عدد الأحاديث القدسية الصحيحة

اهتم علماء الحديث بالأحاديث القدسية وبيّنوا صحيحها من ضعيفها؛ لكونها من كلام الله تعالى والرسول ناقل لهذا الكلام، ونجاوب في هذا المقال عن سؤال يشغل بال الكثيرين وهو عدد الأحاديث القدسية الصحيحة مع توضيح الفرق بينها وبين القرآن الكريم.

عدد الأحاديث القدسية الصحيحة

عدد_الأحاديث_القدسية_الصحيحة

إنّ عدد الأحاديث القدسية بشكل عام ليس كبيرًا بالنسبة للأحاديث النبوية حيث قال البعض أنّ عددها نحو 200 حديث، كما نُقل عن المحقّق ابن حجر الهيتمي القول بأنّ عدد الأحاديث القدسية يتجاوز المائة، في حين أوصلها آخرون إلى أكثر من ذلك ومنهم المحدّث المناوي الذي جمع 272 حديثًا قدسيًا في كتابه المسمّى: “الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية”، وقد رتّب أحاديثه على حروف المعجم ولكنّه لم يورد أسانيدها.

وقبل معرفة عدد الأحاديث القدسية الصحيحة وجب التنبيه إلى عدّة أمور، ومنها: عدّ بعض العلماء الحديث قدسي وإن ورد بصيغة غير صريحة من صيغ ورود الحديث القدسي، كما أنّ الأحاديث القدسية منقولة بالآحاد ويعتريها ما يعتري الأحاديث النبوية من زيادة بعض الألفاظ أو تبديلها إلّا أنّ هذا غير موجود بكثرة في الأحاديث القدسية.

ومن التنبيهات المختصّة بالأحاديث القدسية أنّه قد غلب على موضوعاتها التذكير والوعظ وهذا كان سببًا في كثرة الواهي والضعيف فيها، وعدد الأحاديث القدسية الصحيحة ليس كبيرًا وقد ألّفت المؤلفات في جمعها إلّا أنّ بعضها احتوى بالإضافة إلى الأحاديث الصحيحة أحاديثًا سقيمة من حيث الإسناد.

وممّن ألّف في الأحاديث القدسية في العصر الحديث الشيخ مصطفى العدوي حيث وضع كتابًا أسماه “صحيح الأحاديث القدسية” وقال في مقدمة هذا الكتاب أنّه جمع الأحاديث القدسية التي ترجّح له صحتها، وقد جمع الشيخ في كتابه هذا نحوًا من 185 حديث مأخوذة من الكتب الستة ومسند أحمد وصحيح ابن حبّان ومستدرك الحاكم وغير ذلك من كتب الحديث.

من الأمثلة على الأحاديث القدسية القصيرة: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، فليظن بي ما شاء). [1]

وفي قوله عليه الصلاة والسلام: (أبشر فإنّ الله تعالى يقول: هي ناري أسلّطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظّه من النّار يوم القيامة). [2]

الأحاديث القدسية

حديث قدسي

الحديث القُدسي هو الحديث الذي ينسبه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله عزّ وجلّ، ويُسمى بالحديث القُدسي لقُدسيته ولتعظيم هذا الحديث الذي جاء ليُعلّم الناس تعظيم الله سبحانه وتعالى، إذ إنّ الحديث القُدسي قليلاً ما يتحدث عن أحكام الإسلام، ويأتي هذا الحديث بعدد من الصيغ مثل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على لسان ربه عزّ وجلّ؛ حتّى يستطيع القارئ التمييز بينه وبين أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

بالرغم من عظم مكانة الأحاديث النبوية إلّا أنّها تخضع لنفس أحكام أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث إنّه ليس بالضرورة أن تكون صحيحةً فمنها الضعيف، ومنها الموضوع، فتسميتها بالقُدسية نسبةً إلى أنّها كلام الله عزّ وجلّ أمّا كونها صحيحة أم لا فهذا يتعلق بالسند وشروط القبول التي تمّ تطبيقها من قبل الفقهاء على جميع أنواع الأحاديث.

الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي

أحاديث قدسية

يشترك القرآن الكريم والحديث القدسي بأنهما كلام الله أوحى بهما إلى نبيه عليه السلام ليعرفنا ديننا و يدلنا سبيل الهداية والحق، لكنهما يختلفان في عدة أمور منها:

  • أوحى الله عز وجل القرآن الكريم بواسطة جبريل عليه السلام حصرًا بينما الحديث القدسي أوحي بعدة طرق كالإلهام.
  • أوحى الله عز وجل القرآن الكريم لفظًا ومعنى لكن الحديث القدسي أُوحي إلى النبي عليه السلام معنى وجاء لفظه من الرسول عليه السلام.
  • القرآن الكريم معجزة تحدى الله عز وجل به الناس أجمعين باللفظ والمعنى لكن الحديث القدسي لا يحظى بهذه الميزة.
  • القرآن الكريم تكلّف الله بحفظه من التحريف والتبديل فهو متواتر كله لكن الحديث القدسي منه الصحيح ومنه الضعيف ومنه الموضوع.
  • يتعبد إلى الله بتلاوة القرآن ويترتب على تلاوة كل حرف منه أجور عظيمة لكن الحديث القدسي لا يتعبد بتلاوته.
  • يُتلى القرآن الكريم ويُلقن للناس بلفظه الدقيق كما قرأه جبريل على محمد عليهما الصلاة والسلام بينما الحديث القدسي يجوز روايته بالمعنى.
  • الجاحد بالقرآن الكريم يكفر بل الجحود بحرف منه سبب في الكفر لكن إنكار ثبوت بعض الأحاديث القدسية لعلة في إسنادها فلا يكفر.

اقرأ أيضًا:

أحاديث قدسية عن رحمة الله

أحاديث الشيخ الشعراوي

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

المراجع
  1. الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 9076 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []
  2. الراوي : أبو هريرة | المحدث : النووي | المصدر : الخلاصة، الصفحة أو الرقم: 2/913 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *