فوائد من سورة الصافات

سورة الصافات هي السورة السابعة والثلاثون بحسب ترتيب المصحف الشريف، وهي السورة السادسة والخمسون بحسب نزول السور الكريمة، نزلت بعد سورة الأنعام وقبل سورة لُقمان، ترتيبها بالقراَن الكريم السابعة الثلاثون بعد سورة يس وقبل سورة ص، وهي سورة مكية، وعدد آياتها اثنتان وثمانون ومائة آية، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة الصافات.

فوائد من سورة الصافات

الصافات

تستهدف السورة -كسائر السور المكية- بناء العقيدة في النفوس، وتخليصها من شوائب الشرك في كل صوره وأشكاله. ولكنها -بصفة خاصة- تعالج صورة معينة من صور الشرك، التي كانت سائدة في البيئة العربية الأولى، تلك الصورة التي تزعم أن ثمة قرابة بين الله سبحانه وبين الجن، وتزعم أنه من التزاوج بين الله تعالى والجِنة ولدت الملائكة، ثم تدعّي أن الملائكة إناث، وأنهن بنات الله! هذه الأسطورة تتعرض لحملة قوية في هذه السورة، تكشف عن تهافتها، وسخفها.

كانت فاتحة السورة مناسبة لمقاصدها؛ ذلك بأن القَسَم بالملائكة {والصافات} مناسب لإثبات الوحدانية؛ لأن الأصنام لم يدعوا لها ملائكة، والذي تخدمه الملائكة هو الإله الحق؛ ولأن الملائكة من جملة المخلوقات الدال خلقها على عظم الخالق.

ثم إن الصفات التي لوحظت في القَسَم بها مناسبة للمقاصد المذكورة بعدها، فـ {الصافات} يناسب عظمة ربها. و{فالزاجرات} يناسب قذف الشياطين عن السماوات، ويناسب تسيير الكواكب وحفظها من أن يدرك بعضها بعضاً، ويناسب زجرها الناس في المحشر. و{فالتاليات ذكرا} يناسب أحوال الرسول والرسل عليهم الصلاة والسلام، وما أرسلوا به إلى أقوامهم.

تتناول السورة جوانب العقيدة الأخرى التي تتناولها السور المكية، فتثبت فكرة التوحيد مستدلة بالكون المشهود، وتنص على أن الشرك هو السبب في عذاب المعذبين في ثنايا مشهد من مشاهد القيامة.

تتناول السورة قضية البعث، والحساب، والجزاء، وتعرض مشهداً مطولاً فريداً من مشاهد القيامة، ووصف حال المشركين يوم الجزاء، ووقوع بعضهم في بعض، ووصف حسن أحوال المؤمنين ونعيمهم، ومذاكرتهم فيما كان يجري بينهم وبين بعض المشركين من أصحابهم في الجاهلية، ومحاولتهم صرفهم عن الإسلام.

تعرض السورة لقضية الوحي والرسالة، وتنظير دعوة محمد صلى الله عليه وسلم قومه بدعوة الرسل من قبله، وكيف نصر الله رسله ورفع شأنهم وبارك عليهم، كما تعرض السورة سلسلة من قصص الرسل عليهم السلام: نوح، وإبراهيم وبنيه، وموسى وأخيه، وإلياس، ولوط، ويونس، تتكشف فيها رحمة الله لعباده، ونصره لرسله، وذكر مناقبهم وفضائلهم وقوتهم في دين الله، وما نجاهم الله من الكروب التي حفت بهم، وخاصة منقبة الذبيح إسماعيل.

تبرز في القصص التي تضمنتها السورة قصة إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام، قصة الذبح والفداء، وتبرز فيها الطاعة لله والاستسلام لأمره في أروع صورها وأعمقها وأرفعها، وتبلغ الذروة التي لا يبلغها إلا الإيمان الخالص، الذي يرفع النفوس إلى ذلك الأفق السامق الوضيء.

تصف السورة ما حل بالأمم الذين كذبوا الرسل، وتنحي على المشركين فساد معتقداتهم في الله ونسبتهم إليه الشركاء، وقولهم: الملائكة بنات الله، وتكذيب الملائكة إياهم على رؤوس الأشهاد، وقولهم في النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن، وكيف كانوا يودون أن يكون لهم كتاب.

وعد الله رسوله بالنصر كدأب المرسلين، ودأب المؤمنين السابقين، وأن عذاب الله نازل بالمشركين، وكون العاقبة الحسنى للمؤمنين.

وعلى الجملة، فإن فوائد السورة تتمثل في تنزيه الله سبحانه عن النقائص، اللازم منه رد العباد للفصل بينهم بالعدل، اللازم منه الوحدانية مطلقاً في الإلهية وغيرها، وذلك هو المعنى الذي أشار إليه تسميتها بالصافات؛ لأن الصف يلزم منه الوحدة في الحشر، باجتماع التفرق، وفي المعنى باتحاد الكلمة، المراد منه هنا: الاتحاد في التنزيه.

فوائد

فوائد سورة الصافات

سورة الصافات شأنها كشأن سور القرآن الحكيم تحتوي من البيان الكثير، وما جاء من الفوائد اللغوية في سورة الصافات ما قام بشرحه وتوضيحه الدكتور فاضل صالح السامرائي، كما في قوله تعالى في سورة الصافات: {سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ}:

قد يتساءل الكثيرون من المقصود بلفظ “إل ياسين” في الآية الكريمة، والإجابة في أنّ العربيّة كانت تتصرف في الأسماء فلربما نودي الشخص بأكثر من اسم، كالنبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان اسمه محمّد وأحمد، وكذلك إل ياسين هو اسم ثانٍ لنبيّ الله إلياس -عليه السلام- وذلك باتفاق أغلب اللغويين.

في قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ}، فجاء السلام على نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام، وجاء في قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ}، وجاء السلام أيضًا على نبيّ الله موسى وأخيه هارون -عليهما السلام-، كما جاء السلام على أكثر من نبيٍّ من أنبياء الله تعالى بشكل مخصوص، بينما عندما ذكر نبيّ الله يونس -عليه السلام- قال الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}، فلم يذكر السلام المخصوص لنبي الله يونس!

يرجع السبب في ذلك هو أنّ الله تعالى أسبق السلام بأنبيائه الذي تفانوا في دعوتهم فكانوا أولى بسلام مخصوص من ربّهم، وقد ذكرت دعوتهم في سياق الآيات في سورة الصافات، أمّا نبي الله يونس -عليه السلام- فقد وصفه الله تعالى في سياق الآيات بأنّه “مليم”، لأنّه لم يصبر على دعوة قومه، ولكنّ الله تعالى في أواخر السورة قال وقوله الحق: {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ}، فلو كان الأنبياء في درجات عند الله تعالى، ولكنّهم يستحقون السلام، والله أعلم.

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة الصافات

فوائد النجوم في سورة الصافات

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *