فوائد من سورة النمل
سورة النمل هي السورة السابعة والعشرون بحسب ترتيب المصحف الشريف، وهي السورة الثامنة والأربعون بحسب نزول سور القرآن الكريم، ترتيبها بالقرآن الكريم بعد سورة الشعراء وقبل سورة القصص، وحسب عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنها سورة مكية، عدد آياتها ثلاث وتسعون اَية، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة النمل.
فوائد من سورة النمل
فائدة سورة النمل الرئيسية -كسائر فوائد السور المكية- هي العقيدة: الإيمان بالله، وعبادته وحده، والإيمان بالآخرة، وما فيها من ثواب وعقاب. والإيمان بالوحي، وأن الغيب كله لله، لا يعلمه سواه. والإيمان بأن الله هو الخالق الرازق واهب النعم، وتوجيه القلب إلى شكر أنعم الله على البشر. والإيمان بأن الحول والقوة كلها لله، وأن لا حول ولا قوة إلا بالله.
يأتي القصص القرآني في سورة النمل من أجل تثبيت هذه المعاني، وتصوير عاقبة المكذبين بها، وعاقبة المؤمنين، حيث وتسلط السورة الضوء على العلم، حيث تبرز صفة العلم في جو السورة، تظللها في سياقها كله من المطلع إلى الختام، ويمضي سياق السورة كله في هذا الظل؛ علم الله المطلق بالظاهر والباطن، وعلمه بالغيب خاصة. وآياته الكونية التي يكشفها للناس.
ومن فوائد سورة النمل وصف القرآن الكريم بالكفاية لهداية الخلق أجمعين، بالفصل بين الصراط المستقيم، وطريق الحائرين، والجمع لأصول الدين، لإحاطة علم منزله بالخفي والمبين، وبشارة المؤمنين، ونذارة الكافرين بيوم اجتماع الأولين والآخرين، وكل ذلك يرجع إلى العلم المستلزم للحكمة.
بيان فضل الله سبحانه على عباده بإجابة دعوة المضطر إذا دعاه، وجعل الإنسان خليفة في الأرض، وبين الله بالسورة أنه يعلم من في السماء والأرض والغيب وأن أكثر العباد غافلون عن الحقائق الإيمانية التي جاء بها الأنبياء والرسل، وذكر الله تعالى العباد بعلامات يوم القيامة وهي خروج دابة من الأرض التي تُظهر حقيقة المؤمن والكافر، كما جاء بالآية الكريمة: {إِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}.
تُرشد سورة النمل الاعتبار بملك أعظم ملك أوتيه نبي، وهو مُلك داود، وملك سليمان عليهما السلام، وما بلغه من العلم بأحوال الطير، وما بلغ إليه ملكه من عظمة الحضارة، وفي هذه النقطة العديد من الفوائد مثل:
- الإشارة إلى ملك عظيم من العرب، وهو ملك سبأ، وفي ذلك إيماء إلى أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم رسالة تقارنها سياسة الأمة، ثم يعقبها ملك، وهو خلافة النبي صلى الله عليه وسلم.
- ومنها: محاجة المشركين في بطلان دينهم وتزييف آلهتهم وإبطال أخبار كهانهم وعرافيهم، وسدنة آلهتهم. وإثبات البعث وما يتقدمه من أهوال القيامة وأشراطها.
- ومنها: موادعة المشركين وإنباؤهم بأن شأن الرسول صلى الله عليه وسلم الاستمرار على إبلاغ القرآن، وإنذارهم بأن آيات الصدق سيشاهدونها، والله مطلع على أعمالهم.
- ومنها: تذكيره سبحانه بذاته العلية؛ إذ يبدأ الخلق ثم يعيده، وبرزقه سبحانه وتعالى من السماء والأرض.
- ومنها: تنبيهه سبحانه عباده أنه لا يعلم من في السماء والأرض الغيب غيره، وأن أكثر العباد غافلون عن الحقائق الإيمانية التي جاءتهم بها الرسل، وعن الحقائق الكونية التي بثها سبحانه في هذا الكون، وأنهم يتداركون جهلهم عندما يبعثون، ويعلمون ما لم يكونوا علموه من قبل بالعِيان، لا بالأفهام.
- ومنها: أمره سبحانه وتعالى عباده أن يسيروا في الأرض؛ ليعلموا مكانهم فيها، والعبر من أهلها، إذ طغوا، وأكثروا فيها الفساد.
- ومنها: تذكير العباد بعلامة من علامات قيام الساعة، وهي خروج دابة من الأرض، التي تُظْهِر حقيقة المؤمن من الكافر.
- ومنها: بيانه سبحانه بالإشارة الواضحة حال الناس يوم الحشر، يوم الهول العظيم يوم البعث، وحالهم يوم الحساب والثواب والعقاب، وحالهم وهم يقدمون على العذاب.
يأتي ختام السورة بأمر العباد بعبادة الله وحده، الذي بيده الأمر كله، والأمر بحمده سبحانه على ما أعطاهم من نعم لا تُعدُّ ولا تحصى، وإنذار العباد بأنه سبحانه سيريهم آياته القاهرة والباهرة، فيعرفونها، ويومئذ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيراً، وأنه سبحانه وتعالى ليس بغافل عما يعمل عباده، بل يعلم كل صغيرة وكبيرة، فيجازي كلاً بما عمل، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.
فوائد
قال تعالى في محكم كتابه: {حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}، فبالإضافة إلى ما جاء فيها من إعجازٍ علميّ، فإن هذه الآية تذكر إعجازًا بيانيًّا بلاغيًّا واضحًا من حديث النملة مع رفاقها من النمل عند اقتراب جيش نبيّ الله سليمان -عليه السلام- وجنوده من وادي النمل.
فيُلاحظ من دراسة الفوائد البيانية في سورة النمل بأنّ هذه النملة قد جمعت في كلامها وتصرفها ثلاثة عشر فعلًا، فالنملة قد “أحسّت” بقدوم سليمان وجنوده، و”بادرت” بتنبيه النمل والقيام بعملها، و”نادت” بقولها يا أيّها النمل، و”نبّهت” باستخدامها كلمة “أيّها” فهي لم تقل يا نمل وكفى، و”أمرت” النمل بدخول مساكنهم، و”خصّت” بأن دعت كلّ نملةٍ أن تدخل إلى مسكنها الخاص بها وتستقر به، و”نصحت” بأن دعت النمل للاختباء، و”بالغت” بقولها لا يحطمنكم أي تقصد يحطم جميع النمل، و”أكّدت” بإضافة نون التوكيد في كلمة يحطمنّكم، و”بيّنت” بأنّ الخطر هو قدوم سليمان وجنده، و”أنذرت” النمل جميعًا، و”نفت” بقولها وهم لا يشعرون فهي نفت أن يشعر سليمان وجنده بالنمل، و”أعذرت” بأنّها قالت لا يشعرون أي أنّها عذرت جيش سليمان من أنهم قد يحطمون النمل دون أن يشعروا.
اقرأ أيضًا:
المصادر: