أَنعم الله سبحانه وتعالى على عباده بالعديد من النِعَم التي لا تُعد ولا تُحصى؛ فكانت نِعمة الوقت من أعظم النِعم التي يُحسد عليها الإنسان في الدنيا ويسأل عنها سؤالاً عظيماً في الآخرة، ولِشرف الوقت ولِعظيم أهميته فقد أقسم الله سبحانه وتعالى به في القرآن الكريم في مواضع عدّة، واستخدم كل ما يدلّ على الوقت كلفظ السنة، واليوم، والشهر، والحين، والأجل المحتوم، والدهر، والأزل، وأوقات النهار كالصُبح، والمساء، والعصر، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال أحاديث عن الوقت.
أحاديث عن الوقت
جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث حث فيها على عدم إهدار وقت الفراغ واغتنام هذه النعمة التي منحها الله لعباده، إذ قال: [نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ]. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 5/74 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
فالكثير من الناس في غفلة من أمرهم ولا يقدرون أهمية الوقت وما فيه من فراغ يمكن أن يحوله لإنجاز العديد من القضايا الحياتية في دنياه وآخرته، وللأسف نجد ثمة ظواهر لا سيما عند فئة الشباب ما هي إلا ترجمةً لوقت الفراغ الذي يواجهونه؛ ومنها النوم لساعات طويلة، وضياع الوقت في تصفح الإنترنت لمواضيع لا قيمة لها، إذ تُعد هذه الفئة أن وقت الفراغ عدو يجب القضاء عليه، ولكنه في الحقيقة نعمة من نعم الله علينا، فالرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه ربط الخسران والغبن بمن يهبه الله الصحة والفراغ ولم يحسن استغلالهما.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف عن سؤال الله سبحانه وتعالى للإنسان عن عمره فيما أفناه، ففي الحديث إشارة واضحة عن أهمية العمر الذي يقضيه الإنسان، والعمر ينقضي بانقضاء الوقت، إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [ما تُزالُ قَدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عن عُمرِه فيمَ أفناه وعن شبابِه فيما أبلَاه وعن مالِه من أين اكتسبَه وفيمَ أنفَقه وعن علمِه ماذا عَمِلَ فيه]. (( الراوي : أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 126 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
رُوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديث شريف عن أهمية إدارة الوقت الذي يُدرس اليوم في الجامعات، فرسولنا الحبيب قد تحدث عن ذلك قبل قرون من الزمن، إذ قال: [اغتَنِم خمسًا قبلَ خمسٍ شبابَك قبلَ هَرمِك وصحَّتَك قبلَ سَقمِك وغناكَ قبلَ فقرِك وفراغَك قبلَ شُغلِك وحياتِك قبلَ موتِكَ]. (( الراوي : عبدالله بن عباس وعمرو بن ميمون | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 1077 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديث شريف عن الوقت وأهميته في مواصلة العمل بغض النظر عن النتائج المرجوة، إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [إن قامتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلةٌ فليغرِسْها]. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 9 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم ))
لهذا الحديث العظيم في معانيه ما يدعو الإنسان للعمل المتواصل دون المماطلة والتسويف، وبالتالي يتخلص الإنسان من الكسل والعجز والخمول، ويستغل الوقت بما ينفع الناس.
كيفية اغتنام الوقت
يغتنم المسلم وقته بالعديد من الطرق والأساليب التي من شأنها مده وإشعاره بالطمأنينة وأن وقته لم يذهب سدى، وهذه الطرق هي كالآتي:
- الإكثار من ذكر الله تعالى: وهو أمر يسير في عدم إضاعة الوقت واستثماره خير الاستثمار، قال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}.
- زيادة رصيد الحسنات الجارية: يمكن للمسلم أن يستثمر وقته في البحث عن مجالات كسب الحسنات، إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث نبوي بين فيه سبل الحسنات: [سبعٌ يَجري للعبد أجرُهنَّ وهو في قبره بعد موته: مَن علَّم علمًا، أو أجرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجدًا، أو ورَّث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفر له بعد موته]. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 2600 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره ))
- مداومة عمل الصالحات: ثبت في السنة النبوية الشريفة أن مداومة العمل الصالح هي أحد أسباب نيل محبة الله تعالى، فقد ورد عن بعض السلف أنهم لم تفتهم التكبيرة الأولى في الصلاة منذ خمسين سنة، مما يدل على الاهتمام منقطع النظير من عدم إضاعة وقتهم.
- تجنب التسويف: وهو تأجيل الأعمال، وقد تحدث العديد من العلماء عن خطورته في حياة المسلم، فقال الإمام ابن الجوزي: “التسويف هو آفة تدمر الوقت وتقتل العمر”.
اقرأ أيضًا:
حكم و امثال بالإنجليزيه عن الوقت
المصادر: