فوائد من سورة الجمعة

تُعد سورة الجمعة من سور القرآن الكريم، ويبلغ عدد آياتها 11 آية، ورقمها 62، وهي من السور المدنية التي أنزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام عبر جبريل عليه السلام في المدينة المنورة، وهي من سور الجزء رقم 28، والحزب رقم 56، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة الجمعة.

فوائد من سورة الجمعة

فوائد سورة الجمعة

  • تبدأ آيات سورة الجمعة بإظهار عظمة الله -عزَّ وجلَّ- وتبيِّن أنَّ كلَّ ما في الكون خاضع لقوَّته وإرادته وحكمه وحده لا شريك له أبدًا.
  • وتذكر الآيات المباركة بعثة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في بلاد العرب تكريمًا للعرب وتشريفًا لهم أجمعين، وعلى الرغم من أنَّ رسول الله عربي وبُعث في بلاد العرب إلَّا أنَّ رسالته للناس أجمعين من العرب وغير العرب ممن ولدوا وممن لم يولدوا إلى يوم الحساب.
  • ثمَّ تسلِّط السورة الضوء على اليهود وابتعادهم عن شرع الله -جلَّ وعلا-، وتذكر كيف تخلَّى اليهود عن التوراة الذي أنزله الله عليهم من عنده، وفي الآيات توبيخ لليهود على زعمهم الكاذب حي يعتقد اليهود أنَّهم أحبّ الأمم عند الله تعالى، ثمَّ تذكِّرُ الآيةُ الثامنةُ الناسَ بالموت وبحتمية لقائه مهما طال العمر.
  • تدعو سورة الجمعة المسلمين بشكل عام إلى أداء صلاة الجمعة وعدم التكاسل والانشغال بالدنيا عنها وعدم التأخر عن وقت الصلاة.
  • تُختتم الآيات بعتاب المسلمين الذي تركوا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يصلِّي وحده وانصرفوا إلى تجارتهم ولهوهم وفي هذه الآيات دعوة للمسلمين للالتزام بطاعة الله وأوامره والاستعانة به وحده فهو الرزاق الكريم، والله تعالى أعلم.

فوائد

فوائد

كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يخطب خُطبة الجمعة، وإذا بأصوات الدفوف تدق دلالةً على قدوم التجارة، فترك المصلون المسجد وانصرفوا لاستقبال التجارة، فنزلت الآية الكريمة من سورة الجمعة {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}، وفي تأملات في سورة الجمعة وآياتها الكريمة، فإن الملحوظ تقديم التجارة على اللهو في الجزء الأول من الآية، و تقديم اللهو على التجارة في الحكم العام في الجزء الثاني في الآية الكريمة.

يشار إلى ضرب الدفوف في الآية الكريمة باللهو، لذا؛ فإن السبب في تقديم التجارة على اللهو في الجزء الأول من الآية هو أن التجارة هي سبب نزول الآية، وبأن اللهو تابع للتجارة، أي أن التجارة هي الحدث الرئيس المؤدي إلى اللهو وهو ضرب الدفوف، بينما في الجزء الثاني في الحكم العام للآية فقد تم تقديم اللهو على التجارة، والسبب في ذلك أن اللهو أعم من التجارة، فغالب الناس يلهون، ولكن ليست غالبية الناس تعمل في التجارة، وفي سبب آخر، فإن التجارة هي أحد أسباب الرزق، لذا؛ كانت كلمة التجارة أقرب إلى قوله تعالى في نهاية الآية الكريمة {وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.

فوائد فقهية من سورة الجمعة

سورة الجمعة

الفائدة الأولى

تُقام صلاة الجمعة في وقت صلاة الظهر في كل جمعة، حيث يشهد الناس الخطبة في المسجد، ويلحقها صلاة الجماعة في ركعتين، لتسقط بذلك فريضة صلاة الظهر، ويجب على سامع النداء تأدية الصلاة في المسجد، ويرى أهل الجماعة أن تركها من الأمور العظيمة.

جاء في الحديث الصحيح “عن عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، وعبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ، أنهما سمِعا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَقولُ على أَعوادِ مِنبَرِه: لَينتَهيَنَّ أَقوامٌ عن وَدَعِهم الجُمُعاتِ، أو لَيَختِمَنَّ اللهُ على قُلوبِهم، ثم لَيُكتَبُنَّ مِن الغافلين”. [1]

ولا يجوز تركها في أي حال من الأحوال من المسلم عامدًا متعمدًا، أو طاعة لغير الله، ومن تركها عليه بقضائها ظهرًا بحيث يصلي 4 ركعات، ومن نسيها ففات وقتها يجب تأديتها كقضاء صلاة الظهر، وعن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: “مَن ترَكَ ثلاثَ جُمَعٍ تَهاوُنًا مِن غيرِ عُذرٍ، طبَعَ اللهُ على قلبِه”، ما يدل على مدى عظمة شأن صلاة الجمعة في الإسلام”. [2]

الفائدة الثانية

يعتقد كثير من الناس أنَّ قراءة سورة الجمعة في صلاة فجر يوم الجمعة سنة نبوية، وهنا تجب الإشارة إلى أنَّ هذا الأمر باطل ولا صح له، فقراءة سورة الجمعة في صلاة فجر يوم الجمعة لا مانع منه ولا حرج فيه وإنَّما قراءة كلِّ القرآن الكريم في أي صلاة من الصلوات وفي أي يوم من الأيام مباحة ولا شكَّ في ذلك.

قال تعالى في سورة المزمل: {فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآن}، فلا حرج أن يقرأ الإنسان سورة الجمعة في صلاة فجر يوم الجمعة أو في أي وقت آخر شريطة أن يكون على علم بعد سنية قراءة هذه السورة، فالصحيح عن رسول الله -صلَى الله عليه وسلَّم- أنَّه كان يقرأ في صلاة فجر يوم الجمعة بسورة السجدة والإنسان، وكان يقرأ في صلاة الجمعة ذاتها سورة الجمعة وسورة المنافقين، روى عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “إنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الفَجْرِ، يَومَ الجُمُعَةِ: {الم * تَنْزِيلُ..} السَّجْدَةِ، وَ{هلْ أَتَى علَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}، وَأنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ، وَالْمُنَافِقِينَ”. [3]

اقرأ أيضًا:

فوائد من سورة الحشر

فوائد من سورة الممتحنة

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مصدر 4

المراجع
  1. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند، عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3099، صحيح. []
  2. رواه الألباني ، في صحيح النساء، عن أبو الجعد الضمري، الصفحة أو الرقم: 1368، حسن صحيح. []
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 879، صحيح []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *