سورة القدر هي إحدى السور المكية التي تقعُ في الجزء الثلاثين من القرآن، وهي السورة السابعة والتسعون في القرآن من حيث الترتيب، ويبلغ عدد آياتها خمس آيات، نزلت بعد سورة عبس، وتُعدُّ هذه السورة من السور الكريمة التي تدور حول بدء نزول القرآن الكريم، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال فضل سورة القدر وليلة القدر بالإضافة إلى توضيح مضامين السورة.
فضل سورة القدر
إنّ فضلَ سورة القدر يرجعُ لشرحها للمسلمين فضائل ليلة القدر العظيمة، فهي تبيّن أهمية العمل الصالح في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فهي ليلة نزول القرآن الكريم على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، ومن الجدير بالذكر أنّ فضل سورة القدر من فضل القرآن بشكل عامّ، فتلاوتها خير، فبكل حرف حسن والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء، فأنزل الله -سبجانه وتعالى- سورة القدر ليبين لنا فضل وعظيم هذا اليوم المبارك؛ ومن هذه الفضائل:
- نزول القرآن الكريم هداية للناس ليخرجهم به من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط العزيز الحميد.
- ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: دخل رمضان، فقد قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “إنَّ هذا الشهر قد حضرَكم، وفيه ليلةٌ خير من ألف شهر، مَن حُرِمَها فقد حُرِم الخير كلَّه، ولا يُحرم خيرَها إلا محروم”
- تَنْزل الملائكة فيها؛ وهم لا ينزلون إلا بالخير والبَرَكة والرحمة.
- ليلة القدر “سلام”؛ وذلك لكثرة السلام والنجاة فيها من العقاب والعذاب وذلك لما يقوم به العبدُ من طاعة لله -عز وجل-.
- لعظيم هذا اليوم المبارك أنزل الله -سبحانه وتعالى- في فضلها سورةً كاملة تُتلَى إلى يوم القيامة.
جاء عن النبي أيضًا ما يدل على فضل هذه السورة المباركة، فعن أنس بن مالك قال: كنتُ يومًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذ سُئِلَ عن فضلِ الصلاةِ فقال من صلى الغداةَ في جماعةٍ كان لهُ ثوابُ من قرأ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وإنَّ سورةَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ كما قال اللهُ عزَّ وجلَّ هي خيرٌ من ألفِ شهرٍ ومن صلى الظهرَ والعصرَ في جماعةٍ رفع اللهُ لهُ في الجنةِ خمسين درجةً ما بين كل درجةٍ ودرجةٍ مسيرةَ خمسين عامًا ومن صلى العشاءَ في جماعةٍ كان لهُ ثوابُ من حجَّ حجةً وعمرةً ومن صلى العتمةَ في جماعةٍ كانت بثوابِ من قام ليلةً. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن القيسراني | المصدر : ذخيرة الحفاظ، الصفحة أو الرقم: 4/2321 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] دينار بن عبد الله ))
فضل ليلة القدر
لا بدَّ من الإشارة إلى فضل هذه الليلة العظيمة، هذه الليلة التي يعدل العمل فيها عمل ألف شهر كاملين، هذه الليلة التي امتلأت السنة النبوية المباركة بأحاديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- التي تتحدث عن هذه الليلة العظيمة، وفيما يأتي أبرز الأحاديث النبوية التي تناولت الحديث عن فضل ليلة القدر في الإسلام:
- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ، ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ”. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2020 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 992 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن عَلِمْتُ أيُّ لَيلةٍ لَيلةُ القَدرِ، ما أقولُ فيها؟ قالَ: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي”. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3513 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ))
- وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: “إنَّ هذا الشهرَ قد حضركم، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، من حُرِمها فقد حُرِمَ الخيرَ كلَّه، و لا يُحرَمَ خيرُها إلا محرومٌ” (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/118 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
- وفي صحيح مسلم إنَّ أبي بن كعب -رضي الله عنه- قال في لَيْلَةِ القَدْرِ: “وَاللَّهِ إنِّي لأَعْلَمُهَا، قالَ شُعْبَةُ: وَأَكْبَرُ عِلْمِي هي اللَّيْلَةُ الَّتي أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- بقِيَامِهَا، هي لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَإنَّما شَكَّ شُعْبَةُ في هذا الحَرْفِ: هي اللَّيْلَةُ الَّتي أَمَرَنَا بهَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، قالَ: وَحدَّثَني بهَا صَاحِبٌ لي عنْه”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 762 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
مضامين سورة القدر
قال الله -سبحانه وتعالى-: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ”، تحدّثت سورة القدر عن مواضيع متعدّدة منها:
- بَدء نزول القرآن الكريم.
- فضل ليلة القدر عن سائر الأيام والشهور؛ لما فيها من تجليات ونفحات ربانيّة، تلك النفحات التي يفيض بها الله -سبحانه وتعالى- على عباده المؤمنين تكريما لنزول القرآن الكريم.
- تحدّثت سورة القدر عن الملائكة الأبرار ونزولهم في هذه الليلة على الأرض حتّى طلوع الشمس، إذ سُمّيت ليلة القدر بليلة التضييق؛ وذلك لأنّ الأرض تضيق بالملائكة لكثرة نزولهم في هذه الليلة؛ إذ إنّ الله -سبحانه وتعالى- ينادي على الملائكة، فيقول لهم: هل تذكرون عندما أردت أن أخلق خليفة في الأرض، قلتم: أتخلق فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ انظروا إليهم هذه الليلة ما بين ساجد وراكع، فينزل الملائكة إلى الأرض، فلا يبقى موضع قدم إلا وفيه ملك يسبح الله ويستغفر للمؤمنين.
- سلام هذه الليلة العظيمة من كل آفة وشر.
اقرأ أيضًا:
المصادر: