إن تاريخ التصوير الفوتوغرافي قصير نوعاً ما ولكنه حافل فقد قطع شوطاً طويلاً، حيث أنه فيما يقرب من 200 عام تطورت الكاميرات من صندوق عادي يلتقط صوراً ذات جودة ضعيفة إلى أجهزة مصغرة ذات تقنية عالية ومتقدمة للغاية.
تابع القراءة لتعرف المزيد عن هذا التاريخ المثير.
تاريخ التصوير الفوتوغرافي
ما قبل الكاميرات – الحجرة المظلمة
قبل اختراع الكاميرات ومعرفة التصوير الفوتوغرافي كانت الأداة الأساسية التي يستخدمها الناس لمعالجة الصور تسمى الحجرة المظلمة وقد كانت موجودة لبضعة قرون قبل اختراع الكاميرات.
ويعتقد أن هذه الحجرة المظلمة قد اخترعت في القرنين الثالث عشر والرابع عشر.
ولكن هناك مخطوطة لباحث عربي ترجع إلى القرن العاشر وتصف المباديء والكيفية التي تعمل بها الحجرة المظلمة والتي يعتمد عليها التصوير الفوتوغرافي اليوم.
هذه الحجرة عبارة عن صندوق مغلق مظلم وبه ثقب في أحد جوانبه، ويكون الثقب صغيراً بما فيه الكفاية ليتناسب مع الصندوق حتى تعمل الحجرة بشكل صحيح.
ثم يدخل الضوء من خلال الثقب ويخلق صورة على السطح الذي يلتقي به وهو جدار الصندوق، ولكن تكون الصورة مقلوبة، ثم يتم رسمها بشكل مطابق للصورة.
وقد بدت عملية استخدام تلك الحجرة غريبة ومخيفة للناس في ذلك الوقت حيث اعتقل مخترعها وتمت محاكمته بتهمة الشعوذة.
كذلك كل من كان يستخدمها ويعترف بها كأداة للتصوير كان يفعل ذلك في السر خوفاً من اتهامه بالشعوذة أو التنجيم.
على الرغم من ذلك فإن هذه الحجرة اليوم تعتبر نموذج أولي لكاميرا الصور الحديثة.
ولا يزال كثير من الناس يجدونها مسلية ويستخدمونها على سبيل الترفيه والتسلية.
اقرأ أيضاً: تعريف التصوير
الصورة الفوتوغرافية الأولى في التاريخ
كان التقاط صورة بشكل دائم تقدم منطقي، فقد قام المخترع الفرنسي جوزيف نيسيفور نيبس أول صورة فوتوغرافية كما نعرفها في عام 1825.
كانت الصورة عبارة عن لقطة من النافذة للشمس وقت الغروب وأشعتها منبسطة على جانبي المبنى في الصورة.
جاء نيبس بفكرة استخدام مشتق بترولي يطلق عليه “بيتومين يهودا” حيث يتصلب البيتومين مع التعرض للضوء.
ويمكن بعد ذلك غسله ثم تلميع اللوح المعدني المستخدم، مما أدى إلى ظهور صورة يمكن طلاؤها بالحبر لإنتاج صورة مطبوعة.
وكانت إحدى المشكلات التي واجهها المخترع نيبس هي أن اللوح المعدني كان ثقيلاً ومكلفاً في الإنتاج واستغرق وقتاً طولاً لتلميعه.
بداية استخدام التصوير الفوتوغرافي
في عام 1839 ابتكر السير جون هيرشل طريقة لصنع أول لوح فوتوغرافي، وفي نفس العام صاغ مصطلح التصوير الفوتوغرافي، وهي مشتقة من الكلمة اليونانية “fos” وتعني الضوء و “grafo” وتعني الكتابة.
وعلى الرغم من أن العملية أصبحت أبسط وأفضل إلا أنه كان هناك شوط طويل أمام التصوير الفوتوغرافي لكي يكون معروفاً في العلن.
في البداية تم استخدام التصوير الفوتوغرافي للمساعدة في أعمال الرسم، وقد كانت أولى الصور المعترف بها هي صور لشخص واحد أو صور عائلية.
وأخيراً بعد عقود من التعديلات والتحسينات بدأ الاستخدام الجماعي للكاميرات باستخدام كاميرات إيستمان كوداك البسيطة.
من ثم انتقلت هذه الكاميرات إلى الأسواق في عام 1888 تحت شعار “اضغط على الزر، ونحن سنقوم بالباقي”
وفي عام 1900 تم تقديم كاميرا كوداك براوني لتصبح أول كاميرا تجارية في السوق وكانت متاحة للمشترين من الطبقة المتوسطة.
ولم تكن هذه الكاميرات تلقتط سوى صوراً بالأبيض والأسود ولكنها حظت بشعبية كبيرة نظراً لكفائتها وسهولة استخدامها.
اقرأ أيضاً: من هو مخترع آلة التصوير
الصور الملونة
تم استكشاف التصوير الفوتوغرافي الملون على مدى القرن التاسع عشر ولكنه لم يصبح قابلاً للتطبيق تجارياً حتى منتصف القرن العشرين.
كما أنه لم يكن من الممكن الحفاظ على لون الصورة لفترة طويلة فقد تدهورت حالة الصور بسرعة.
وتم تسجيل براءة اختراع لعدة طرق للتصوير الفوتوغرافي الملون من عام 1862 من قبل اثنين من المخترعين الفرنسيين وهما لويس دوكوس وتشارلز كروس، وكانا يعملان بشكل مستقل.
وصل أول لوح فوتوغرافي ملون إلى السوق في عام 1907 وكانت الطريقة المستخدمة تعتمد على شاشة من المرشحات.
فقد كانت الشاشة تسمح بمرور الضوء الأحمر والأخضر أو الأزرق ثم تحويله إلى سلبي ثم عكسه إلى إيجابي.
وكانت هذه نفس الطريقة التي استخدمت لاحقاً في عملية الطباعة إلى صورة ملونة يتم الاحتفاظ بها.
وعلى الرغم من تطور التكنولوجيا قليلاً إلا أن نفس الطريقة لا تزال تستخدم إلى يومنا هذا في معالجة الصور.
حيث أن الأحمر والأخضر والأزرق هي الألوان الأساسية لشاشات التلفزيون والكمبيوتر.