هناك كثيرٌ مِن أبناء المسلمين يريد حفظ الأحاديث النبوية، ولكنه يشكو مِن سوء الحفظ، أو ضيق الوقت، أو مِن أمور تشغَلُه عن الحفظ، فمسألة الحفظ لا غنى عنها بالنسبة لطالب العلم، والطلابُ عمومًا منهم مَن يتميز بحافظة تُسعِفه، ومنهم مَن لا يستطيع، ومنهم مَن هو بين ذلك ونجيب في هذا المقال عن سؤال كيف تحفظ الحديث مع توضيح فضيلة حفظ الأحاديث.
كيف تحفظ الحديث ؟
عندما تبدأ بقرآءة الأحاديث تلاحظ أنها كثيرة و متعددة و تتكلم في مواضيع مخلتفة و قد تشعر بالصعوبة في حفظها ، و لكن بعد التمعن بها و محاولة حفظها سوف تلاحظ سهولتها و سهولة حفظها .
ولكي تحفظ الأحاديث بسرعة يمكنك إتباع النصائح التالية :
- اختر وقت مناسب للبدء بالقراءة و الحفظ ، مثل وقت الصباح الباكر فهو أفضل وقت للحفظ حيث يكون عقلك نشيطاً جداً و تكون خالي من الهموم و المتاعب التي قد تصاحبك خلال اليوم.
- اجلس في مكان هادئ و بعيد عن الإزعاج و الضوضاء ، حتي تستطيع التركيز و تحفظ بسرعة.
- تناول أطعمة ومشروبات صحية تساعد علي بقائك نشيطاً ، مثل الفواكه و الخضار و الشوكولاته و العصير الطبيعي .
- ابدأ بتقسيم الأحاديث التي تريد حفظها إلي عدة أجزاء ، مثلاً (الأحاديث القصيرة اكتبها في ورقة لوحدها ، و الأحاديث المتوسطة أيضاً لوحدها ، والأحاديث الكبيرة و الطويلة في ورقة لوحدها).
- يفضل أن تبدأ في حفظ الأحاديث القصيرة ، لأنها أسهل في الحفظ و لن تأخذ معك وقت طويل في حفظها.
- قم بتكرار قراءة الحديث أكثر من مرة و قم بكتابته علي ورقة عدة مرات حتي تتأكد من حفظك له ، و بعد حفظه انتقل لغيره.
- لا ترهق نفسك كثيراً ، بل خذ قسط من الراحة كلما شعرت بالتعب و جدد نشاطك و طاقتك حتي تبقي نشيطاً و تحفظ أسرع.
- يفضل أن تقرأ شرح الأحاديث حتي تفهمها و يسهل عليك حفظها.
- بعد الإنتهاء من حفظ القائمة الأولي و هي الأحاديث القصيرة ، انتقل إلي القائمة التالية و هي الأحاديث المتوسطة و قم بتكرار نفس الطريقة أي كرر قرآءة الحديث أكثر من مرة و ثم قم بكتابتها علي ورقة عدة مرات حتي تحفظها جيداً.
- و أيضاً اتبع نفس الطريقة مع الأحاديث الطويلة ، فالتكرار هو أفضل طريقة للحفظ و بإمكانك أيضاً أن تقوم بكتابة الحديث و تعليقه علي و وضعها أمامك في غرفتك حتي تراه دائماً و يسهل عليك حفظه.
مثال توضيحي على الأربعين النووية:
- يوم الجمعة من الحديث 1 – 5.
- يوم السبت من الحديث 6 – 10.
- يوم الأحد من الحديث 11 – 15.
- يوم الاثنين من الحديث 16 – 20.
- يوم الثلاثاء من الحديث 21 – 25.
- يوم الأربعاء من الحديث 26 – 30.
- يوم الخميس من الحديث 35 – 42.
- يوم الجمعة مراجعة على كل الأحاديث.
هذه هي الأربعون النووية، يتم حفظها خلال أسبوع بإذن الله تعالى.
بعد ذلك إن شاء الله نبدأ بنفس الطريقة في عمدة الأحكام، ثم البلوغ، أو المحرَّر، ثم يبدأ بالكتب الكبيرة المُسنَدة، بَدْءًا بالبخاري، ثم مسلم، ثم أبي داود، ثم الترمذي، ثم النسائي، ثم ابن ماجَهْ، ثم بعد ذلك إلى ما فوقها، وغيره من الكتب التي تريد حفظ أحاديثها.
فضيلة حفظ الحديث
حفظ الحديث هو استظهارهُ عن ظهر قلب، ومتون الحديث هي نصوصه التي هي أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته، وقد جمعت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في دواوين السنة كالصحيحين والموطأ والسنن والمسانيد.
فالذي يحفظ هذه الكتب أو بعضها فقد حفظ متون الحديث أو بعضها، والحافظ في مصطلح أهل الحديث هو من حفظ مائة ألف حديث متنا وإسناداً مع العلم بأحوال رواتها من تاريخ وفاة وجرح وتعديل… قال الشيخ سيدي عبد الله الشنقيطي في غرة الصباح: ومن حوى مائة ألف مطلقاً * عليه لفظ حافظ قد أطلقا.
وأما فائدة ذلك فإنها لا تقدر فضلاً وخيراً وأجراً… ويكفي المسلم شرفاً أن يكون حافظاً لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعاء من أوعية العلم، فقد قال الله تعالى: ” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ “، وقال تعالى: ” قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ “.
ويكفي حافظ الحديث فضلاً دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بقوله: “نضر الله امرأ سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2657 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: