قصص عن الجنة للأطفال
يحتاج الآباء والأمهات إلى تشجيع أبنائهم على العمل الصالح وطاعة الله تعالى وذلك بذكر بعض القصص عن الجنة وأوصافها وأهلها، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال قصص عن الجنة للأطفال.
قصص عن الجنة للأطفال
تنقسم الجنةُ إلى عدّة درجات وغرف؛ فأعلاها هي الفردوس الأعلى والتّي تقع تحت عرش الرّحمن مباشرةً وتخرج منها العديد من الأنهار؛ وهي: نهر اللبن، ونهر العسل، ونهر الماء، ونهر الخمر، فيمكث في هذه الدّرجة الرّسول صلى الله عليه وسلم ومن شفع له الرّسول، وتقع تحت الفردوس العديد من الغرف المليئةِ بالجواهر والدّرر، وتجري من تحتها أنهار الجنة.
يرى بها النّاس الكواكب والنّجوم، ويمكث في هذه الغرفة الأنبياء والشّهداء في سبيل الله، والصّابرين على مصائب الحياة، ومن كانوا مُبتلين وحمدوا الله، ومن تكلّم دائماً في الطّيب وأطعم الطّعام، ومن قام الليل والنّاس نيام، وتقع تحتها العديد من الدّرجات والغرف التّي يوجد بها باقي العباد، وأدنى درجةٍ هي درجةٌ يمتلك أصحابها ملكاً لم يملكهُ أحد في الأرض.
في الجنة الكثير من العيون والأنهار الرّائعة والتّي تخرج من الفردوس الأعلى، وجاء ذكرها في القرآن الكريم؛ كنهر الكوثر الذّي يسقي منه الرّسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين، فلا يظمؤون ولا يشعرون بالعطش بعد الشّرب منه، ولقد سمّيت إحدى سور القرآن باسمه، وذكر أن حافتاه من اللؤلؤ والتّراب من المسك وبياضه أشدُّ من بياض الثّلج وطعمه أحلى من السّكر، والآنية التّي يشرب منها مُصنعةٌ من الذّهب والفضة، كما يوجد نهر البيدخ.
يدخل به الشّهداء ويَخرجون منه ضوؤهم كضوء القمر؛ وقد ذهب عنهم أيّ دم أو أذى، وتوجد العديد من العيون أيضاً؛ كعين البارق، وعين السّلسبيل، وعين مزاجها الكافور.
وصفت أشجار الجنّة من نمو سيقانها من الذّهب، وقد ذكرت بعض أشجار الجنة في بعض آيات القرآن الكريم؛ كشجرة سدرة المنتهى وهي من أكبر أشجار الجنة، تقع تحت عرش الرّحمن يجلس حولها العديد من الملائكة، وسيّدنا إبراهيم ومعه العديد من الأطفال الذّين توفوا في صغرهم؛ حيث يرعاهم.
وتوجد بها جميع أنواع الفاكهة اللذّيذة، ولا يوجد منها في الدّنيا، فقال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الذّينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الذّي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالدّونَ)، وجاء ذكر بعض الثّمار الموجودةِ في الجنة كالتّين والعنب والرّمان والسّدر والبلح، وتوجد شجرةٌ أخرى تسمى بشجرة الطّوبى والتّي قال عنها الرّسول صلى الله عليه وسلم أنها شجرةٌ تشبه كثيراً شجرة الجوز، وحجمها كبير جداً، وكل ثمرةٍ منها يوجد بها سبعون لوناً من السّندس والاستبرق لم يُر مثيلاً لها.
