فوائد من سورة الحج

سورة الحج هي السورة الثانية والعشرون ترتيبًا في القرآن الكريم تسبقها سورة الأنبياء وتليها سورة المؤمنون، عدد آياتها ثمانيةٌ وسبعون آية، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة الحج بالإضافة إلى ميزات السورة عن غيرها من السور.

فوائد من سورة الحج

فوائد من سورة الحج

إثبات البعث

إن الله تعالى لم يخلق الخلق عبثا ولن يتركهم سدى؛ فقد خلقهم ليوحدوه؛ أي ليعبدوه وحده لا يشركوا به شيئا، والخلق حتما سيموتون، فكان لابد من البعث لحساب من عبد ومن أشرك ومجازاة العابدين بالجنة والمشركين بالنار، وإلا فما قيمة الحياة وما معنى إرسال الرسل وإنزال الكتب، مع العلم بأن الدنيا ليست دار لمجازاة المحسنين ولا لمعاقبة المسيئين.

}في قوله تعالىيا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم…{: نداء رهيب هو مطلع السورة؛ }اتقوا الله{؛ لماذا؟ لأن }زلزلة الساعة شئ عظيم{، وزلزلة الساعة أمر لا شك فيه فهو واقع لا محالة، ورغم ذلك فإن بعض الناس ما يزالون يشكون في ذلك ولا يصدقونه، كانت مخاطبتهم وجدالهم في سورة الحج بالحق والحقيقة لا بالباطل ولا بالجهل الذي يجادلون به.

تحتوي سورة الحج على مثال آخر لإثبات البعث: }وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج{؛ أرض هامدة لا أثر لزرع ولا لحياة فيها؛ فإذا أنزل عليها الماء، تتشقق ويخرج منها نبات جذوره في الأرض ليتغذى منها، وساقه إلى السماء، وهيأ الله له أسباب نمائه وبعد اكتمال نضجه وإثماره يذبل ويموت كالإنسان حينما يهرم ويموت.

وكما جادل هؤلاء في أمر البعث فقد جادلوا في صدق الرسول وفي أن الله تعالى لن ينصره }من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخره فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ{، إن ظنونهم خاطئة لأن قلوبهم فاسدة حاقدة يملؤها الغيظ على الرسول وعلى المسلمين يتمنون لهم الهزيمة والضعف والفقر والمذلة؛ لكن ظنهم هذا ظن خائب وسوف يرون نصر الله تعالى لرسوله وأتباعه!

الحج ركن من أركان الإسلام

الحج

حينما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، كانت الأصنام لا زالت تعبد بالكعبة، ولا يزال يسيطر عليها صناديد قريش، وكان الحج من الشعائر الباقية من دين إبراهيم عليه السلام لكنها حرفت وغيرت ودخلت فيها أهواء البشر وعقولهم؛ فلما جاء الإسلام أعاد هذه الشعائر والمناسك إلى ما كانت عليه من توحيد الله عز وجل، وضبط المناسك حسب ما جاء في شريعة الإسلام وما كان من أجله بُنِي البيت الحرام الذي أرسى قواعده إبراهيم عليه السلام.

لقد وضع البيت لعبادة الله وحده بلا شريك }وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت ألا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود{، يقول ابن كثير (}وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت{ “: ذكر تعالى أنه بوأ إبراهيم مكان البيت؛ أي أرشده إليه وأذن له في بنائه، واستدل به كثير ممن قال إن إبراهيم عليه السلام هو أول من بنى البيت العتيق، وإنه لم يبن قبله.

يشتمل الحج على نسك وشعائر تؤدى في مشاعر أو أماكن معينة في أوقات معينة وبكيفية معينة لا دخل للعقل فيها؛ فهي أمور تعبدية توقيفية تتجلى فيها العبودية لله عز وجل، فالعبادة هي الطاعة والامتثال لأوامر الله عز وجل دونما تردد أو انتظار حتى يستفتى العقل، فلا دخل للعقل في هذه الأمور؛ فلابد للعقل من حد يقف عنده ويسجد لأمر الله.

