أحاديث عن الصلح

الصلح بين الناس عبادة عظيمة يجب أن يتحراها كل مسلم، ولإصلاح ذات البين أصول وقواعد يكون أولها باختيار الوقت المناسب لذلك، فمن الأفضل ألّا ينتظر المًصلح حتى تخف حدة الخلاف بين الأطراف وتبرد القضية، ويذهب الغضب عنهم، ثمَّ يذهب ليصلح بينهم، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال أحاديث عن الصلح.

أحاديث عن الصلح

الصلح

الصلحُ جائِزٌ بينَ المسلمينَ إلَّا صلحًا حرَّمَ حلالًا أوْ أحلَّ حرامًا والمسلمونَ على شروطِهمْ إلَّا شرطًا حرَّمَ حلالَا أوْ أحلَّ حرامًا. [1]

لا يحلُّ لمسلمٍ أن يَهجرَ مسلمًا فوقَ ثلاثِ ليالٍ فإنَّهما ناكبانِ عن الحقِّ وأوَّلُهما فيئًا إلى الصُّلحِ يَكونُ سبقُهُ بالفَيءِ كفَّارةً لَهُ وإن سلَّمَ عليْهِ فلم يقبَلْ ولم يردَّ سلامَهُ ردَّت عليْهِ الملائِكةُ ويردُّ على الآخرِ الشَّيطانُ فإن ماتا على صِرامِهما لم يدخُلا الجنَّةَ جميعًا أبدًا. [2]

الرَّحمُ شَجْنةٌ منَ الرَّحمنِ فمن وصلَها وصلَهُ اللَّهُ ومن قطعَها قطعَهُ اللَّهُ. [3]

تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَومَ الإثْنَيْنِ، ويَومَ الخَمِيسِ، فيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا رَجُلًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا. وقالَ قُتَيْبَةُ: إلَّا المُهْتَجِرَيْنِ. [4]

كاتبَ الحسنُ بنُ عليٍّ معاويةَ واشترطَ لنفسِهِ فوصلَتِ الصحيفةُ لمعاويةَ وقد أرسلَ إلى الحسنِ يسألُهُ الصلحَ ومع الرسولِ صحيفةً بيضاءَ مختومٌ على أسفلِها وكتبَ إليه أنِ اشترطْ ما شئْتَ فهو لك فاشترطَ الحسنُ أضعافَ ما كان سألَ أولًا فلمَّا التقيا وبايعَهُ الحسنُ سألَهُ أن يعطيَهُ ما اشترطَ في السجلِ الذي ختمَ معاويةُ في أسفلِهِ فتمسكَ معاويةُ إلا ما كان الحسنُ سألَهُ أولًا واحتجَ بأنَّهُ أجابَ سؤالَهُ أولَ ما وقفَ عليْهِ فاختلفا في ذلك فلم ينفذْ للحسنِ منَ الشرطينِ شيءٌ. [8]

كيفية الصلح بين المتخاصمين

أحاديث عن الصلح

على الشخص المصلح وضع مجموعة من الأمور في عين اعتباره عند إدارة جلسة الصلح وهي:

تحديد أساسيات التصالح: يُعدّ تحديد النقاط الأساسيّة التي يتفق عليها الأطراف المتخاصمة بشكل واضح، كأرضية مشتركة تساعد على الوصول إلى تسوية، وتحُدّ من حدوث أيّ نزاعات مستقبلية فيما بينهم، حيث سيفهم كلّ شخص أنّ تقديم بعض التنازلات يساعد على الوصول إلى حلّ للخصام مع الآخر.

توضيح أهمية الصلح: يجب أن يوضّح المُصلِح مدى أهمية تأثير العلاقات الاجتماعيّة على الشخص، حيث إنّ الأسرة، والأصدقاء، وأيّ علاقات اجتماعيّة أخرى تعدّ مهمة بشكل كبير، ولا يجب الخوض في نزاعات وخلافات تدمّر هذه العلاقات، أو قد تؤذي الإنسان نفسياً وصحياً لما يترتّب عليها من قلق وتفكير في المشاكل والخلافات.

