فوائد من سورة الرحمن

فوائد من سورة الرحمن

by محمود عاطف
الرحمن

سورة الرحمن هي السورة الخامسة والخمسون في ترتيب سور القرآن الكريم البالغ عددها مائة وأربعة عشر سورة، تقع في الجزء السابع والعشرين وتسبقها سورة القمر وتليها سورة الواقعة، نزلت في المدينة المنورة وعدد آياتها ثمانٌ وسبعون آية، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة الرحمن.

فوائد من سورة الرحمن

فوائد من سورة الرحمن

  • أراد الله أن يقدم في عدد آلائه أول شيء ما هو أسبق قدماُ من ضروب آلائه، وأصناف نعمائه، وهي نعمة الدين، فقدم من نعمة الدين ما هو أعلى مراتبها، وأقصى مراقبها، وهو إنعامه بالقرآن، وتنزيله، وتعليمه، وأخَّر ذكر خلق الإنسان عن ذكره، ثم أتبعه إياه، ثم ذكر ما تميز به من سائر الحيوان من البيان.
  • دلَّت سورة الرحمن من اسمها على مقصودها؛ فالرحمن هو الذي تعمّ رحمته، ويعمّ امتنانه على الخلائق، ممّا يجعلهم يطمعون في نعمائه، ويخافون من انتقامه، وانقطاع إحسانه.
  • بيّنت سورة الرحمن من خلال عدّها لنِعَم الله -تعالى- أعظم نِعمة مَنَّ الله بها على البشر؛ وهي نعمة تعلُّم الدِّين، وفي مُقدّمتها تنزيل القرآن الكريم، وتعليمه، ثمّ ذكرت خَلْق الإنسان، وتميُّزه بالعقل تِبعاً لذلك.
  • دمجت سورة الرحمن بين تعداد نِعم الله -تعالى- على الناس، وقدرته -سبحانه وتعالى-، وإتقان صُنعه، وتناولت خَلْق الجنّ، وإثبات الجزاء لهم.
  • نوّهت سورة الرحمن إلى موضوع العدل؛ وذلك بإعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم؛ بما أعدّه الله -سبحانه وتعالى- للمُتَّقين من الثواب والنعيم، وبما أعدّه لغير المؤمنين من العقاب، وذكرت مَنّ الله -تعالى- على الإنسان بنعمتَي العقل، والعلم.
  • وصفت سورة الرحمن الجنّة وَصفاً دقيقاً، وبيّنت أنّ هناك مرتبتَين في الجِنان؛ إحداهما أعلى من الثانية؛ ليتناسب العُلوّ في الجنّة مع حال المؤمن في رِفعة إيمانه.
  • أبرزت سورة الرحمن أنّ الله -تعالى- هو وحده الدائم الباقي ذو الجلال والإكرام، وكلّ ما على الأرض إلى زوالٍ، وفناءٍ.
  • بيّنت سورة الرحمن أنّ كلّ من في السموات والأرض يتوجّهون إلى الله -تعالى- في طلب ما يحتاجون إليه، والله في كلّ يوم له شؤون كثيرة في خَلْقه.
  • صوَّرت سورة الرحمن موقف الحساب يوم القيامة، وأنّه سيكون بِيَد الله -تعالى- وحده؛ فهو الملك والحَكَم الواحد القهّار الذي لا يستطيع أحد أن يهرب من عقابه؛ لأنّه لا سُلطان إلّا إليه في ذلك الموقف العظيم، قال -تعالى-: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ).
  • وَعَظت سورة الرحمن الناس؛ بتذكيرهم بفنائهم، وأنّهم مُحاسَبون، وسيُجزَون على أعمالهم، ثمّ خُتِمت السورة بالثناء على الله -تعالى-، وتعظيمه، وذلك بقوله -تعالى-: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ).

ميزات سورة الرحمن

الرحمن

تتميّز سورة الرحمن بعدّة مُميِّزات، منها ما يأتي:

  • الأسلوب البديع من حيث اللغة العربيّة؛ فقد ورد فيها أسلوب التكرار لبعض الآيات، والتعداد للنِّعَم.
  • الأسلوب الجميل من حيث الترغيب والترهيب؛ فقد حذّرت السورة من حال غير المؤمنين يوم القيامة، وأسهبت في ذِكر نعيم المُتَّقين.
  • النَّسق الخاصّ، والإعلان العامّ بآلاء الله -تعالى-؛ بحديثٍ مُوجَّه للإنس والجنّ، وتحدّيهما بتكذيب هذه النِّعم.
  • بدا جمال سورة الرحمن جليّا من تناسق كلماتها وتناغم صياغتها الذي يأخذ بمجامع القلوب، وقد ذكر الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ما رُويَ من أنّ قيس بن ثابت أسلم متأثراً بجميل آياتها وجلال وقعها على النفس.
  • الشمول والوضوح؛ فقد جمعت السورة بين ذِكر النِّعَم الجليلة الدائمة، والنِّعَم الصغيرة المُتجدِّدة، وبيان حَقّ شُكرها.

فوائد

سورة الرحمن

هناك تناسب واضح بين سورة الرحمن وسورة القمر التي سبقتها، ويدلّ على ذلك ما يأتي:

  • جاءت سورة الرحمن مُفَصِّلَةً لِما جاء مُجمَلاً في نهاية سورة القمر؛ والدليل أنّها استخدمت الكلمات نفسها، ومن ذلك وَصف الله -تعالى- غير المُؤمنين بالمُجرمين في السورتَين؛ لاتِّصال المعنى بينهما؛ فقد جاء في سورة القمر قوله -تعالى-: (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ)، ولم يُفصَّل في ذلك، ثمّ جاء في سورة الرحمن قوله -تعالى-: (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ)، وفيه بيّن الله -تعالى- جزاءهم بالتفصيل.
  • خُتِمت سورة القمر بقوله -تعالى-: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)، والرحمة صفة من صفات الله -تعالى- الملك القادر، والتي جعلها في كلّ شيء، وجاءت بداية سورة الرحمن بهذا الاسم؛ لتظهر السورتان وكأنّهما سورة واحدة.
  • جاءت سورة الرحمن وسورة القمر مُتشابهتَين من حيث النَّظْم، وخاصّة تكرار بعض الآيات أكثر من مرّة، كتكرار قوله -تعالى-: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، إحدى وثلاثين مرّة في سورة الرحمن، وتكرار قوله -تعالى-: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ)، أربع مرّات، إضافة إلى تكرار قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)، أربع مرّات في سورة القمر، وفي ذلك تدرُّج في الإنذار والتخويف من عذاب الله -تعالى-، وبيان طريق النجاة من ذلك أيضاً.

هناك تناسب واضح بين سورة الرحمن وسورة الواقعة التي تليها، ويدلّ على ذلك ما يأتي:

  • تُعَدّ سورة الرحمن وسورة الواقعة مُتشابهتَين من حيث المواضيع؛ فقد تناولت كلتاهما مواضيع الجنّة والنار، وبعض أحداث يوم القيامة، قال -تعالى- في سورة الواقعة: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ)، وجاء في سورة الرحمن قوله -تعالى-: (فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ)، وجاء بعد ذلك في سورة الواقعة مظهر رَجِّ الأرض، وهو مُكمِّل للمَشهد السابق، فكأنّهما سورة واحدة.
  • عكست سورة الرحمن وسورة الواقعة ترتيب المواضيع؛ فما ورد في أوّل سورة الرحمن، ورد في نهاية سورة الواقعة، وهكذا.

اقرأ أيضًا:

فوائد من سورة يس

فوائد من سورة الدخان

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

You may also like

Leave a Comment