ويُعد التوحيد تعظيم لله عز وجل وتعظيم لحرماته ولشعائره ولحدوده ولما أحل وما حرم كما أنها من تقوى القلوب؛ حيث أن تقوى القلوب تظهر وتتجلى في تعظيم حرمات الله وشعائر الله وأداء النسك على أكمل وجه وأحسن ما يكون رجاء الثواب من الله تعالى، فإن الله تعالى لن يناله ولن يصل إليه من ذلك شيء، ولكنه دليل منكم على تقواكم وتعظيمكم لله، واستحقاقكم للأجر والمثوبة.

التأكيد على السنن الكونية

تضمنت سورة الحج ثلاث سنن سنّها الله في الكون وهي:

  • سنة المدافعة، وهي السنة الفاعلة منذ نزول التوراة على موسى عليه السلام }.. ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله..{، فبينت الآية أنه لولا هذه السنة لم يبق دين على وجه الأرض، ولما بقي مكان يعبد الله تعالى فيه.
  • الظلم سبب الهلاك }فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد{، فكم من حضارات أبيدت وأهلكها الله عز وجل. لكن من يعتبر؟ لا يعتبر إلا أصحاب البصائر، أما العمي فهو عمي البصائر والذين لهم قلوب لا يعقلون بها وآذان لا يسمعون بها سماع تعقل واستجابة؛ فهؤلاء لا يعتبرون لأنهم سكرى بخمرة الحياة والمتع الفانية!
  • سنة الإمهال والإنظار }فكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلى المصير{؛ فالله عز وجل لا يعجل للظالمين بالعقوبة ولو عجل لهم العقوبة لم يبق على وجه الأرض أحد ولقامت القيامة ولكنها حكمته وسنته.

دلائل الألوهية

طرحت سورة الحج بعض الأسئلة لإثبات ألوهية الله تعالى ووحدانيته حيث لا يملك الليل والنهار وتعاقبهما أحد غير الله، كما لا يملك إنزال المطر وإخراج النبات أحد غير الله، بالإضافة إلى اختصاصه وحده بتمهيد الأرض وتسخيرها لأهلها مع خلق قانون الطفو لتجري الفلك في البحر بأمره، ومن ثم اختم الله دلائل الألوهية بالتأكيد على أنه المُحيي والمميت والقادر على حسابه خلقه في الآخرة.

بعد توضيح دلائل الألوهية أخبرنا الله تعالى بجحود الإنسان لنعم الله التي أنعم بها عليه؛ فدلائل الوحدانية تملأ الآفاق، وتدل على عظمته وتنطق بوحدانيته، ثم يظهر من البشر من يشركون به ويستنكفون عن عبادته، ومع أن الإنسان كفور فهو عاجز ضعيف ومتمرد علي الله لأنه لم يعرفه حق المعرفة.

ميزات سورة الحج

ميزات سورة الحج

  • نزلت آيات هذه السورة الكريمة في أماكن كثيرة، فمنها المكي والمدني، والليلي والنهاري، والسفري والحضري، والشتائي والصيفي.
  • تسمية السورة باسم ركن عظيم من أركان الإسلام وهو ركن الحج، كما أنّها تحدّثت عن محور العقيدة الإسلامية، ودافعت عن دين الرسل ودعت إلى الإيمان بالله واليوم الآخر.
  • هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي اجتمع فيها سجودان، بينما باقي السور التي تحوي السجود ورد فيها سجدة واحدة فقط، حتى إنّ بعض العلماء قال إنّ السجود الثاني في سورة الحج هو آخر سجون تلاوة نزل في القرآن الكريم، وذلك للدلالة على عظمة هذه السورة وتميّزها.
  • التعرض لذكر أربعة أنواع من القلوب وهي: القلب الأعمى، والقلب المريض، والقلب القاسي، والقلب المخبت المطمئن إلى الله تعالى.

اقرأ أيضًا:

فوائد من سورة الإسراء

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *