فوائد من سورة النحل
سورة النحل واحدة من سور المئين المكية ما عدا بضع آيات منها نزلت في المدينة في قول جمهور العلماء، ونظرًا لتعدد مضامينها، يستعرض موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة النحل.
فوائد من سورة النحل
تشتمل سورة النحل على العديد من الفوائد مثل:
التذكير بأنعام الله التي أنعم بها على عباده التي تستوجب شكره والثناء عليه والدعاء له بأن يحفظ هذه النعم التي لا يمكن إحصاؤها، فقد قال -تعالى- بعد أن ذكّر عباده ببعض نعمه كالأنعام والطعام والزوج والأولاد والسمع والأبصار والمسكن وغيرها: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
من فوائد سورة النحل بيان عظمة الخالق وتوحيده بأنّه وحده الله الخالق لكلّ هذه النعم وهو من يستوجب عبادته فقد قال -جلّ وعلا-: {إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ}، فالمؤمنون يشكرون الله على نعمه ويؤمنون باليوم الآخر والكفار والمشركون وحدهم من ينكر نعمه ويستكبر على عبادته.
ميّز الله -جلّ وعلا- بين صفات المؤمنين والمشركين، حيث أنّه كان هناك من المشركين والمنافقين إذا أصابته مصيبةٌ التجأ إلى الله وما إن يزيحها الله عنه إلّا وعاد إلى كفره وعصيانه، وقد قال -تعالى-: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُون}.
لفت الله -جلّ وعلا- النظر إلى ما كان يفعله أهل الجاهلية والمشركون فمن أفعالهم كان وأد البنات -أي دفنهنّ وهن أحياء- للتخلّص منهنّ، وذلك بقوله: {إِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}، فكان من فوائد سورة النحلّ الانتباه إلى أفعال المشركين واجتنابها.
ذكر الله -تبارك وتعالى- أمر الاستعاذة من الشيطان عند قراءة القرآن وذلك بقوله: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} مما يجعل من فوائد سورة النحل بيان بعض آداب قراءة القرآن الكريم وتحذير الناس من شر الشيطان الرجيم ووساوسه، لكنّ الشيطان مع كلّ ما يقوم به ليس له سلطانٌ وتأثيرٌ على المؤمنين والمتقين الذين هم على ربهم متوكلون.
تتضمن سورة النحل أيضًا قصة إبراهيم -عليه السلام- وقد أمر الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- باتباع ما كان عليه إبراهيم -عليه السلام-، فقد قال: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، فكان من مقاصد سورة النحل التأكيد على أنّ كلّ أنبياء الله مسلمون وأنّ عقيدتهم واحدةٌ وأساسها توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له.
نستخلص من سورة النحل أن على الدعاة إلى الإسلام وعبادة الله أن يتحلوا بالصبر واللين وأن تكون موعظتهم للناس حسنةً دون إساءة، فقد قال -تعالى-: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، مما يبين أنّ من فوائد سورة النحل التأكيد على الإحسان للناس حتى ولو كانت الغاية دعوتهم لدين الله وإعلامهم بكفرهم وشركهن، فالغاية هي إظهار أنّ دين الإسلام هو دين التسامح والحب والمعاملة الحسنة.
ختم الله -تبارك وتعالى- سورة النحل بقوله: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}، وهو ما يؤكد أنّ الله مع الصابرين المتقين المحسنين وأنّه سيجزيهم خيرًا على صبرهم وإحسانهم.
فوائد
ذكر الله -جلّ وعلا- في سورة العديد من الآيات التي تدلّ على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فمن الأمور التي أنعم الله -تعالى- بها على عباده وذكرها ثمّ اكتشف العلم صحّة ما جاء به القرآن الكريم قبل أكثر من ألفٍ وأربعمائة سنة ما يأتي:
عسل النحل
فقد أثبت العلم أنّ العسل يُعتبر من أحد أكثر الأطعمة التي تعتبر علاجًا طبيعيًا لكثيرٍ من الأمراض ومنها: قرحة المعدة والجروح والحروق وآلام العين وغيرها، وقد ذكر الله -تعالى- في سورة النحل أنّه خلق العسل شفاءً للناس وذلك بقوله: { يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
لبن الأنعام
جاء العلم الحديث ليثبت أنّ منبع حليب الأنعام يكون في ضروعها صافيًا لبنًا خالصًا وأنّ الدم في العروق والرفث والبول له مسالكه الخاصة، وهذا ما ذكره الله -تعالى- في قوله: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ}.
تحريم الدم ولحم الخنزير
أكّدت دراسات العلم الحديث أنّ لحم الخنزير يحوي على الكثير من الأمراض والجراثيم والأوبئة، وقد حرّم الله -تعالى- أكله حفاظًا على صحة الإنسان، قال -جلّ وعلا- {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ}.
شكر الله على نعمه
أتى الله -تعالى- في سورة النحل على ذكر النعم العظيمة التي أنعم بها على عباده والتي تستوجب الشكر والحمد والثناء، والشكر لا يكون بالكلمات اللفظية فحسب بل للشكر أركانٌ يجب توافرها جميعًا.
تتمثل أركان الشكر في: الشكر في القلب والشكر في اللسان وشكر الجوارح، فأمّا شكر اللسان فيكون بالحمد والثناء وذكر ألفاظ الحمد والشكر والدعاء بدوام النعمة، وأمّا شكر القلب فيكون بالإيمان الكامل بأنّ كلّ نعمةٍ هي من عند الله وأنّ كلّ نعمةٍ تستوجب الشكر لدوامها، وأمّا شكر الجوارح فيكون بدوام أداء الطاعات من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وأداء كل الحقوق والواجبات بغرض شكر الله على تلك النعم ودوامها.
اقرأ أيضًا:
المصادر: