مدينة تجمع بين حصانة الموقع وسهولة الاتصال بأطراف
مدينة تجمع بين حصانة الموقع وسهولة الاتصال بأطراف، تنفرد كل مدينة بطابعٍ من مدن العالم بطابعٍ خاصٍ بها؛ مما يجعل منها أيقونةً يضرب بها المثل في الجغرافيا والتاريخ وغيرها من الخصائص، ومن بين هذه المدن ما تركته الخلافة العباسية من عددٍ من النماذج التي ما زالت قائمة حتى اللحظةِ الراهنة.
المدن العباسية
نشأت العديد من المدن في العصر العباسي بمختلف فتراته، وقد رفض الخلفاء العباسيين رفضًا قطعيًا اتخاذ مدينة دمشق حاضرةً لهم باعتبارها حاضرة الدولة الأموية، فانتقلت الخلافة العباسية لبدء نشاطها في الأراضي العراقية لما لأهلها من دورٍ عظيم في تأييد الثورة العباسية، وقد كانت الكوفة أول مدينة جاء إليها مؤسس الخلافة العباسية عام 132 هـ، ثم بدأ بالتوسع تدريجيًا ليشيّد العديد من المدن هناك، وانتقل بعدها إلى الأنبار فأقام هناك حتى وارى جثمانه الثرة، وبدأ التوسع تدريجيًا لتشمل مدينة أبي هبيرة والمدينة المدورة والبصرة، أما عند مجيء عهد الخليفة المنصور فقد اتخذ من بغداد عاصمةً للدولة العباسية وحاضرة السلام؛ فبناها لتكون أيقونة السلام والحضارة، وقد جاء ذلك باعتبارها مدينة تجمع بين حصانة الموقع وسهولة الاتصال بأطراف الدولة.
مدينة تجمع بين حصانة الموقع وسهولة الاتصال بأطراف
بغداد مدينة تجمع بين حصانة الموقع وسهولة الاتصال بأطراف الدولة المختلفة، كما أنها حصنًا منيعًا اتخذت للتصدي للحملات العسكرية، كما أنها من المناطق التي يصعب على الجيوش الغازية الوصول إليها في العراق، أما سلمًا فيعتبر الدخول إليها سلسًا جدًا، فقد جاء قرار تشيدها بعد دراسة الموضع واختيارها بكل ذكاء وتفحص طبوغرافي، وقد شيد العباسيون المدن تبعًا لمجموعةٍ صارمةٍ من الشروط وأسس بناء وتخطيط المدن، ومن أبرز ما يميز مدينة بغداد:
- الموضع الجغرافي الملائم بالنسبةِ للدولة العباسية الحديثة، كما أنه استراتيجي بامتياز.
- حلقة وصلٍ بين الطرق التجارية بحكم موقعها فوق طريق تعبره كافة القوافل التجارية.
- وفرة الأماكن والمعالم التاريخية المحيطة ببغداد، منها بابل، سلوقية، عكركوف.
- رائحة العطر التاريخي الفواحة من المدينة، حيث تنبعث من بطون الحضارة القديمة لها.
- موطن لعددٍ من الشعوب منهم السلوقيين، البابليين، البارثيين وغيرهم.
- قيام العديد من الحضارات التي تعزز تاريخ العراق القديم وتوطده.
- وصول الإسلام إليها منذ فترة طويلة تتجاوز القرن ونصف القرن الميلادي.
- ازدهار العصر العباسي في الأجزاء الشرقية منها.
- أنموذج يحتذى به في عالم تطور التخطيط العمراني بعد قيام الأمصار الإسلامية منها الفسطاط، القيروان، الموصل وغيرها.
بغداد في العصر العباسي
تتخذ مدينة بغداد مكانةً مرموقة في التاريخ العباسي والعربي والإسلامي بشكلٍ عام؛ بالرغمِ مما مرّ عليها من ويلاتٍ ومصائب خلال حياتها، وقد مرّت مراحل بناء بغداد في الخلافة العباسية على النحو الآتي:
- متى بنيت مدينة بغداد، بدأ البناء بها عام 145/762م، أما الانتهاء فكان في عام 149هـ/766م.
- التكلفة، بلغت تكلفة بناء مدينة بغداد 4.833.000 درهم.
- التخطيط، ساهم في التخطيط 5 مهندسين؛ هم: بشير بن ميمون، الحجاج بن ارطأة، عبدالله بن محرز، عمران بن الرواح.
- الإشراف على بناء بغداد، تحمل مسؤولية الإشراف مؤسس المذهب الحنفي الإمام أبو حنيفة النعمان.
- التخطيط الدائري، أسلوب معماري شائع الانتشار منذ ما قبل الإسلام في الحضر العراقي ومأرب اليمنية.
- تدمير بغداد الأول، أقدمت جيوش هولاكو المغولية على تدمير بغداد سنة 656هـ/1258م.
- تدمير بغداد الثاني، أما في المرة الثانية فقد جاء الدمار على يد تيمور لينك وجيوشه وعّم الخراب في البنيان هناك.
قدمنا لكم عبر موقعنا معلومات أبرز التفاصيل حول مدينة بغداد في العصر العباسي، كما أن أسباب جعلها مدينة يضرب بها المثل حتى الوقت الراهن، إذ أنها مدينة تجمع بين حصانة الموقع وسهولة الاتصال بأطراف الدولة بأكملها في عهد الخلافة العباسية.