قصة أصحاب الجنة للأطفال
تعدُّ قصة أصحاب الجنة من القصص التي وردت في كتاب الله -عزَّ وجل- لتكونَ عبرةً لكلّ المسلمين إلى قيام الساعة، وقد ساعدت قصص القرآن الكريم على تثبيت فؤاد النبيّ الكريم -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام -رضوان الله عليهم- في الدعوة إلى الله تعالى، وتتحدّث قصة أصحاب الجنة عن رجل آتاه الله جنة عظيمة فيها من الثمرات والخيرات والأنهار ما الله به عليم، وكان هذا الرجل صالحًا يبادر إلى مساعدة الفقراء وإطعامهم من مما ينبت في هذه الجنة، وكان هذا سببًا في أن يبارك فيها، ويزيد في رزق صاحبها، وكان لهذا الرجل الصالحة أولاد يأخذهم معه إلى هذه الجنة، ويريهم كيف أن الله -عزّ وجل- كتب لهذه الجنة البركة لما يبذله في سبيل الله منها.
ومرّت الأيام وكبر هذا الرجل الصالح وشبَّ أولاده، حتى جاء اليوم الذي رقد فيه هذا الرجل الصالح على فراش الموت وتوفاه الله تعالى، وهنا بدأ أصحاب الجنة في تحديد مصيرها من بعد والدهم، فقرر أبناء الرجل الصالح أن لا يعطوا الفقراء منها شيئًا، فهي قادرة على أن تجلب لهم المال الكثير لما فيها ثمرات وخيرات متنوعة، وأن ما كان عليه والدهم تسبب في طمع الفقراء في خيراتها وثمارها، بينَما كان موقف الابن الأوسط منهم مُغايرًا لموقف إخوته، إذ أشار عليهم بأن يظلوا على ما كان عليه والدهم من إطعام للفقراء والمساكين حتى تستمر البركة التي وضعها الله في هذه الجنة، لكن موقف الأغلبية كان أقوى من موقف الابن الأوسط فحسموا أمرهم بعد إعطاء الفقراء أي شيء منها.
وهنا جاء الأمر الإلهي بأن تصبحَ هذه الجنة الخضراء قاحلة بأمر الله تعالى، وكان ذلك أثناء نوم الأبناء الذي عزموا على الذهاب في صبيحة اليوم التالي إلى الجنة لقطف جميع ثمار وتوزيع خيراتها حُصَصًا بينهم دون الالتفات إلى الفقراء، وعندما استيقظوا ساروا في الطريق إلى الجنة متخافتين كي لا يسمع الفقراء صوتهم، وبذلك لا يعلمون عن وصولهم باكرًا إلى الجنة من أجل قطف ثمارها، وعندما وصل أصحاب الجنة إليها ذُهلوا من المشهد، فقد كانت الجنة خاوية على عروشها، وكل ما فيها من خيرات قد ذهب تمامًا.
وهنا عاد أصحاب الجنة إلى أنفسهم وأدركوا أن ما آلت إليه الجنة كان سببه ما عزموا على فعله من حرمان الفقراء من ثمرات هذه الجنة، وعلموا أنهم قد ظلموا أنفسهم بفعلتهم هذه، وهنا ظهر الابن الأوسط ليذكرهم بما قال لهم قبل تحول الجنة إلى خراب، وأن ما كان عليه والدهم قبل موته كان سببًا في زيادة الرزق، وأن تكون الجنة بالحال التي كانت عليه، وأنه قام بنصحكم لكنهم لم يستجبوا لنصيحته، فاستغفروا الله -سبحانه وتعالى- وعادوا إليه كي يسامحهم على ما اقترفوا من ذنب.
الدروس المستفادة من قصة أصحاب الجنة أن الصدقات التي ينفقها الإنسان في سبيل الله تعالى تكون سببًا في زيادة رزق الإنسان، كما أنها تكون سببًا في حصول البركة، وأن الإنسان يجب أن يربي أبناءه على القيام بالأعمال الصالحة والنظر في حاجات الفقراء والمساكين، والسعي إلى التخفيف عنهم على قدر الاستطاعة، كما يُستفاد من هذه القصة أن الإنسان يجب عليه أن يعود إلى ربه عند مخالفه أوامره، وأن يستغفره من كل ذنب حتى يغفر الله للإنسان ما اقترفت يداه.
اقرأ أيضًا:
المصادر: