إعاقة في اللغة التعبيرية واللغة المكتوبة فلا يتمكنون من التعبير عن أنفسهم بوضوح ودقة واستخدام تراكيب الجمل والكلمات وتنظيم الأفكار والتهجئة.
لذلك يجب على المعلم استخدام استراتيجيات مختلفة لمساعدة الطلاب على القراءة والتهجئة بسهولة.
يمكنك على سبيل المثال السماح للطلاب بعمل الواجبات المنزلية باستخدام المدقق الإملائي.
كما يمكنك وضع الدرجات على الأفكار فقط وليس للكلمات المكتوبة، وشجع الطلاب على البدء بواجباتهم المنزلية في وقت مبكر وعدم الانتظار حتى اللحظة الأخيرة والذي يمكن أن يسبب ضغوطاً تساعد على تفاقم صعوبات التعلم لدى الطالب.
وتأكد من أن الطلاب يفهمون ما المطلوب منهم في الواجبات المنزلية ويمكنك أن تقدم نموذجاً لما هو مطلوب منهم من خلال الواجبات المنزلية لأقرانهم الآخرين.
اقرأ أيضاً: خطة علاجیة للطالبات الضعیفات