أحاديث عن الصدقة الجارية
أحاديث عن الصدقة الجارية
إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1631 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رجلاً قال للنبى صلّى الله عليه وسلم: إن أبي مات وتركَ مالاً ولم يوصِ، فهل يُكفر عنه أن أتصدق عنه؟ قال : نعم. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1630 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
أنواع الصدقات الجارية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ مِمَّا يلحقُ المُؤْمِنَ من عملِهِ وحسَناتِهِ بعدَ موتِهِ علمًا علَّمَهُ ونشرَهُ أو ولدًا صالِحًا تركَهُ أو مُصحَفًا ورَّثَهُ أو مَسجِدًا بَناهُ أو بيتًا لابنِ السَّبيلِ بَناهُ أو نَهْرًا أجراهُ أو صَدقةً أخرجَها مِن مالِهِ في صِحَّتِهِ وحياتِهِ تلحَقهُ من بعدِ موتِهِ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 1/157 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
يمكن استخلاص أنواع الصداقات الجارية من الحديث السابق في النقاط التالية:
تعليم العلم ونشره
والمقصود بالعلم هنا العلم النافع الذي يُعلّم الناس أمور دينهم، ويُعرّفهم بالله -سبحانه وتعالى- ويهديهم إلى الصراط المستقيم، ويجعلهم يفرّقون بين الحلال والحرام، والحق والباطل، والهدى والضلال.
عندما يموت العلماء تبقى علومهم، ومؤلّفاتهم، وأقوالهم، موروثةً بين الناس يستفيدون منها، ويأخذون عنها، والعالم في قبره تتوالى عليه الأجور، وتتابع عليه الحسنات، وفي الوقت السابق كان يبقى كتاب الميت فقط بعد موته، أما اليوم فيبقى صوت العالم مسجّلاً في الأشرطة المشتملة على دروسه العلمية، ومحاضراته المفيدة، وخطبه النافعة، فينتفع بها أجيالٌ لم يعاصروه، ولم يلاقوه، ويمتدّ أجر هذا العلم النافع إلى كل من يساهم في نشره، كمن يقومون بطباعة هذه الكتب، ونشرها، وتوزيعها.
إجراء النهر، وحفر الآبار، ومدّ الماء عبر الأنابيب
المراد بإجراء النهر: أي شقّ جداول الماء من الأنهار والعيون، حتى تصل المياه إلى البيوت والمزارع، ويحصل من قام بهذا العمل الجليل على الأجر بسبب توصيل الماء، وهو عصب الحياة للإنسان، والحيوان، والنبات، ويلتحق بهذا مدّ الماء عبر الأنابيب إلى أماكن سكن الناس، ومواطن حاجتهم، ويلتحق بذلك أيضاً وضع برّادات الماء في أماكن حاجة الناس لها.
غرس النخل وزراعة الأشجار
فالنخل أفضل الأشجار، وأنفعها، وأميزها، لذلك كان لمن يغرسه أجرٌ يستمر كلما أكل من ثمره أحدٌ، وكلما انتفع بنخله مُنتفعٌ سواء إنسان أو حيوان، وهكذا بالنسبة للأشجار الأخرى، ولكن اختصّ النخل بالذكر لأنه سيد الأشجار.
دعاء الولد الصالح لوالديه
على المسلم أن يحرص في حياته على تربية أبنائه، وحسن تأديبهم، وتنشئتهم على الهدى والصلاح، حتى يكونوا أولاداً بارّين، وأبناءً صالحين، يدعون لأبويْهم بعد مماتهم بالخير، والمغفرة، والرحمة، لأن هذا مما ينتفع به الميت في قبره.
الرباط في الثغور
إن من الأمور التي يجري على المسلم أجرها وهو ميت في قبره، الرّباط في الثغور في سبيل الله -سبحانه وتعالى- بهدف التصدّي للأعداء، وحراسة المسلمين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رِباطُ يَومٍ ولَيْلَةٍ خَيْرٌ مِن صِيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ، وإنْ ماتَ جَرَى عليه عَمَلُهُ الذي كانَ يَعْمَلُهُ، وأُجْرِيَ عليه رِزْقُهُ، وأَمِنَ الفَتّانَ). (( الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1913 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
أي إن المرابط على الثغور وهو في قبره يُنمى له أجر عمله إلى يوم القيامة، ويأمن بإذن الله -سبحانه وتعالى- من فتنة القبر.
بناء المساجد وفرشها
يعتبر بناء المساجد من الصدقة الجارية، وكذلك فرش المسجد ما دام يُنتفع به، ويستطيع المسلم أن يوقف بيتاً تُصرف غلّته في عمارة المساجد، لأن كل ما يبقى نفعه للمؤمن يعتبر صدقةً جاريةً.
وضع المصاحف في المساجد
يعتبر وضع المصاحف في المسجد من الصدقة الجارية التي يبقى نفعها ما دام الانتفاع حاصلاً، بمعنى أنه ما دام القرآن موجوداً في المسجد، وينتفع الناس به، يبقى الأجر.
توزيع كتيّباتٍ أو أجزاء من القرآن عن الميت
يعتبر ذلك من أنواع الصدقة بالمال التي يصل ثوابها للميت، لكن يفضّل عدم كتابة اسم الميت عليها، وذلك لسببين:
- السبب الأول: أنه لا حاجة لكتابة اسم الميت على هذه الكتيّبات، أو المصاحف، أو الأجزاء منها.
- السبب الثاني: الخوف من الرياء، فكتابة اسم الميت على هذه الكتيّبات قد يكون الهدف منه السمعة لأولاد الميت حتى يقول الناس أنهم فعلوا لوالديهم كذا وكذا من أعمال الخير.
اقرأ أيضًا:
المصادر: