فضل سورة الشمس

تُعتبر سورة الشمس من السور المكية، حيثُ نزلت على النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة بعد سورة سورة القدر، وهي في الجزء الثلاثين وفي الحزب السِّتين، رقمُها من حيث الترتيب في المصحف الشريف 91، عددُ آياتِها 15 آيةً، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال فضل سورة الشمس بالإضافة إلى مقاصدها وما يتعلق بها من لمسات بيانية.

فضل سورة الشمس

فضل سورة الشمس

فضل قراءة سورة الشمس كفضلِ قراءة بقيَّة سورِ القرآن الكريم، ففي قراءتِها كما في قراءةِ القرآن الكريم كلِّه للمسلمِ في قراءتِه أجرٌ كبير وفضل عظيم لا يعلمه إلا الله تعالى، كما ورد في الحديث الشريفِ الذي رواهُ عبد الله بن مسعود أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قالَ: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ “ألم” حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/296 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] ))

يُستحب قراءة سورة الشمس في الصلاة لعدم الإطالة على الناس “كان مُعاذُ بنُ جَبَلٍ يُصَلِّي بقَومِه، فدخَلَ حَرَمَ المسجِدِ وهو يُريدُ أنْ يَسقيَ نَخلَه، فصَلَّى مع القَومِ، فلمَّا رأَى مُعاذًا طَوَّلَ بهم تَجَوَّزَ في صَلاتِه ولَحِقَ بنَخلِه يَسقيه، فلمَّا قضَى مُعاذٌ الصَّلاةَ ذُكِرَ له ذلكَ، فقال: إنَّه مُنافِقٌ. فبلَغَ ذلكَ الرجُلَ، فجاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومُعاذٌ عندَه، فذكَرَ له ذلكَ، فأقبَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على مُعاذٍ، فقال: أفَتَّانٌ أنتَ؟ مَرَّتينِ، اقرَأْ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى…} [سورة الأعلى]، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا…} [سورة الشمس]، ونَحوَهما”. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2400 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))

هناك بعض الأحاديث التي ارتبطت بآيات سورة الشمس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا مرّ على قوله تعالى: “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا” قال: “اللهمَّ إيتِ نفسي تقواها، زكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها”. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 2/130 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات ))

ما ورد من فضل خاص بقراءة سورة الشمس، فهو من الأحاديث الموضوعة مثل حديث: “من صلى يوم الفطر بعد ما يصلي عيده أَربع ركعاتٍ، يقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب و سبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية والشمس وضحاها وفي الثَّالثة والضحى وفي الرابعة قل هو الله أحد، فكأنما قرأ كل كتاب أنزله الله على أنبيائه، وكأنما أشبع جميع اليتامى ودهنهم ونظفهم وكان له من الأجر مثل ما طلعت عليه الشمس، ويغفر له ذنوب خمسين سنة”. (( الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : موضوعات ابن الجوزي، الصفحة أو الرقم: 2/447 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

مقاصد سورة الشمس

تدور مقاصد سورة الشمس حول الحديث عن آيات الله العظيمة في هذا الكون الشاسع، فتبدأ سورة الشمس بقَسَم عظيم من الله تعالى بالشمس وضيائها، ثمَّ بالقمر عندما يتلوها في الليل، ثمَّ بالنهار ثمَّ بالليل ثمَّ بالسماء والأرض، لأنَّ هذه الأشياء كلها آيات بديع خلقِ الله تعالى، وما زال الإنسان رغم كل هذا العلم الذي وصل إليه والحضارة التي بناها عاجزًا عن الوصول إلى أسرارها الخفيَّة، قال تعالى: {والشَّمسِ وَضحَاهَا * وَالقمَرِ إذَا تلَاهَا * والنَّهارِ إذَا جلَّاهَا * واللَّيلِ إذَا يغشَاهَا * والسَّمَاءِ ومَا بنَاهَا * والأَرْضِ ومَا طحَاهَا * ونَفسٍ ومَا سوَّاهَا}.

ثمَّ بعد ذلك يُقسم الله تعالى بنفس الإنسان لأنها من أعظم الأسرار بالنسبة للبشر والتي لن يصلوا إلى الإحاطة بها مهما بلغوا من التطور والعلوم.

ومن مقاصد سورة الشمس أيضًا أنَّها تبيِّنُ مصير كلَّ فريق على حدة، الفريق الأول الذي يزكِّي نفسه ويطهرها من كل رجس وإثم، والفريق الثاني الذي يدنِّسُ نفسه بالمعاصي والآثام ورجس الشيطان، قال تعالى: {قدْ أفلَحَ منْ زكَّاهَا * وقَد خابَ منْ دسَّاهَا}.

وفي الخاتمة تشيرآيات السورة إلى قصة ثمود وناقة صالح -عليه السلام- وكيف كذَّب به القوم فكان مصيرهم الهلاك والعذاب، قال تعالى: {فكذَّبُوهُ فعقَرُوهَا فدمْدَمَ عليهِمْ ربهُمْ بِذنبِهِمْ فسوَّاهَا * ولَا يخافُ عقبَاهَا}، وبيَن الله أنَّه لا يخافُ عاقبة إهلاك الظالمين والكافرين.

تأملات في سورة الشمس

سيكون الحديث في ما جاء من تأملات في سورة الشمس ببيان التأملات واللمسات البيانية في آيةٍ من آياتها وهي قوله -سبحانه وتعالى-: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا}، فقد افتتح الله تعالى السورة الكريمة بقسم وذلك بقوله: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}.

بيّن أهل التفسير البيانيّ أنّ جواب هذا القسم هو قوله: “قد أفلح من زكاها”، والتزكية في اللغة العربية من الألفاظ التي تحتمل أكثر من معنى وذلك حسب سياق الجملة وموضعها فيه، فمثلًا “زكّى نفسه” أي غسل ذنوبها وطهّرها، ومنها الزكاة التي تطهّر الأموال والأنفس.

ويمكن أن يأتي معنى “زكّى نفسه” أي افتخر بها ونسبها إلى التزكية وقال أنا جيد وأنا خيّر وما إلى ذلك، وفي هذه الآية الكريمة أتى معنى “زكّاها” -أي النفس- بمعنى طهّرها وغسل ذنوبها وهداها إلى طريق الحق، والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضًا:

فضل سورة التكوير

أسباب نزول سورة القدر

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

Exit mobile version