سر ذكر لا إله إلا الله
يُعرّف الإسلام على أنّه الإقرار بالتوحيد مع التصديق والعمل بشريعة الله تعالى، وهو الدّين الذي بُعث به محمد صلى الله عليه وسلم، وعبارة لا إله إلا الله هي عبارة التوحيد، وعنوان الإسلام وأساسه، لذلك يُوضح لكم موقع معلومات في هذا المقال سر ذكر لا إله إلا الله.
سر ذكر لا إله إلا الله
يتلخص سر ذكر قول لا إله إلا الله فيما يأتي:
- براءة من الشرك، وهي كلمة التقوى والإخلاص والتوحيد، إذ إنَّ الله تعالى خلق الخلق، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب لأجلها، ولها أيضًا أعدّ الله دار الثواب ودار العقاب، وأمر الرسل لأجلها بالجهاد.
- مفتاح الجنة، ودعوة الرسل، ومن فضلها أنَّه من كانت آخر كلامه في الدنيا دخل الجنة، فوجبت بها المغفرة، كما ينجو بها المسلم من النار.
- سبب في دخول الجنّة والعتق من النار، إذا استوفت شروطها، وانتفت موانعها.
- نعمة أنعمها الله على عبادة أن عرّفهم بها، كما يُعصم بها دم قائلها وماله، أمّا من أباها فإن ماله ودمه مهدور.
- أفضل الكلام، وأحبّه إلى الله تعالى، وهي أوّل ما دعا إليه الرسل الكرام عليهم السلام، وأوّل ما دعا إليه خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
فضل ذكر لا إله إلا الله في السنة النبوية
إنَّ كلمة الشهادة (لا إله إلا الله) هي أفضل الذكر بعد القرآن الكريم، وهي أثقل شيءٍ في الميزان، تمحو الخطايا والذنوب وتجدد الإيمان، وحين يتلفظ بها المسلم فإنّها تصعد إلى السماء وتخرق الحجب حتى تصل إلى الله جلّ جلاله، وهي أفضل الأعمال، تحفظ المسلم من الشيطان الرجيم، وتضعف الأجر وتعدل عتق الرقاب، ومن قالها مخلصًا فإنّها تحرّم عليه النار.
وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم في فضلها أنه قال: (من قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ. في يومٍ مائةَ مرَّةٍ، كانت له عِدلُ عشرِ رِقابٍ، وكُتِبت له مائةُ حسنةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئةٍ، وكانت له حِرزًا من الشَّيطانِ يومَه ذلك حتَّى يُمسيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاء به إلَّا رجلٌ عمِل أكثرَ منه). (( الراوي: أبو هريرة، المصدر : صحيح البخاري، المحدث: البخاري: الصفحة أو الرقم: 6403، خلاصة حكم المحدث: صحيح ))
معنى لا إله إلا الله
تتضمن عبارة التوحيد وهي لا إله إلا الله نفيا وإثبات، حيث تشير (لا إله) إلى نفي استحقاق العبادة لغير الله تعالى، ونفي كل ما يعبد من دون الله من الأوثان والأنداد، بينما يدل الجزء الثاني من كلمة التوحيد وهي (إلا الله) على إثبات العبادة لله تعالى وحده لا شريك له، فيكون معنى عبارة التوحيد لا إله إلا الله أنّه لا معبود بحق سوى الله تعالى.
وخصائص كلمة التوحيد أنّها الركن الأول من أركان الإسلام، وهي كلمة الإخلاص، وبراءة من الشرك، وهي محور دعوة الرسل، كما أنّها مفتاح الجنة وسبب نجاة العباد يوم القيامة، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ).
شروط لا إله إلا الله
إنّ لكلمة التوحيد شروط سبعة لا بد من استيفائها وهي:
- العمل بما دلت عليه تلك الكلمة علما ينافي الجهل بمعناها.
- اليقين بمعنى كلمة التوحيد يقينا ينافي الشك فيها، وهذا اليقين محله القلب وهو أمر ثابت لا يأتيه الشك من بين يديه ولا من خلفه في اعتقاد استحقاق العبادة لغير الله أو اعتقاد النفع والضر عند غير الله.
- القبول بما دلت عليه عبارة التوحيد من معاني الإثبات والنفي.
- الانقياد الذي ينافي ترك ما دلت عليه كلمة التوحيد من المعاني.
- الإخلاص الذي ينافي الشرك، ومعنى الإخلاص تجريد العبادة والعمل لله تعالى فلا يدعى غير الله، فهو وحده المستحق للعبادة الذي لا يضر ولا ينفع سواه.
- الصدق في القول والعمل وبما ينافي الكذب، فلا ينبغي أن يقول العبد هذه الكلمة ويعتقد بها ثمّ يخالفها في عمله وسلوكه.
- المحبة الصادقة المنافية لفقدها، وهذه المحبة تعني تعلق القلب بمن يحب وطاعته فيما يأمر أو ينهى عنه، ومن علامات صدق المحبة التمسك بما جاء به المحبوب، قال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
نواقض لا إله إلا الله
تعتبر النواقض هي كل ما يفسد ويبطل معن كلمة التوحيد، فلا عبرة لمن قال كلمة التوحيد واعتقدها إذا كان عنده ناقض من نواقض الإسلام، ومن نواقض الإسلام وكلمة الشهادة الشرك بالله تعالى.
ومن مظاهر الشرك بالله العبادة لغير الله ومنها الدعاء أو السجود أو الذبح لغير الله، ومن النواقض كذلك الاعتقاد بأنّ هدياً أو حكماً سوى هدي الله وحكمه هو أفضل وأكمل، أو بغض شيء من شرائع الله أو الاستهزاء بها، أو معاونة المشاركين وموالاتهم على المسلمين.
اقرأ أيضًا:
المصادر: