بصفتك معلماً فإن أحد أكبر التحديات التي تواجهك هي التخطيط للدروس التي تلهم طلابك ليظلوا مشاركين بنشاط في عملية التعلم، فخطط التعلم التقليدية التي تركز على المعلم فقط لا تساعد في تحقيق هذا الإلهام، وهنا يلعب التعلم النشط دوراً هاماً، لذا في المقال التالي نقدم لك مفھوم التعلم النشط وأھم استراتیجیاته وكيفية تطبيقها فتابع القراءة.
مفھوم التعلم النشط وأھم استراتیجیاته
مفهوم التعلم النشط
التعلم النشط هو عملية يكون الطالب هو مركزها وهو يركز على كيفية تعلم الطلاب وليس فقط على ما يتعلمونه.
كما يقوم التعلم النشط بتعليم الطلاب على التفكير بجد بدلاً من تلقي المعلومات من المعلم بشكل سلبي.
أظهرت الأبحاث أنه من غير الممكن نقل الفهم إلى الطلاب بمجرد إخبارهم بما يحتاجون إلى معرفته، وإنما بدلاً من ذلك يحتاج المعلمون إلى التأكد من أنهم يشجعون طلابهم على التفكير ويكون ذلك من خلال التعلم النشط.
كذلك يلعب الطلاب دوراً هاماً في عملية التعلم الخاصة بهم فهم يبنون المعارف ومهارات الفهم والتجاوب مع المعلم.
ويعتمد التعلم النشط على نظرية تسمى بالبنائية والتي تؤكد على حقيقة أن المتعلمين يبنون فهمهم الخاص وأن التعلم هو عملية صنع المعنى أو صنع المعرفة حيث يطور المتعلمون معرفتهم وفهمهم من أجل تحقيق مستويات أعمق من الفهم.
والمعلم الماهر هو الذي يجعل هذه المستويات الأعمق من الفهم ممكنة من خلال توفير بيئة تعلم غنية بالفرص والتفاعلات والأنشطة التي تعزز التعلم بعمق.
اقرأ أيضاً: تطبیق معايیر الجودة فى التعلیم
أهم استراتيجيات التعلم النشط
استراتيجية الاستجواب المتبادل
يشجع استخدام استراتيجية الاستجواب المتبادل على الحوار المفتوح حيث يأخذ الطلاب دور المعلم ويقومون بتكوين أسئلة حول الموضوع من خلال قراءة الدرس وطرحها على بعضهم البعض.
يتم تطبيق الاستراتيجية كالتالي:
- بعد اختيار موضوع أو درس معين لتكليف الطلاب بقرائته قم بتقسيم الطلاب إلى أزواج أو مجموعات صغيرة.
- اجعل الطلاب يفكرون في أسئلة حول الموضوع ويطرحونها على بعضهم البعض وعلى باقي طلاب الصف.
- لتسهيل العملية على الطلاب يمكنك مساعدتهم ببعض أفكار الأسئلة ولكن لا يزال الأمر يتطلب منهم التفكير بشكل ناقد حول الدرس.
تكون هذه الاستراتيجية أفضل للاستخدام مع الطلاب في الحالات التالية:
- عند التحضير للاختبارات.
- عندما يريد المعلم تقديم موضوع جديد لم يعرفه الطلاب من قبل.
- عند مناقشة الدرس بعد الشرح بمزيد من التفصيل.
استراتيجية المقابلة الثلاثية الخطوات
تعتبر استراتيجية المقابلة الثلاثية الخطوات أحد أهم استراتيجيات التعلم النشط التعاني، وهي تشجع الطلاب على تطوير مهارات الاستماع النشط عن طريق اختبار بعضهم البعض ومشاركة أفكارهم وتدوين الملاحظات.
يمكن للمعلم تطبيق الاستراتيجية كالتالي:
- قسّم الطلاب إلى مجموعات مكونة من ثلاثة طلاب.
- قم بتحديد دور كل طالب من الثلاثة، الأول هو القائم بإجراء المقابلة، الثاني هو المُحاور، والثالث هو المدوّن.
- بعد اختيار موضوع للمناقشة اطلا من الطلاب عمل المقابلة لمدة من خمس إلى عشر دقائق لمناقشة المعلومات الأساسية للموضوع ويمكنك تحديد وقتاً أقل أو أكثر من ذلك.
- بعد كل مقابلة اطلب من الطلاب التناوب في الأدوار حيث يمكنك تقييم مدى تجاوبهم وفهمهم.
ومن أهم مميزات هذه الاستراتيجية:
- تساعد الطلاب على تعلم وتطبيق استراتيجيات طرح الأسئلة المختلفة.
- كما تقوي ارتباط الطلاب بالمادة بطريقة إبداعية وجذابة.
- تعزز مهارات التعاون حيث يعمل الطلاب معاً من أجل إكمال المهمة وفهم الدرس.
استراتيجية التوقف المؤقت
تستخدم هذه الاستراتيجية لتحديد فترات توقف مؤقتة في الفصل الدراسي وتعزز فهم الطلاب للمواضيع التعليمية خلال هذه الفترات، ويتم تطبيقها كالتالي:
- قم بعمل فترة توقف مؤقتة عن الشرح من دقيقتين إلى ثلاث دقائق بين كل 15 إلى 20 دقيقة من وقت الحصة.
- خلال فترات الراحة القصيرة هذه شجع الطلاب على مناقشة أو إعادة صياغة ملاحظاتهم في أزواج لتوضيح النقاط الرئيسية التي تم شرحها وطرح الأسئلة والإجابة على الأسئلة التي طرحها المعلم.
- كما يمكن للطلاب العمل معاً لكتابة فقرة تبرز الأفكار الرئيسية الواردة في ملاحظات أقرانهم.
هناك دراسة أجريت في عام 2014 والتي خلصت إلى أن تقسيم وقت الحصة إلى فترات قصيرة يمكن أن يزيد من انتباه الطلاب ونتائج تعلمهم ومراجعة ملاحظاتهم والتأمل فيها ومناقشة وشرح الأفكار الرئيسية مع أقرانهم.
وعلى الرغم من أن هذه الفترات تكون قصيرة للغاية ولكن لها فوائد كبيرة مقارنة بالحصص التي تستمر دون فترات توقف.
اقرأ أيضاً: مفھوم التعلیم التفاعلي وأھم ممیزاته