أحاديث عن الصبر على المرض
دَخَلْتُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَهو يُوعَكُ، فَمَسِسْتُهُ بيَدِي، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَجَلْ إنِّي أُوعَكُ كما يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنكُم قالَ: فَقُلتُ: ذلكَ أنَّ لكَ أَجْرَيْنِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَجَلْ، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ما مِن مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مِن مَرَضٍ، فَما سِوَاهُ إلَّا حَطَّ اللَّهُ به سَيِّئَاتِهِ، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا. وَليسَ في حَديثِ زُهَيْرٍ: فَمَسِسْتُهُ بيَدِي. وَزَادَ في حَديثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ، قالَ: نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ ما علَى الأرْضِ مُسْلِمٌ. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2571 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
عن أم العلاء عمة حزام بن حكيم قالت: عادني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأنا مريضةٌ فقال أَبشري يا أمَّ العلاءِ فإنَّ مرضَ المسلمِ يُذهِبُ اللهُ به خطاياه كما تُذهِبُ النارُ خَبَثَ الذَّهبِ والفضةِ. (( الراوي : أم العلاء عمة حزام بن حكيم | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 3092 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] ))
ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5641 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
كيف أصبر على المرض؟
الأمور التي تُعين النفس على التحلّي بخُلق الصبر على المرض كثيرة، وفيما يأتي بيان لبعضها:
- الإيمان بالله -تعالى-، وأنّ الأمر بيده؛ يُعطي ويمنع بمشيئته، والإيمان بالقضاء والقدر، واليقين بألّا مَفرّ من المُصاب بعد وقوعه، وأنّ السخط واليأس لا يفيد صاحبه، ولا يُعيد شيئاً ممّا فات، قال الله -تعالى-: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).
- مطالعة سيرة الأنبياء والصحابة والصالحين الذين صبروا على الابتلاءات والمحن العظيمة، وتوطين النفس على الاقتداء بهم.
- الاستعانة بالذكر، وتلاوة القرآن، يقول -تعالى-: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
- معرفة حقيقة الحياة الدنيا، وأنّها ليست الحياة الأبديّة الخالدة، وذلك ما بيّنه الله -تعالى- في القرآن الكريم؛فقد خُلِق الإنسان في تعبٍ ومَشقّةٍ، كما أنّ حال الدنيا يتغيّر، ولا تبقى على حالٍ واحدٍ، قال -تعالى-: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ).
- التأنّي، وعدم العجلة في نَيل ثمرات الصبر.
- عدم اليأس أو القنوط من رحمة الله -سبحانه-، وفَرجه، والثقة بما أعدّه لعباده.
- مراعاة النعمة، وحفظها، وصيانتها؛ إذ إنّ الذنوب تُزيل النعم عن العبد العاصي، إلّا إن تاب إلى ربّه، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم).
- نيل مَحبّة الله؛ إذ تُعَدّ من أهمّ الأمور التي تُعين العبد على التحلّي بالصبر، وكلّما ازدادت محبّة الله في القلب كلّما خضع لطاعة الله وعبادته، مع الحرص على إجلال الله، وتعظيم مكانته في القلب، وبذلك يتحقّق الحياء من الله، والخشية والخوف منه.
- الحرص على تثبيت الإيمان، وتقويته في القلب؛ إذ إنّ الصبر على عدم ارتكاب المعاصي مقرونٌ بمدى قوة الإيمان؛ فبقوّة الإيمان تتحقّق قوة الصبر والتحمّل، وبضعفه يضعف الصبر في النفس.
- العلم بما أعدّه الله -سبحانه- للعبد الصابر من الثواب والجزاء الحسن، وتكفير السيّئات، والذنوب، والمعاصي.
- العلم بأنّ العبودية لله -تعالى- لا بُدّ فيها من الرضا بما قدّره وقضاه على عباده، وأنّ الابتلاء قُدِّر على العبد؛ ليُعلَم مدى صبره وتحمُّله، وليس لإهلاكه، أو القضاء عليه.
اقرأ أيضًا:
المصادر: