فليقل خيرًا أو ليصمت

يمكن أن يكون اللسان نافعاً فيرفع شأن الإنسان، أو ضاراً فيلحق الضّرر والسوء بصاحبه أولاه الإسلام أهميّةً خاصّةً، فجاءت أحاديث نبوية شريفة تتحدّث عن حفظه، وتلفت عناية المسلم لذلك، ومن هذه الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت).

فليقل خيراً أو ليصمت

من كان يؤمن بالله واليوم الآحر

ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن اللسان قوله: (ومن كانَ يؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيراً أو ليصمُتْ). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6475 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

وقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في أمرٍ أو حُكمٍ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) يدلّ على أنّ هذه الخصال من خصال الإيمان، وأنّ هذه الأعمال تزيد إيمان المرء أو تنقصه.

وفي هذا الحديث أمر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- المسلم أن يقول الخير في سائر كلامه، فإن لم يكن يحوز خيراً في أمره فإنّ الخير له أن يصمت، وفي هذا دلالة على أنّ سائر كلام الإنسان لا يمكن أن يكون خيراً، وسوى ذلك في آنٍ واحد، بل إمّا أن يكون الكلام خيراً؛ فأمر النبيّ بإطلاقه، أو أنّه عدا ذلك؛ فأمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حينها أن يصمت عنه.

وقد سأل معاذ -رضي الله عنه- رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن المؤاخذة باللسان، فأجابه: (ثكلتك أمك يا مُعاذٍ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلّا حصائد ألسنتهم). (( الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2616 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ))

وقد اختلف العلماء في ما إن كان كلّ ما نطق الإنسان قد كُتب في صحيفته، أم إنّه لا يُكتب عنه إلّا ما فيه ثواب أو عقاب، فقال ابن عبّاس رضي الله عنه: (إنّ كلّ ما نطق ابن آدم كُتب في صحُفه حتّى حركاته وسكناتُه، حتى إذا جاء يوم الخميس رُفع كل ّما كتب عنه فأُخذ منه ما فيه عقاب أو ثواب، ثمّ طُرح ما خلا ذلك)، وهذا تفسير قول الله تعالى: (يَمحُو اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتابِ)، ولو أنّ الإنسان لم يكن مؤاخذ بما ليس فيه حُرمة من القول، إلّا أنّه نادم على الوقت الذي ضاع هباءً دون فائدة، وتلك عقوبة بحدّ ذاتها، وفي المقابل فلا بدّ أن يتذكّر المسلم أنّ ليس كلّ الصمت محمود، بل إنّ الكلام الذي يرضاه الله -تعالى- خيرٌ من الصمت.

حفظ اللسان

يعدّ اللسان من نعم الله العظيمة على الإنسان، وفي استقامته والعمل بغايته المحمودة خيري الدنيا والآخرة، فالإنسان يوحّد الله -تعالى- بلسانه، ويدعو الناس إليه، فيكون سبباً في إسلام غيره أيضاً.

وفي المقابل فإنّ الإنسان قد يوظّفه في الحرام والكفر بالله والعياذ بالله، فيكون سبباً لهلاكه وخسارته، ويكون أحياناً ضرر اللسان وشرّه على الإنسان أكثر من ضرر اليد وبطشها، لذلك قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (المسلمُ من سلِم المسلمون من لسانِه ويدِه)، فقُدّم اللسان على اليد؛ لشرّه، وعظيم سوءه.

قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، ففي الصمت والابتعاد عن اللغو حفظاً للسان، ويكون حفظ اللسان بالترفّع عن الحديث القبيح، والكلام الفاحش، وترك الإكثار من الكلام الفارغ الذي لا فائدة منه، ولا خير فيه، وهي صفة العلماء والمتعلّمين العاملين بما تعلّموا فقد رُوي عن الخلّال كلامه عن عطاء -رحمه الله- أنّه قال: كانوا يكرهون فضول الكلام، وكانوا يعدُّون فضول الكلام ما عدا كتاب الله أن نقرأه، أو أمراً بمعروفٍ، أو نهياً عن منكر، أو أن تنطق في معيشتك بما لا بدّ لك منه.

فوائد حفظ اللسان

إذا عمل المسلم بوصيّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فأطلق لسانه في ذكر الله، والأمر بالمعروف، وطاعة الله عموماً، وكفّه عن الخبيث والفاحش من الكلام؛ فإنّه سيجني العديد من الفوائد التي يفرح بها في الدنيا والآخرة، منها:

اقرأ أيضًا:

فائدة الصمت في الإسلام

قصص عن حفظ اللسان للأطفال

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

Exit mobile version