إن من الصفات التي ذمها الله ورسوله الغفلة، وللغفلة مجالات متعددة، فقد تكون عن الطاعة، وقد تكون عن التوبة، وقد تكون عن ذكر الله، وقد تكون عن رد المظالم، وقد تكون عن الدار الآخرة، فهي مرض خطير، وداء مخيف، فمن تمادى فيه أورثه ندامة لا تنقطع، وحسرة لا آخر لها، إلا من تولاه الله بعنايته، وأكرمه بعفوه، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال أحاديث عن الغفلة مع توضيح أسبابها وسبل علاجها.
أحاديث عن الغفلة
إنَّ المؤمنَ يرَى ذنوبَه كأنَّه قاعدٌ تحت جبلٍ يخافُ أن يقعَ عليه ، وإنَّ الفاجرَ يرَى ذنوبَه كذُبابٍ مرَّ على أنفِه ، فقال له هكذا. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6308 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
“عَلَيْكُنَّ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ، وَاعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مَسْؤُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ، وَلَا تَغْفَلْنَ فَتَنْسَيْنَ الرَّحْمَةَ”. (( الراوي : يسيرة بنت ياسر | المحدث : محمد المناوي | المصدر : تخريج أحاديث المصابيح، الصفحة أو الرقم: 2/282 | خلاصة حكم المحدث : صالح ))
أسباب الغفلة
- حب الدنيا والركون إليها؛ فإنها تطيل أمل الإنسان، وتمنيه بالأماني الزائفة، وتجعله مسوفا في التوبة.
- مصاحبة أهل الغفلة، وجلساء السوء،فيشابه الإنسان قوما نسوا الله، وغفلوا عن ذكره والقيام بحقه، وأقبلوا على حظوظ أنفسهم وشهواتها، فلم ينجحوا، ولم يحصلوا على طائل، بل أنساهم الله مصالح أنفسهم، وأغفلهم عن منافعها وفوائدها، فصار أمرهم فرطا، فرجعوا بخسارة الدارين.
- المبالغة في الرفاهية والتنعم، فبسبب ذلك عاش الناس في غفلة عظيمة، وانهمكوا في أنواع كثيرة من المباحات التي جعلتهم يغفلون عن الله تعالى والدار الآخرة.
- الانقطاع الكثير عن زيارة القبور، وتذكر الموت والدار الآخرة: قال تعالى: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُر * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِر﴾، مما ينتج عنه اعتزال مجالس الذكر والابتعاد عن بيوت الله وهجر صلاة الجماعة وقراءة القرآن.
سبل علاج الغفلة
- العلم بالله :معرفة الله عز وجل، ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ومعرفة دينه وشرعه أدعى للابتعاد تمامًا عن الغفلة ونسيان الواجبات قال الله تعالى : ” قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”.
- ذكر الله تعالى على كل حال: فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن النبي قال: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت”. (( الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6407 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- مجالس الذكر وقراءة القرآن: فهي العلاج الناجح لعلاج غفلة القلوب، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله قال: “إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا” قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر”. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3510 | خلاصة حكم المحدث : حسن غريب ))
- المحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 640 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
- الحرص على قيام الليل: ولو بعشر آيات في قيامه، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : “من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/304 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] ))
- الإكثار من ذكر الموت: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أكثروا ذكر هاذم اللذات “يعني الموت”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2992 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: