برأيك ما أسباب ظهور العصبية القبلية في العصر الاموي
برأيك ما أسباب ظهور العصبية القبلية في العصر الاموي ، العصبية القبلية من أبرز صفات الجاهلية بين القبائل قبل مجيء الدين الإسلامي الأحنف، إلا أنه بعد سطوع نور الحق بدأت هذه العادة بالتلاشي تدريجيًا، إلا أنه من المؤسف معاودة ظهورها بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ووفق الدرر السنية فإن أبي سفيان حاول إثارتها مجددًا بين بني هاشم من خلال التحريض على رفض خلافة أيٍ كان من خارج بني هاشم؛ إلا أن المحاولة لم تحقق هدفها تمامًا، وقد تجددت هذه الحالة في الدولة الأموية، وهذا ما سنتحدث عنه في مقالنا هذا.
العصبية القبلية في العصر الأموي
برأيك ما أسباب ظهور العصبية القبلية في العصر الاموي هذا ما سنتاوله تاليًا، لكن لا بد من التوضيح بأن مسألة العصبية القبلية قد حظيت باهتمامٍ كبير من قبل الشعراء والأدباء والمحللين بشكلٍ عام، وقد كشف ابن خلدون الستار عن ذلك في حديثه عندما أكد بأن ذلك قد أسهم في تعزيز توسع الدولة الأموية من جهة، ومن جهةٍ أخرى اندثارها، ومن الجديرِ بالذكرِ أنها كانت أساسًا في تسيير أمور الدولة وحكمها، وقد كانت فترة حكم معاوية بن أبي سفيان من أكثر الفترات تأزمًا بهذه المعضلة لقريش، فقد أثارت هذه الفترة النزعة بين العرب وغيرهم بتمييز العرب باستلام المناصب القيادية، واستمر الأمر مرارًا وتكرارًا في خلافات الولاة التاليين له حتى زوال الدولة الأموية تمامًا.
اقرأ أيضًا: تاريخ المغرب في الدولة الأموية
برأيك ما أسباب ظهور العصبية القبلية في العصر الاموي
- العوامل الاجتماعية:
- الخروج من الطابع البدوي إلى الحضاري.
- تخطيط الأمصار والمدن بعد توزيع المقاتلين والجند عليها.
- إقامة علاقات المصاهرة والنسب من قِبل خلفاء بني أمية مع بعضِ القبائل، مما ولد للأخيرة الفخر والعصبية القبلية.
- العوامل السياسية
- توجه الأمويون لإثارة النزعة القبلية بين القبائل بغية اكتساب محبتهم سياسيًا.
- رغبة الولاة الأمويون بإثارة العصبية القبلية لإيجاد ما يشغلهم عن أخطاء وتجاوزات الخلافة.
- انحياز معاوية بن أبي سفيان إلى للقبائل اليمنية في بلاد الشام.
- إثارة الأمر بين شعراء العصر الأموي؛ فأدى إلى تفاقم الأمور وتدهورها بين القبائل.
- غرس الطمغ في نفوس القبائل باعتلاء المناصب في الدولة الأموية، وبالتالي تزعزع العلاقات بينهم.
- العوامل الاقتصادية
- ترغيب القبائل في استغلال المكاسب المادية والحصول عليها.
- تشجيع القبائل على السعي الدؤوب لاكتسابِ السلطات السياسية وإثارة النزعة بينهم على المرعى والكلأ والماء.
- العوامل الثقافية
- توجه الشعراء إلى إثارة العصبية القبلية بدعمٍ من خلفاء بني أمية، وكذلك الخطباء.
- إشعال نيران الثأر والتحريض بين القبائل قدر الإمكان بالاعتماد على أسلوب المناقضات والمفاخرات.
- تذكير أبناء القبائل بكافةِ ما مضى من وقائع ومعارك ووضع اليد على الجروح لإثارتهم.
موقف الإسلام من العصبية القبلية
جاء الدين الإسلامي لتوحيد صفوف البشرية نحو اتجاهٍ واحد وهو الإيمان بالله تعالى وحده لا شريك له، وقد نهى الإسلام قطعيًا عن الانحياز والمناصرة لأي رابطة غير الدين الإسلامي، لذلك فلا فرق بين البشرية سوى بالتقوى، وأكد أن التفاضل يكون على مبدأ التقوى وليس الجنس ولا العرق إطلاقًا، ولذلك نلاحظ توجه الرسول –صلى الله عليه وسلم- إلى المؤاخاةِ بين المهاجرين والأنصر لتكون بمقامِ أخوة الدم وأيضًا النسب، وقد أكد ذلك ما ورد في مصادر التشريع الإسلامية قوله تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون” (آل عمران: 103)، أما في الأحاديث النبوية الشريفة قد ورد الحديث الشريف “قد أذهب الله عنكم ُعبِّيَّةَ الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي والناس بنو آدم وآدم من تراب” رواه الترمذي.
في ختام مقالي هذا أكون قد وضعت بين يديك عزيزي الطالب الإجابة الشافية حول أسباب عودة العصبية القبلية في العصر الأموي جملةً وتفصيلًا، ونأمل أن نكون قد حققنا الفائدة.