أنواع الأحاديث
السند والمتن من أكثر الأمور المعتمد عليها في تقسيم الأحاديث إلى أنواع مختلفة، حيث توجد العديد من أنواع الأحاديث، لذلك نستعرض في هذا المقال أنواع الأحاديث سواء المنسوبة إلى الله تعالى وهي الأحاديث القدسية أو الأحاديث المنسوبة للنبي.
أنواع الأحاديث
الحديث القدسي
الحديث القدسي هو وحيٌ من الله -سبحانه وتعالى- للنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى، حيث اختلف العلماء في الحديث القدسي؛ هل لفظه ومعناه من الله سبحانه وتعالى، أم إنّ معناه من الله -سبحانه وتعالى- ولفظه من النبي -صلى الله عليه وسلم- على أقوال:
- القول الأول: أنّ لفظه ومعناه موحى به من الله سبحانه وتعالى، وهو ما ذهب إليه الإمام الزرقاني، وأضاف أنّ الحديث القدسي مثل القرآن لفظه من الله، والفرق بينهما أنّ القرآن الكريم له من الخصائص ما يميّزه عن الحديث القدسي، فالقرآن معجزٌ، ومتعبّدٌ بتلاوته، ومُحافَظٌ على لفظه، وطريقة أدائه، وغير ذلك من الخصائص التي ليست للحديث القدسي.
- القول الثاني: أنّ معناه من عند الله تعالى، ولفظهُ من عند النّبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما رجّحه ابن عثيمين رحمه الله، ثمّ قال في مجموع الفتاوى: “ومع أن الخلاف في المسألة سائغ، ومشهور بين أهل العلم، فالقول الأول؛ وهو أنّ الحديث القدسي موحى بلفظه، ومعناه، أظهر، وأولى”.
أما بالنسبة لأنواع الأحاديث النبوية من حيث القبول والرد:
الحديث النبوي المقبول
ينقسم الحديث النبوي الشريف من حيث القبول إلى أربعة أقسام:
- الحديث الصحيح لذاته: وهو الحديث الذي اتَّصل سنده بنقل العدل التام الضابط عن مثله، من أوّل السند إلى آخره، وله شرطان: أن يخلو من الشذوذ ومن العلة.
- الحديث الصحيح لغيره: وهو الحديث الذي اجتمع فيه شروط الحديث الحسن لذاته، فرُواته أقل ضبطاً من رواة الحديث الصحيح لذاته، ولكنه ينجبر بتعدّد الطرق التي رُوي بها الحديث.
- الحديث الحسن لذاته: وهو الحديث الذي اجتمع فيه شروط الحديث الصحيح لذاته لكن راويه خف ضبطه، ولا يوجد ما يجبر ذلك القصور.
- الحديث الحسن لغيره: وهو الحديث الضعيف الذي انجبر ضعفهُ بتعدُّد طرق روايته حتى ترجَّح قبوله.
الحديث النبوي الضعيف
ينقسم الحديث الضعيف إلى أقسامٍ كثيرة منها ما يأتي:
- الحديث الضعيف بسبب فَقد العدالة والضبط.
- الحديث الضعيف بسبب فقد الاتصال.
- الحديث الضعيف بسبب وجود الشذوذ أو العلة.
الحديث الموضوع
هو الحديث المكذوب على الرسول عليه السلام والمفترى عليه، وهذا الحديث محرم ولا يجوز بأي شكل من الأشكال الأخذ به أو تصديقه أو نقله على أنه حديث صحيح؛ لأنّ من يفعل هذا سيؤدي بنفسه إلى التهلكة والنار، ومن صفاته: يكون مخالفاً بشكل واضح للقرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، أو أن يكون غير منطقي وغير عقلي، أو أن يكون ركيك اللفظ والبنية، أو أن يكون مخالفاً لبعض الحقائق التاريخية والمعروفة في سيرة النبي عليه السلام، أو أن يكون واضعه كاذب ومنافق ومعروفٌ بذلك.
أنواع الأحاديث من حيث السند
ينقسم الحديث من حيث اعتبار السند إلى قسمين:
الحديث المتصل السند
ينقسم الحديث باعتبار طرق نقله إلينا إلى قسمين:
- الحديث المتواتر: وهو الحديث الذي رواه جماعةٌ يستحيل تواطؤهم على الكذب في العادة، وأسندوه إلى شيءٍ محسوسٍ، وهو ينقسم إلى قسمين:
- الحديث المتواتر لفظاً ومعنىً: وهو ما اتّفق الرواة على لفظه ومعناه.
- الحديث المتواتر معنىً فقط: وهو ما اتّفق فيه الرواة على معنىً كلّي، وانفرد كل راوي بلفظه الخاص.
- حديث الآحاد: وهو ما سِوى المتواتر، وينقسم باعتبار طرقه إلى ثلاثةِ أقسام:
- حديث الآحاد المشهور: ما رواه ثلاثة رواةٍ فأكثر، ولم يبلغ حد التواتر.
- حديث الآحاد العزيز: وهو ما رواه راويان فقط.
- حديث الآحاد الغريب: ما رواه راوياً واحداً فقط.
الحديث المنقطع السند
ينقسم الحديث من حيث عدم اتصال سنده، إلى عدّة أقسام هي:
- الحديث المرسل: وهو ما رفعه التابعي إلى النّبي صلى الله عليه وسلم.
- الحديث المنقطع: وهو الحديث الذي لم يتّصل إسناده، سواء سقط الراوي من أول الإسناد، أو من وسط الإسناد، أو من آخره.
- الحديث المعضَل: وهو الحديث الذي سقط من سنده راويان فأكثر.
- الحديث المُعلَّق: وهو الحديث المأخوذ من بداية إسناده راوٍ واحدٍ أو أكثر.
أنواع الحديث باعتبار قائله
ينقسم الحديث من حيث رفعه إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى أقسامٍ منها:
- أولاً: الحديث المرفوع، وهو الذي رفعه الصحابي للرسول -صلى الله عليه وسلم- فيقول: (سمعت رسول الله)، أو (قال رسول الله).
- ثانياً: الحديث الموقوف، وهو الذي يقف سنده عند الصحابي فقط، ولم يرفعه الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
- ثالثاً: الحديث المسند، وهو ما اتصل سنده إلى الرسول صلوات الله عليه.
- رابعاً: الحديث المقطوع، وهو الحديث الذي أُضيف إلى التابعي أو من دونه من قولٍ أو فعلٍ.
الأحاديث المدلسة
يعرف التدليس بأنّه رواية الحديث بسندٍ يُوهم أنّه أعلى مما كان عليه في الواقع، وينقسم الحديث المدلَّس إلى قسمين:
- الحديث المدلَّس من حيث الإسناد: وهو أن يروي الراوي عن شخصٍ لقيه قولاً لم يسمعه منه، أو فعلاً لم يره فعله، بلفظٍ يوهم أنّه سمعه أو رآه، مثل: قال فلان، أو فعل فلان، ونحو ذلك من الألفاظ الموهمة.
- الحديث المدلَّس من حيث الشيوخ: وهو أن يسمّي الراوي شيخه أو يصفه بوصفٍ لم يشتهر به، ليوهم أنّه غيره، ويختلف مقصده في ذلك، فإمّا لكون شيخه أصغر منه، فلا يريد أن يُظهر روايته عمّن هو دونه، أو ليظنّ النّاس كثرة شيوخه.
اقرأ أيضًا:
المصادر: