تعريف حديث الآحاد

هناك العديد من التقسيمات للأحاديث النبوية الشريفة، والتي يعتمد كلٌّ منها على شأنٍ معيَّن مختلفٍ عن الآخر، وإحدى تلك التقسيمات هي التي تعتمدُ على طرق نقلِ الأحاديث إلينا، وبناء عليها يمكن تقسيم الحديث إلى قسمين: الحديث المتواتر، والحديث الآحاد، ونستعرض في هذا المقال تعريف حديث الآحاد.

تعريف حديث الآحاد

تعريف_حديث_الآحاد

يطلق مصطلح الحديث الآحاد على الحديث الذي لم يبلغ حدَّ التواتر أو الذي لم تكن فيه شروط الحديث المتواتر، وهو الذي لا يشترك في نقله جمع كبير من الصحابة يقتضي الحال أنه من المستحيل أن يجتمعوا على الكذب ونقله. ولذلك فإنَّ حديث الآحاد يشمل عدَّة أنواع لا تبلغ مستوى الحديث المتواتر وهي: “الحديث المشهور، الحديث العزيز، الحديث الغريب”، وفيما يأتي سيتمُّ ذكر كل نوع على حدة مع تعريفٍ مختصر لكل نوع:

  • الحديث المشهور: هو الحديث الذي رواه ثلاثةٌ أو أكثر من ذلك لكنَّهم لم يبلغوا درجة الحديث المتواتر.
  • الحديث العزيز: هو الحديث الذي رواه اثنان فقط.
  • الحديث الغريب: هو الحديث الذي رواه شخص واحد فقط وتفرد بروايته.

وقد وردت كثير من الأدلة التي أوردها الفقهاء على وجوب العمل بحديث الآحاد والأخذ به، وهذا ما اتفق عليه الصحابة وعملوا به وكذلك التابعين من بعدهم وجمهور الفقهاء، لأنَّ الحديث الآحاد الصحيح حجَّةٌ بذاته كالحديث المتواتر، وخاصة في العقيدة والأحكام.

ومن الأدلة على أنَّ الشرع أكَّد على مشروعية أخذ العلم عن الأفراد كما الجماعات قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}، وكلمة الطائفة تدلُّ على الشخص الواحد وعلى ما فوق الواحد.

ومن الأدلة أيضًا أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يرسل الصحابيَّ حتَّى يبلِّغ عنه في سائر البلدان فتقوم الحجة بتبليغ الصحابي بمفرده، فقد أرسلَ معاذًا وعليًّا وأبا موسى الأشعري -رضي الله عنهم أجمعين- إلى اليمن في أوقات مختلفة حتى يبلغوا عنه الدعوة ويعلموا الناس الإسلام، وذلك دليلٌ قاطع على أنَّ الشخص الواحد يمكنُ أن يبلِّغ العقيدة ويقيم الحجة على الناس وهذا ما عليه الحديث الآحاد.

أمثلة على حديث الآحاد

حديث الآحاد

من أشهر أحاديث الآحاد هو الحديث الآحاد الصحيح الذي رواه سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو حديث غريب تفرَّد به سيدنا عمر لوحده، فقد ورد في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول “إنَّما الأعمالُ بالنياتِ، وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمَن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه”. (( الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

وهناك أيضًا الحديث الآحاد الذي رواه أبو هريرة وغيره وهذا الحديث مشهور، قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “المسلمُ من سلمَ المسلمونَ من لسانه ويده، والمؤمنُ من أمِنَهُ النَّاسُ على دمائهِمْ وأموالِهم، والمهاجرُ من هجرَ السَّيِّئاتِ، والمجاهدُ من جاهد نفسَهُ للهِ”. (( الراوي : فضالة بن عبيد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 23967 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

خصائص الحديث الآحاد والحديث المتواتر

الآحاد والمتواتر

حديث الآحاد

أحد صنفيّ الحديث باعتبار عدد الرُّواة ولكنّه فقد شرطاً أو أكثر من شروط الحديث المتواتر بحيث يتَّصف حديث الآحاد بواحدةٍ ممّا يلي:

  • أنْ يُروى الحديث جماعةً عن جماعةٍ ولكن لا تتّصف إحدى جماعات رِواية الحديث بشروط الحديث المتواتر.
  • أن يَقِل عدد رواة الحديث عن عدد رواة الحديث المتواتر بحيث يكون عددهم راوٍّ أو اثنين.
  • أحياناً يكون هذا الحديث متّصل السَّند – أيّ هناك نقلٌ للحديث راوٍّ عن راوٍّ- أو غير متَّصل السَّند – يوجد انقطاعٌ في الرُّواة -.

الحديث المتواتر

هو كُلُّ حديثٍ روته جماعةٌ كبيرةٌ من الرُّواة في كُلِّ طبقةٍ من طبقات التي تنقسم إلى ثلاث طبقاتٍ وهم: الصَّحابيّ والتَّابعيّ وتابع التَّابعيّ، بحيث يُعرف هؤلاء الجماعة بالصِّدق المطلق وتُنفى عنهم صفة الكذب من خِلال شروطٍ ثلاثة:

  • العدد الكبير للرُّواة في جميع طبقات السَّند، لتجنُّب الكذب أو التَّحريف.
  • اجماع النَّاس على اتصاف الرُّواة بالصِّدق والنَّزاهة والأمانة.
  • العدد الكبير من الرُّواة لتجنُّب وقوع الخطأ في النَّقل.

اقرأ أيضًا:

تعريف مصطلح الحديث

علم الحديث

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *