ما اهانهن الا لئيم

نرى بعض الناس يستبدون في معاملتهم للمرأة لما يرون فيها من جانب الضعف الجسماني فيقومون بإهانتها وضربها أو كما كان يفعل الناس بالقديم من وأدٍ للبنات بقتلهن أحياء وهن رضع أو أجنة بسبب الجنس، وقد جاء الإسلام لمنع كل تلك الممارسات المحرمة وإعطاء المرأة مكانتها التي تستحقها، وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم ” ما اكرمهن الا كريم و ما اهانهن الا لئيم “.

ما اهانهن الا لئيم

ما اهانهن إلا لئيم

لقد خلق الله الإنسان ذكراً وأنثى وأعطى كلّاً منهم قدرات تتناسب مع وظيفته في إعمار الأرض فالرجل أعطي جانب القوة وأعطيت المرأة جانب العاطفة وأعطي كلٌّ منهما شطراً من العقل بحيث يستطيع القيام بوظيفته بها، فكان ما يسميه البعض جانب الضعف في المرأة هو مصدر قوتها في تربيتها لأطفالها ورعايتها لهم وللأدوار التي تقوم بها في أيامنا هذه بها في المجتمع وفي مجالات العمل المختلفة والتي لا يستطيع العديد من الرجال القيام بها.

أعطى الإسلام المرأة مكانتها الحقيقية في المجتمع فهي الأم المربية التي تسهر لرعاية أطفالها وتقوم بتعليمهم ورعايتهم في المنزل فلولا المرأة لما عاش الرجال أصحاء متفتحين بنور العلم ولولا رعايتها لغذائهم وإرضاعها لهم في الصغر لما عاشوا أصحاء أقوياء فالقوة التي يفخرون بها على النساء إنما هي تلك الهبة التي قاموا بوهبها لهم عند الصغر.

والمرأة هي تلك الزوجة التي يسكن لها الرجل في آخر النهار للاستراحة من أعباء الحياة ومشقاته وهي التي ترعى أبناءه، وهي الأخت التي تحن على إخوانها في الصغر وفي الكبر وتتفقد أحوالهم على الدوام حتى عندما يقوم العالم أجمع بهجرهم، وهي البنت التي ترعى أبويها عند الكبر وتتباهى بهم على الدوام وبحسن تربيتهم لها.

القوامة تكليف لا تشريف

القوامة تكليف لا تشريف

جعل الله القوامة للرجل لأنها تتناسب مع طبيعته وخصوصياته. وتلك القوامة تكليف أكثر مما هي تشريف، وتلك القوامة تقتضي أن يخول الرجل صلاحيات تمكنه من إدارة شؤون من هو قيم عليهم، وتلك الصلاحيات محدودة بقدر الحاجة مضبوطة بضوابط شرعية صارمة من تعداها يعد باغياً ظالماً يوقف عند حده. ومن تلك الصلاحيات أن يؤدب من انحرف عن الجادة وخيف منه أن يلحق ضرراً أو خللاً بالأسرة التي يدور في منظومتها والمجتمع الذي هو فيه حتى يعود إلى الجادة ويستقيم على الصراط المستقيم.

وهذا التأديب مضبوط ومحدد بحدود مقصور على قدر الحاجة وهل تتخيل أن هذا الضرب الذي تحدث عنه القرآن يكون على حساب هوى الرجل أو أنه يكون من الرجل بدون أن يلجأ إلى محاولات أخرى أخف منه. وأن الضرب يكون بعصاً أو سوط أو حبل؟ ليس الأمر كذلك إطلاقاً. فإن تخيلت ذلك أو تخيله غيرك فأنتم عن فهم ما يقصده القرآن بمعزل.

قال الله تعالى: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”.

المقصود بالضرب في الآية هو الضرب غير المبرح الذي لا يترك أثراً، وسأل عطاء ابن عباس عن الضرب؟ فقال ابن عباس: هو بالسواك ونحوه.

وقد نص أهل العلم أن هذه الأمور المذكورة في الآية يرتبها الزوج إذا أراد أن يؤدب أولاً الموعظة ثانياً الهجر ثالثاً الضرب غير المبرح وانظر أخي أيهما أولى بالصواب: أن تؤدب المرأة إذا جاءت بفاحشة مبينة أو يطلق لها العنان لتأتي بخدنها إلى الغرفة التي تلي غرفة زوجها فلا يستطيع الزوج أن يعترض لأن في ذلك تقييداً للحريات وهضماً للحقوق.

وصية الرسول بالنساء

وصية الرسول بالنساء

رأينا الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي بالنساء منذ بداية دعوته حتى نهايتها فكانت من وصاياه صلى الله عليه وسلم قوله:” استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء”.

ففي هذا الحديث حث الرسول عليه الصلاة والسلام على حسن معاملة المرأة فمعاملة المرأة على خلقتها التي خلقها الله عز وجل عليها وهو العليم الحكيم فكما خلق الرجل على صورته فقد خلق المرأة على صورته وكلاهما أحسن صورة، فمعاملته لها على تلك الصورة هي قمة العقل والحكمة التي من الممكن أن تراها في الرجال.

وحسن معاملة المرأة في هذه الأيام لا يقتصر في نظري على عدم ضربها ووأدها وسوء معاملتها بالكلمة، بل يتعدى ذلك إلى احترامها من المجتمع وعدم معاملتها كوسيلة للترفيه ووسيلة تجارية في مدن تعبد شهواتها فهي ليست إحدى تلك الوسائل التجارية كما نراها في الشوارع وفي المحال وفي التلفاز.

المرأة هي التي ساعدت الرسول في رحلته للدعوة وهي تلك المرأة التي اعتنت بالمسيح عيسى بن مريم عليهما السلام لوحدها حتى أصبح، وهي المرأة التي تحملت صعاب مفارقة موسى عليه السلام لإيمانها بالله عز وجل، وهي المرأة التاشتهرت برجاحة عقلها وحكمتها في كمها لمملكة سبأ للعديد من السنين.

اقرأ أيضًا:

ما أكرمهن إلا كريم

كيفية التعامل مع الزوج الذي يهين زوجته

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *