في المقال التالي نقدم لك بحث عن التصوير الصحفي الرقمي وكيف تأثرت الصحافة المصورة بالتصوير الرقمي وتطورات التكنولوجيا الحديثة ومظاهرها وهل كان لذلك التطور آثار جانبية سيئة أم أنه كان تأثيراً إيجابياً، تابع القراءة لتعرف المزيد.
بحث عن التصوير الصحفي الرقمي
ما هو التصوير الرقمي Digital Photography
يعد التصوير الرقمي أحد أشكال التصوير الفوتوغرافي الذي يستخدم تقنية معالجة الصور الملتقطة معالجة رقمية وليس معالجة تقليدية كيميائية للصور.
ويتم تحويل الصور الملتقطة إلى صيغة رقمية وتخزينها في صورة ملف كمبيوتر لمزيد من المعالجة الرقمية أو النشر الرقمي أو الطباعة.
لذلك فإن التصوير الرقمي هو مجرد عملية رقمية يتم من خلالها التقاط الصورة، ولكن تسري عليه أساسيات التصوير ومبادئه.
ولا تزال الكاميرا الرقمية تعتمد على التعرض وسرعة الغالق وفتحة العدسة وسرعة الأيزو أو الفيلم الفوتوغرافي ISO كما هو الحال في التصوير العادي.
كيف غيّر التصوير الرقمي الصحافة المصورة
بدأ التصوير الصحفي يأخذ مظاهر الحداثة بدايةً من عام 1990 ويتطور شيئاً فشيئاً حتى وصل إلى ذروة تطوره في عام 2010.
أصبحت الصورة التي تستغرق خمسة ساعات لإرسالها إلى وكالات الأنباء في العالم تستغرق ثوانٍ فقط.
كما تحسن مستوى جودة الصور في الفترة ما بين 1990 و2010 بشكل ملحوظ جداً.
فقبل عام 1990 كان على المصور الصحفي أولاً التقاط الصورة على الفيلم الفوتوغرافي ومن ثم معالجة الفيلم وتجفيفه في ساعة وربما أكثر من ذلك، ثم الانتقال إلى الغرفة المظلمة لتحرير وطباعة الصورة والتي تستغرق ساعة أخرى.
كذلك كان يكتب التسمية التوضيحية على الصورة باستخدام آلة كاتبة وملصقات حساسة للغاية وإرفاقها على جانب الصورة والذي كان يستغرق ساعةً أخرى لأنه يجب أن يقوم بذلك بشكل مثالي.
بعد كل ذلك كان يقوم بإرسال الصورة، وكان الوقت المناسب لإنتاج الصورة وإرسالها يستغرق حوالي ثلاثة ساعات و40 دقيقة على افتراض أن العملية سارت على أكمل وجه، ونادراً ما كان يحدث ذلك حيث كانت الصورة تستغرق نحو خمسة ساعات.
تغير كل ذلك بعد اختراع أول كاميرا رقمية طورتها شركتي Kodak و Associated Press في أوائل التسعينات والتي جعلت المعالجة الكيميائية للصور شيئاً من الماضي، فبمجرد التقاط المصور للصورة فإنه يقوم بتوصيل بطاقة الكاميرا بجهاز مشابه للطابعة ومن ثم طباعة الصورة.
مظاهر التطور الرقمي للتصوير الصحفي
جهاز Leafax – أول مظاهر تحول التصوير الصحفي إلى رقمي
قبل عام 1990 بفترة وجيزة قدمت وكالة Associated Press نظام Leafax، وهو نظام كمبيوتر محمول يمكن للمصورين الصحفيين أخذه معهم.
يحتوي هذا الجهاز على ماسح ضوئي وشاشة صغيرة بحجم خمس بوصات واتصالات للسماح بنقل وإرسال الصور الرقمية.
تم دمج كل هذه التكنولوجيا معاً بشكل دائم في علبة معدنية بحجم حقيبة صغيرة، ويمكنه استخدام فيلم ملون أو أبيض وأسود.
على الرغم من السهولة التي يبدو عليها إلا أنه كان مرهقاً، فقد كان هناك ما مجموعه 18 خطوة مطلوبة لمسح الصورة ضوئياً وإرسالها، فمع كونه قفزة نوعية في جودة الصور لكن سرعة الإرسال كانت لا تزال بطيئة جداً.
اقرأ أيضاً: مهارات التصوير الصحفي
الكاميرات الرقمية DSLRs – ثاني مظاهر تحول التصوير الصحفي إلى رقمي
بحلول منتصف التسعينات ظهرت الكاميرات الرقمية ذات العدسة الأحادية العاكسة والتي يطلق عليها اختصاراً DSLRs.
ومع ظهورها تم التوصل إلى آليات التصوير الرقمي في التصوير الصحفي، وما بدا خيالاً علمياً في عام 1990 أصبح في عام 2000 أمراً شائعاً بين المصورين الصحفيين.
أصبح التقاط الصور ومعالجتها أمراً يحدث في جزء من الثانية، ويمكن نقل الصور إلى الهاتف المحمول أو جهاز الكمبيوتر وإرسالها لوكالات الأنباء عبر الإيميل.
مميزات التطور الرقمي للتصوير الصحفي وآثاره الجانبية
مثل أي تحول وتطور في العالم، فإنه يأتي بمميزاته وسلبياته وآثاره الجانبية والتي تعرض فيما يلي:
المميزات:
- أصبح التصوير الصحفي شائعاً وأكثر سهولة.
- تم تحسين المستوى التقني للصور.
- تقدمت طرق تحسين الصور.
- توسعت الإمكانيات الإبداعية للمصور الصحفي.
- زادت جودة طباعة الصور الفوتوغرافية.
- وصلت سرعة وسهولة عرض الصورة النهائية إلى مستوى جديد تماماً.
- أصبحت الصور متاحة على نطاق واسع بسبب إمكانية توزيعها عبر الإنترنت.
السلبيات والآثار الجانبية:
- التراجع الواضح في جماليات التصوير الفوتوغرافي الشامل.
- انخفاض مستوى احتراف المصورين بشكل عام والمصورين الصحفيين بشكل خاص.
- التوزيع الواسع للصور منخفضة الجودة في وسائل الإعلام.
- ضياع صور جيدة حقاً وسط الإنتاج الضخم للصور ذات المستوى المتوسط والمنخفض.
- مشكلة حماية حقوق الطبع والنشر للصور الرقمية بسبب سهولة نسخ الملفات مع الحفاظ الكامل على جودتها.
اقرأ أيضاً: مهارات التصوير الميداني