ما معنى حديث مقطوع
يقسم الحديث إلى عدة أقسام وفق اعتبارات مختلفة ومنها القائل؛ حيث يقسم الحديث حسب قائله إلى: الحديث القدسي، والحديث المرفوع، والحديث الموقوف، والحديث المقطوع، ويتسائل الكثير من الناس ما معنى حديث مقطوع وما الفرق بينه وبين أنواع الأحاديث الأخرى.
ما معنى حديث مقطوع
المقطوع لغة مشتقة على وزن مفعول من قطع، وهو ضد الوصل، والحديث المقطوع هو كل ما ورد عن التابعي أو ما دون التابعي من قول أو فعل، وهذا الحديث سنده صحيح ومتصل، لكنه لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والتابعي: هو كل من رأى الصحابة ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث المقطوع ليس وحيا من الله تعالى ولا حديثا نبويا.
سمي الحديث المقطوع بهذا الاسم؛ لأن الإسناد انقطع عنده، والإسناد عادة يكون إلى النبي صلى الله عليه وسلم. والحديث إذا كان قولا أو فعلا أو صفة واردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يعرف بالحديث المرفوع، وإذا كان كان قولا أو فعلا واردا عن أحد الصحابة فإنه يعرف بالحديث الموقوف.
من الكتب التي تكثر فيها الأحاديث الموقوفة والمقطوعة: كتاب المصنف لابن أبي شيبة، وكتاب جامع البيان في تأويل آي القرآن للإمام الطبري، وغيرها الكثير. ومن الأمثلة على الحديث المقطوع قول الحسن البصري في الصلاة خلف المبتدع: (صل، وعليه بدعته)، وقول مسروق بن الأجدع: (كفى بالمرء علما أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعلمه).
شروط العمل بالحديث المقطوع
لا يحتج بالحديث المقطوع إلا إذا توافرت فيه عدة شروط، وهي:
- أن يكون راوي الحديث عالم من العلماء المعتبرين، مع عدم مخالفته لنص قرآني أو حديث صحيح.
- أن يكون سند الحديث صحيح؛ فقد كان الصحابة إذا حدثهم شخص بحديث طلبوا معرفة راويه؛ حتى لا ينسب للنبي -صلى الله عليه وسلم- كذبا.
- ألا يخالف حديثا آخرا صحيحا.
إن توافرت الشروط السابقة فيسمى إجماعا سكوتيا ويحتج به، وسبب تسميته بالسكوتي لأن سكوت العلماء عنه من باب الإقرار به.
الفرق بين الحديث المقطوع وغيره
في الاصطلاح عند أهل العلم أن المقطوع قسيم للمرفوع والموقوف، فالمرفوع ما أضيف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، والموقوف ما يضاف إلى الصحابي، والمقطوع ما يضاف إلى التابعي فمن دونه.
المنقطع ما لم يتصل إسناده، ويشمل أنواع الانقطاع: الإرسال، والإعضال، والانقطاع الظاهر، والانقطاع الخفي، إلى غير ذلك، فالمقطوع في الاصطلاح غير المنقطع، حيث إن المقطوع ما يضاف إلى التابعي فمن دونه، والمنقطع ما في إسناده سقط سواء كان من أوله أو من آخره أو في أثنائه بواحد أو بأكثر، هذا في الجملة يسمى منقطعًا؛ لأنه لم يتصل إسناده.
يُطلق البعض لفظ (المقطوع) ويريد (المنقطع)، وبعضهم يعكس يُطلق (المنقطع) ويريد به (المقطوع)، لكن هذا الذي ذكرناه أولًا هو اصطلاح الأكثر وهو الذي استقر عليه الأمر، ولذلك لا يرون الجمع بين المقطوع مع الاتصال، يقولون: (هذا مرفوع متصل)، ويقولون: (هذا موقوف متصل).
ولا شك أن النظر مختلف بين الرفع والاتصال، وكذا بين الوقف والاتصال، يبقى المقطوع وهو ما أضيف إلى التابعي، فلم يروا أن يُطلق عليه (الموصول) و(المتصل) بأن يقال: (هذا مقطوع متَّصل) أو (هذا مقطوع موصول)؛ للتنافر اللفظي بين القطع والاتصال، فالمقطوع من القطع، والموصول من الاتصال، وبينهما تنافر لفظي، وإلا ففي الحقيقة أن الجهة منفكَّة، فالنظر من حيث الاصطلاح في (المقطوع): إلى النسبة، والنظر من حيث الاصطلاح في (الموصول): إلى اتصال الإسناد، وحينئذٍ فلا يُمنع منه إلَّا من جهة التنافر اللفظي فقط، وإلَّا إذا بُيِّن وقيل: (إن هذا “مقطوع” يعني مضاف إلى التابعي الحسن البصري، وهو “متصل” إلى الحسن)، أو: (إن هذا “مقطوع” بمعنى أنه مضاف إلى التابعي سعيد بن المسيب، وهو “متصل” إلى سعيد) أو إلى من دونهما، فلا إشكال في ذلك؛ لأنه واضح.
أقسام الحديث النبوي
من أشهر كتب الحديث النبوي الشريف: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن الترمذي، وسنن النسائي، وسنن أبي داوود، ومسند الإمام أحمد. ويتكون الحديث النبوي الشريف من شقين هما:
- السند: هو سلسلة رواة الحديث، فيقال مثلا: روى فلان عن فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه السلسلة هي السند.
- المتن: هو الكلام المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو فعله، أو تقريره، وهو ما ينتهي إليه السند.
اقرأ أيضًا:
أهمية الحديث النبوي الشريف في الإسلام.
المصادر: