أحاديث عن القضاء والقدر

مفهوم القضاء والقدر هو تقدير الله -سبحانه وتعالى- للأمور من القِدَم، وعلمه بوقوعها ومآلها على الصفات التي شاء أن تكون، وإرادته لها وكتابته لها، ومن العلماء من فرّق بين المفهومين أي القضاء والقدر، ولعل الأقرب هو توافقهما وترادفهما، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال أحاديث عن القضاء والقدر.

أحاديث عن القضاء والقدر

القضاء والقدر

لا يؤمنُ عبدٌ حتى يؤمنَ بأربعٍ حتى يشهدَ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّي رسولُ اللهِ بعثني بالحقِ وحتى يؤمنَ بالبعثِ بعد الموتِ وحتى يؤمنَ بالقدرِ. [1]

كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قالَ: وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ. وفي روايةٍ : بِهذا الإسْنَادِ مِثْلَهُ، غيرَ أنَّهُما لَمْ يَذْكُرَا: وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ. [2]

بينما نحن عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذ طلعَ علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ، شديدُ سوادِ الشَّعَرِ، لا يُرى عليه أثرُ السَّفَرِ، ولا نعرفُه ، حتى جلسَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأسندَ ركبتيه إلى ركبتيه، ووضَعَ كفيه على فَخِذَيْه ، وقال : يا محمدُ، أخبرني عن الإيمان ، قال : أن تؤمن بًالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بًالقدر خيره وشره. [3]

الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ. [4]

ما مِنكُم مِن أَحَدٍ، ما مِن نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ، إلَّا وَقَدْ كَتَبَ اللَّهُ مَكَانَهَا مِنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، وإلَّا وَقَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً، أَوْ سَعِيدَةً، قالَ فَقالَ رَجَلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، أَفلا نَمْكُثُ علَى كِتَابِنَا، وَنَدَعُ العَمَلَ؟ فَقالَ: مَن كانَ مِن أَهْلِ السَّعَادَةِ، فَسَيَصِيرُ إلى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَمَن كانَ مِن أَهْلِ الشَّقَاوَةِ، فَسَيَصِيرُ إلى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَقالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بالحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بالحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}. [5]

من سعادةِ ابنِ آدمَ رضاهُ بما قضى اللهُ لهُ, ومن شقاوةِ ابنِ آدمَ تركُه استخارةَ اللهِ, ومن شقاوةِ ابنِ آدمَ سَخَطُه بما قضى اللهُ له. [6]

إذا ذُكرَ أصحابي فأمسِكوا وإذا ذُكرَتِ النُّجومُ فأمسِكوا وإذا ذُكرَ القدَرُ فأمسِكوا. [7]
إنَّ أوَّلَ ما خلق اللهُ القَلَمُ، فقال له: اكتُبْ، قال: ربِّ، وماذا أكتب؟ قال: اكتُبْ مقادير كلِّ شيءٍ حتى تقوم الساعةُ، يا بُنَيَّ، إني سمعت رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول: من مات على غيرِ هذا فليس منِّي. [8]
احتَجَّ آدَمُ وموسى فقال موسى : يا آدَمُ أنتَ أبونا خيَّبْتَنا وأخرَجْتَنا مِن الجنَّةِ فقال له آدَمُ : يا موسى اصطفاك اللهُ بكلامِه وخطَّ لك بيدِه تلُومُني على أمرٍ قد قُدِّر علَيَّ قبْلَ أنْ يخلُقَني بأربعينَ سنةً ؟ قال : فحَجَّ آدَمُ موسى فحَجَّ آدَمُ موسى فحَجَّ آدَمُ موسى. [9]

الإيمان بالقضاء والقدر

وكان أمر الله مفعولا

إنّ الإيمان بالقضاء والقدر يقتضي في البداية التعريف بهما، فالقضاء في اللغة هو ما يكون في معناه إتمام الأمر وإحكامه، وقد جاء في القرآن الكريم بمعنى الحكم والموت والأداء وغيرها من المعاني التي حملتها الآيات الكريمة، فيما القدر في اللغة هو الحكم والقضاء، أمّا في الاصطلاح فإنّ القضاء والقدر هو التقدير الإلهيّ للأشياء في القدوم وعلمه بوقوعها ضمن ميقاتٍ معلومٍ عنده.

الإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان السّتة، ويكون من خلال اليقين بما يحصل من الأمور خيرها وشرّها بقضاء الله وقدره، حيث قال -تعالى- في سورة الحديد: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}، وفي سورة القمر حيث قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.

إنّ الإيمان بالقضاء والقدر يعني أن يؤمن المرء بتقدير الخالق لشؤون خلقه في كلّ شيء، وهذا الإيمان يعود على صاحبه بفوائد عظيمةٍ، منها أن يُوكَل الأمر إلى الله بعد الأخذ بالأسباب ولا يكل الأمر إلى السبب، كما أنّه يبعث النفس على الطمأنينة؛ لأنّ المقادير مكتوبةٌ وحاصلةٌ لا محالة.

يُعد الإيمان بالقضاء والقدر سبيلًا ليهوّن المرء على نفسه مصائب الدّنيا، وسبيلٌ للتّواضع عند تحقيق الإنجاز وسبيلٌ لكي ينأى المرء بنفسه عن براثم الشرك، فمن آمن بالقضاء والقدر جعل اليقين في قرارة نفسه بتسيير هذا الكون من قبل الخالق الواحد الأحد، سبحانه لا إله غيره.

اقرأ أيضًا:

أحاديث عن الصبر على المرض

ما هي الفرقة القدرية

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

المراجع
  1. الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 2/111 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح []
  2. الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2653 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  3. الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 4695 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []
  4. الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2664 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  5. الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2647 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  6. الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2151 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي []
  7. الراوي : عبدالله بن مسعود وثوبان وعمر بن الخطاب | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 613 | خلاصة حكم المحدث : حسن []
  8. الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 4700 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] []
  9. الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 6180 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *