إنّ الصبر على المصائب والشدائد من أبرز الصّفات التي دعا الإسلام للالتزام بها، وقد جاءت في ذلك الكثير من النصوص من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، وإنما يدلّ ذلك على أهمية الصبر ولزومه وقت الأزمات، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال ما جاء عن النبي صلّى الله عليه وسلّم من أحاديث عن الصبر.
أحاديث عن الصبر
أنَّ ناسًا من الأنصارِ سألوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفِدَ ما عنده قال ما يكونُ عندي من خيرٍ فلن أدخرَه عنكم ومن يستعفِفْ يُعِفَّه اللهُومنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُومنْيتصبرْيصبرْهُاللهُ وما أَعْطَى اللهُ أحدًا من عطاءٍ أوسعَ من الصبرِ. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 1644 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] ))
إنَّ العبدَ إذا سبقتْ له من اللهِ منزلةٌ فلم يبلُغْها بعملٍ ؛ ابتلاه اللهُ في جسدِه أو مالِه أو في ولدِه ، ثمصبرعلىذلكحتىيُبلِّغَهالمنزلةَ التي سبقتْ له من اللهِ عزَّ وجلَّ. (( الراوي : اللجلاج بن حكيم السلمي والد خالد | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 3409 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره )) عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْأصابَتْهُضَرَّاءُ،صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له. (( الراوي : صهيب بن سنان الرومي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2999 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] )) مَرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقالَ: اتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي قالَتْ: إلَيْكَ عَنِّي، فإنَّكَ لَمْ تُصَبْ بمُصِيبَتِي، ولَمْ تَعْرِفْهُ، فقِيلَ لَهَا: إنَّه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَتْ بَابَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقالَ: إنَّماالصَّبْرُعِنْدَالصَّدْمَةِالأُولَى. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1283 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
أتيتُ رسولَاللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَرَضِه وهو يوعَكُ وعْكًاشديدًا، فقُلتُ: يارسولَاللهِ،إنَّكَتوعَكُوعْكًاشديدًا، إنَّ لكَ أجْرَينِ، قال: أَجَلْ، ما من مُسلِمٍ يُصيبُه أذًى إلَّا تحاتَّتْ عنه خطاياه، كما يَتحاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار، الصفحة أو الرقم: 2208 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين ))
إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ ، وإنَّ اللهَ تعالَى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم ، فمن رضِي فله الرِّضا ومنسخِطفلهالسُّخطُ. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 4/223 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] )) إذا مرِض العبدُ بعث اللهُ إليه ملكَيْن ، فقال : انظُروا ما يقولُ لعُوَّادِه ، فإن هو إذا جاءوه حمِد اللهَ وأثنَى عليه رفعا ذلك إلى اللهِ وهو أعلمُ ، فيقولُ : لعبدي عليَّ إن توفَّيتُه أن أُدخِلَه الجنَّةَ ، وإن أنا شفيْتُه أن أُبدِلَهلحمًاخيرًامنلحمِه ، ودمًاخيرًامندمِه ، وأن أُكفِّرَ عنه سيِّئاته. (( الراوي : عطاء بن يسار | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 4/232 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))
يَودُّ أهلُ العافيةِ يومَ القيامةِ ، حين يُعطى أهلُ البلاءِ الثوابَ ؛ لو أنّ جلودَهم كانتقُرِضَتْبالمقاريضِ. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 3404 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
عن أمِّ أيمنَ مولاةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَت أخبرَتني أمُّ سلمةَ زوجُ النَّبيِّ عليهِ السَّلامُ أنَّ أبا سلَمةَ أتاها يومًا فقالَ لقد سَمِعتُ اليومَ مِن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كلامًا لَهوَ أحبُّ إليَّ مِن حمرِ النَّعمِ قالت وما هوَ يا أبا سلَمةَ قالَ سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ مَن رجعَ عندَ مصيبةٍ ثمَّ قالَ اللَّهمَّأْجُرْنيفيمُصيبَتي واخلُفني خيرًا مِنها كانَ لَهُ ذلكَ قالَت فلمَّا أصيبَ أبو سلَمَةَ رجعَت ثمَّ قلتُ اللَّهمَّأْجُرْنيفيمُصيبتي قالَت وَهَممتُ أن أقولَ واخلُف لي خيرًا منها ثمَّ قلتُ ومن خيرٌ من أبي سلمةَ قالت ورسولُ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أمامي متوكِّئٌ على أبي بَكْرٍ ممسِكٌ بيدِهِ قالت ثمَّ قلتُها قالت فشدَّ على يدَي أبي بَكْرٍ. (( الراوي : أبو سلمة الأنصاري | المحدث : ابن عبدالبر | المصدر : التمهيد، الصفحة أو الرقم: 3/184 | خلاصة حكم المحدث : إسناده عن أبي سلمة فهو صحيح ))
قَالَ لي ابنُ عَبَّاسٍ: ألَاأُرِيكَامْرَأَةًمِنأهْلِالجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى، قَالَ: هذِه المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: إنِّي أُصْرَعُ، وإنِّي أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قَالَ: إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولَكِ الجَنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ: أصْبِرُ، فَقَالَتْ: إنِّي أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لي أنْ لا أتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أخْبَرَنَا مَخْلَدٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أخْبَرَنِي عَطَاءٌ: أنَّه رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ، علَى سِتْرِ الكَعْبَةِ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5652 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
مجالات الصبر
ميدان الصبر واسع، ومجالاته كثيرة ومتعددة، تشمل جوانب حياة المسلم كلّها تقريباً، ومن هذه المجالات ما يأتي:
الصبر على المداومة على الأعمال التي تحتاج وقتاً طويلاً نسبياً، وتلك التي تتطلب المثابرة والعمل الدؤوب أيضاً.
ضبط النفس عن ردات الفعل غير المدروسة والمتعجلة، وضبطها عن أفعال الغضب والهيجان، والتروّي في التصرف وإحكام العقل والاتّزان في القول والعمل.
التروّي والتعقل عند السير لتحقيق المطالب الدنيوية المعنوية والمادية، وترك العجلة.
ضبط النفس عن الخوف والجبن في المواقف التي تتطلب الشجاعة والإقدام؛ حتى تتحصل النفس على الخير المرجو منها.
إمساك النفس عن التمادي في الشهوات وأهواء النفس ونزواتها؛ لتجنّب العواقب غير السليمة.
ضبط النفس وتعويدها على زيادة قدرة تحمّلها للمشاق والآلام الجسدية والمعنوية، في سبيل تحصيل الخير.
كظم الغيظ عند إساءة الاخرين، ومقابلة السيئة بالحسنة.