الموضوعية: بعد تحديد أسس الاتّفاق يجب توضيح مدى أهمية تحقيق حلّ مناسب للطرفين، فمن الطبيعيّ أن يتمسّك الأشخاص بمعتقداتهم وقيمهم أثناء المفاوضات، لكن هذا سيؤدي إلى عناد الأطراف أكثر، لذا على من يقوم بالإصلاح التأكّد من أنّ كلا الطرفين لديه وجهة نظر متوازنة، وأن يحرص على أن لا يتحيّز إلى أيّ منهما؛ ليطمئنا بأنّ القرار سيكون في صالح كلاهما.

الابتعاد عن الأنانية: يجب أن يبتعد من يصلح بين الأشخاص عن التفكير في ذاته أو بشكل عاطفيّ، وأن يحرص على أن يصغي إلى عقله بشكل كامل حتى لا يتحيّز لأحد، لذلك من الضروريّ أن يتحدّث بحكمة، ويتعامل مع الوقائع، والحقائق لتوجيه الأطراف المتخاصمين، بالإضافة إلى أنّ على من يصلح أن ينتبه لعدم التناقض حتى لا يشتّت غيره أو نفسه.

الاستماع للآخرين: خلال حلّ أيّ مشكلة من الضروري الاستماع إلى أطراف الخلاف، وإتاحة الفرصة للجميع لتوضيح وجهة نظرهم بشكل واضح، وبالتالي سيتفهم المصلِح جميع وجهات النظر، والأهم من ذلك أنّ المتخاصمين سيستمعون إلى بعضهم البعض بطريقة واضحة ومباشرة.

التعاطف مع الجميع: ينبغي على من يقوم بالإصلاح أن يتعاطف مع كلا الطرفين للاقتراب منهم وفهم وجهة نظرهم، وبعد ذلك يمكنه تكوين وجهة نظرهِ الخاصة وإقناعهم بها، وأخيراً الوصول إلى حلّ يرضي جميع الاطراف.

استخدام الكلمات بحرص: إنّ استخدام عبارات مؤثّرة وواضحة لها وقع إيجابيّ في نفس الإنسان، ولها أثر كبير في حلّ الخصام بين الأشخاص، والوصول لأهداف فردية أو مشتركة.

التصرف بذكاء: حتى لو كانت المفاوضات تسير بشكل هادئ وسَلِس، فعلى من يصلح بين الأشخاص أن يتوقّع أيّ نقاش حاد، أو إساءة لفظية، أو حتى عدوان جسديّ بين المتخاصمين، لذا من المهم القدرة على الحفاظ على هدوء الأشخاص، والسيطرة عليهم بشكل ذكيّ؛ لتجنّب أيّ نزاع، أو إساءة فيما بينهما.

تقدير موقف الطرف الآخر: من الصعب أن يفهم الإنسان أحداثاً، أو مشاعر لم يمرّ بما يشبهها سابقاً، لكن على من يُصلِح بين الأشخاص أن يحاول دائماً أن يتخيل نفسه مكان الأشخاص الآخرين، وبذلك يستطيع أن يتفاهم معهم بشكل أفضل؛ لأنّه قد أصبح على معرفة بما قد واجهه الخصمان.

اقرأ أيضًا:

أفكار لمصالحة الزوج

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مصدر 4

المراجع
  1. الراوي : عمرو بن عوف المزني | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 1352 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح []
  2. الراوي : [هشام بن عامر] | المحدث : الهيتمي المكي | المصدر : الزواجر، الصفحة أو الرقم: 2/42 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح []
  3. الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 1924 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح []
  4. الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2565 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  5. الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5206 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  6. الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن دقيق العيد | المصدر : الإلمام بأحاديث الأحكام، الصفحة أو الرقم: 2/532 | خلاصة حكم المحدث : [اشترط في المقدمة أنه] صحيح على طريقة بعض أهل الحديث []
  7. الراوي : أم كلثوم بنت عقبة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2605 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] []
  8. الراوي : محمد بن مسلم بن شهاب الزهري | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 13/70 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *