فوائد من سورة الفاتحة
سورة الفاتحة سورة مكية، وكان نزولها بالترتيب بعد سورة المدثر، وهي السورة الأولى ترتيبًا في المصحف، أما عدد آياتها فسبعٌ مع البسملة، وتعد سورة الفاتحة من المثاني، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة الفاتحة.
فوائد من سورة الفاتحة
تتميز سورة الفاتحة بأنها قواعد كلية تلخص الدين كله من أوله إلى آخره وينبغي لكل واحد منا أن يعلم أنه لا يخرج عن هذه السورة شيء مما أراده الله سبحانه وتعالى من عباده.
من فوائد سورة الفاتحة أنها تتضمن التأكيد على:
- توحيد الله عز وجلّ بأنواعه الثلاثة: توحيد الألوهية (الحمد لله) و (إياك نعبد) وتوحيد الربوبية (رب العالمين) و (إياك نستعين) وتوحيد الأسماء والصفات (الرحمن الرحيم) (مالك يوم الدين).
- الإيمان باليوم الآخر: وأكثر ما يقترن مع الإيمان بالله وتوحيده هو الإيمان باليوم الآخر في قوله (مالك يوم الدين) فالدين هو الجزاء والحساب وهو يوم القيامة.
- حمد الله وشكره والثناء عليه وهذا هو أعظم ما تقرب به العباد إلى ربهم سبحانه وتعالى فأنت إذا أثنيت على الله وذكرته بأسمائه وصفاته وتلوت أسماءه بلسانك متذكرًا معانيها بقلبك فإنك أدّيت أفضل ما يؤديه الإنسان مع ربه سبحانه وتعالى.
نستخلص من سورة الفاتحة أن الدين ملخّص في قول الله عز وجلّ (إياك نعبد وإياك نستعين) كل الدين، الصلاة من إياك نعبد والزكاة من إياك نعبد والصوم من إياك نعبد والحج من إياك نعبد والذكر من إياك نعبد. والبيع والشراء والجهاد في سبيل الله والنكاح والقضاء والحدود وغيرها من (إياك نستعين) كلنا بحاجة أن نستعين بالله عز وجلّ في بيعنا وشرائنا وسعينا في الدنيا وزواجنا وتربيتنا لأولادنا في جميع حوائجنا في ليلنا ونهارنا في سرّنا وعلانيتنا فبهذا ما خرج شيء عن هذه الآية.
يجب علينا أن نسأل الله الهداية إلى الصراط المستقيم، حيث يوجد ثلاثة أقسام للناس: المنعم عليهم وهم الذين التزموا هذا الصراط والمغضوب عليهم وهم الذين عرفوا هذا الصراط لكنهم ما سلكوا طريقه والضالون وهم الذين ضلوا عن هذا الصراط. وما في القرآن من أصناف الناس إلا هذه الثلاثة إما أن يكونوا من المنعم عليهم وإما أن يكونوا من المغضوب عليهم وإما أن يكونوا من الضالين. ولذلك قال سفيان بن عيينة: من ضلّ من علمائنا ففيه شبه باليهود ومن ضلّ من عبّادنا ففيه شبه بالنصارى.
تُفرّق سورة الفاتحة بين لفظي الله والإله؛ فاسم الله مخصو به وحده سبحانه، فهو اسم للذات القدسية العليا، ولا يتصف بها إلا المستحق للعبادة بحق، أما الإله فلفظ يُطلق على من يُعبد على حق أو على باطل.
ومن الفوائد أيضًا أنه يستحبّ التأمين فور الانتهاء من قراءة سورة الفاتحة أو سماعها، أي قول: “آمين”، ودليل ذلك قول الرسول- صلّى الله عليه وسلّم-: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا فرَغ مِن قراءةِ أُمِّ القُرآنِ رفَع صوتَه وقال: آمينَ). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 1806 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
كما يستحبّ ذلك للمصلي سواءً كان منفرداً أو في جماعةٍ، إماماً أو مأموماً، ودليل ذلك ما ثبت عن الإمام مسلم في صحيحه عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تُبَادِرُوا الإمَامَ إذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وإذَا قالَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولوا: آمِينَ). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 415 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
دروس مستفادة من سورة الفاتحة
عند تأمل سورة الفاتجة نجد أنها انقسمت إلى قسمين قسم لله وقسم للعبد فأما النصف الأول ثلاث آيات ونصف فهي خالصة لله والنصف الثاني ثلاث آيات ونصف خالصة للعبد: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ) ثلاث آيات ونصف هذه لله (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) أطلب العون منك يا الله، (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴿٧﴾) ثلاث آيات ونصف للعبد.
تعلمنا هذه السورة كيف ندعو ربنا لا تقل مباشرة يا رب اغفر لي بل قدّم بين يدي دعائك حمدا وثناء لله عز وجل واعترافًا بحالك (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾) ثم اعترف لله عز وجلّ بأنك عبده وأنك لا يمكن أن تترفع على هذه العبودية وأنك تطلب العون منه وأنك مفتقر إليه وإلى ما عنده ثم قل مسألتك ستُجاب ولن يردّ عنها الباب ولن يكون بينها وبين الله حجاب.
قسّم ابن القيم- رحمه الله- سورة الفاتحة إلى ثلاثة أقسام؛ فأولها رحمة، وأوسطها هداية، وآخرها نعمة، وتتمثل الرحمة بالعقيدة الصافية ومعرفة الله تعالى، أما الهداية فتكون بالعبادة المذكورة في وسط السورة، واتباع المنهج السليم والسير على الطريق المستقيم والقيام بأوامر الله من النعم التي أنعم بها الله على عباده.
تدل سورة الفاتحة على أن الأصل في التربية الإسلامية أن تكون بصورة جماعية، وذلك ما دل عليه استخدام ضمير الجمع في أكثر من موضع من السورة.
اقرأ أيضًا:
المصادر: